دراسة طفيل يصيب الماشية تشير إلى أساليب حديثة لمكافحة الملاريا

alarab
منوعات 21 مارس 2015 , 11:48ص
رويترز
قال العلماء أمس الجمعة إن قطعان الماشية بالقارة الإفريقية ربما تنطوي على حل لغز يسهم في إيجاد سبل حديثة لمكافحة أمراض طفيلية مثل الملاريا التي تقتل نحو 600 ألف شخص سنويا.

ووجد الباحثون بجامعة أدنبره أن الأبقار تكتسب حصانة ضد طفيل يسبب مرض "حمى الساحل الشرقي" إذا كان قد سبق إصابتها بنوع قريب الصلة بهذا الطفيل لكنه أقل حدة.
وقالوا إن هذا الاكتشاف يمثل إستراتيجية تسمى "لا يفل الحديد إلا الحديد" أو "مكافحة النار بالنار" التي قد تؤتي ثمارا في مكافحة طائفة من الأمراض الطفيلية بما في ذلك حالات الملاريا الشديدة لدى البشر.

وقال مارك وولهاوس الذي أشرف على هذه الدراسة بفريق بحثي من عدة جامعات ومن المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية "تشير نتائج دراستنا إلى السعي للحصول على لقاح بسيط يقي الأبقار من حمى الساحل الشرقي من خلال تلقيحها بطفيل قريب الصلة لكنه أقل ضررا".
وأضاف "ربما تنجح عملية مماثلة في مكافحة الملاريا حيث يمكن أن تقي العدوى بطفيل بلازموديوم فيفاكس الأقل ضررا الناس من طفيل بلازموديوم فالسيبارام الأشد ضررا".

ومثلها مثل حمى الساحل الشرقي التي تصيب الماشية فإن الملاريا يسببها طفيل وحيد الخلية هو طفيل بلازموديوم رغم أن عدة أنواع منه يمكن أن تصيب الإنسان بالملاريا.

ومن أشرس أنواع هذا الطفيل بلازموديوم فالسيبارام الذي يشيع في القارة الإفريقية ويتسبب في معظم حالات الوفيات العالمية البالغة 600 ألف حالة سنويا.

وينتشر طفيل بلازموديوم فيفاكس في القارة الآسيوية وهو أكثر انتشارا لكنه أقل خطرا.

وخلال دراسته تتبع فريق وولهاوس البحثي الحالة الصحية لنحو 500 من رؤوس العجول الصغيرة في كينيا منذ ولادتها وحتى بلوغها عاما من العمر وجمعوا معلومات عن بقاء الماشية على قيد الحياة من عدمه ونموها وحالاتها الصحية ومدى تعرضها للعدوى الفيروسية والبكتيرية وبالديدان أو بالطفيليات التي تنتقل من خلال القراد.

ووجدوا أن الوفيات الناجمة عن الإصابة بحمى الساحل الشرقي –وهي السبب الرئيسي لنفوق الماشية في شرق إفريقيا- تراجعت بنسبة 89 % بين العجول التي كانت مصابة أيضا بنوع آخر من الطفيليات التي لا تسبب هذا المرض.

وربما يحدث الشيء نفسه عندما يكون الناس مصابين بالطفيل القاتل بلازموديوم فالسيبارام وأيضا في الوقت نفسه بالطفيل الأقل خطرا بلازموديوم فيفاكس ما يجعلهم أكثر احتمالا للنجاة من المرض.

وقال وولهاوس "إن زيادة فهم كيفية مساهمة الطفيل الأقل ضررا في الوقاية من الطفيل الأكثر فتكا قد تجيء بأساليب جديدة للحد من المرض شديد الوطأة والوفيات الناجمة عن الملاريا".