أول وأهم درس نتعلمه من مونديال قطر هو لا يوجد شيء اسمه مستحيل، فقطر بادرت بتقديم درس في القدرة على التحدي مع التمسك بقيمك ومبادئك، وهي تتقدم بملف استضافة كأس العالم 2022 رغم أن أمامها تجارب عربية فاشلة وهي تتقدم لتنافس دولا لها قيمتها وتاريخها وحجمها وتجربتها في تنظيم المونديال وقدراتها المالية الهائلة وهي دول أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا.
رأت قطر أنها لا تقل عن هذه الدول إلا في المساحة وعدد السكان ولكن منذ متى تقاس عظمة الدول بحجمها الجغرافي وكتلتها البشرية ولكن لدى كل دولة إمكاناتها الكامنة التي ان تمكنت من تفجيرها في لحظات التحدي ستحقق ما تصبو إليه وهو ما يراه البعض أن هذا الأمر من المستحيل تحقيقه.
ولكن قطر قبلت التحدي وأقدمت على خطوة ربما اعتبرها الكثيرون حول العالم ضربا من الخيال وأن قطر خارج حلبة السباق ربما القيادة القطرية الحكيمة كانت هي التي تملك الثقة الكاملة في قدرتها على منافسة قوية لاستضافة المونديال وأنها ستكون ندا قويا للمنافسين الأقوياء وبالفعل تمكنت قطر من كسب التحدي وفازت بشرف تنظيم كأس العالم.
ورغم الحملة الشرسة والممنهجة والمغرضة والتي انطلقت منذ اعلان فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 واستمرت حتى اخر يوم من منافسات المونديال حملة شرسه تعتمد على الأكاذيب ولكن قطر لم تهتز ولم تستجب لمطالب المثليين والسكارى متمسكة بتعاليم دينها العظيم وبثوابت عاداتها وتقاليدها وقدمت قطر نسخة مونديالية أبهرت وأذهلت العالم.
وقدمت قطر درسا في القدرة على التحدي مع التمسك بقيمك ومبادئك.
ما فعلته أسود الأطلس درس آخر في القدرة العربية على التحدي وتفجير الطاقات الكامنة ورأينا المغرب تحقق ما قلنا والعالم من حولنا انه مستحيل فكانت ضمن الأربعة الكبار بعد أن تصدرت مجموعتها في دور المجموعات ثم الوصول الى نصف النهائي والخروج امام الديوك
وكذلك فوز الأخضر السعودي على الأرجنتين الذي توج فيما بعد باللقب، وفوز تونس على فرنسا حامل اللقب وقتها كلها مؤشرات وعلامات على الطريق بقدرة العرب على فعل ما يشبه المستحيل .
وفي جميع الأحوال قدمت أسود الأطلس والأخضر السعودي ونسور قرطاج درسا عربيا آخر في القدرة على التحدي.
كما قدمت فرنسا درسا مهما أن المباراة لا تنتهي إلا مع إطلاق صافرة النهاية مهما كان فارق الأهداف
من الدروس التي يجب ألا نغفلها هو الدرس الذي قدمته الجماهير العربية وهي تحمل العلم الفلسطيني وتهتف لفلسطين وترفض التعامل مع الاعلام الإسرائيلي وهو ما بعث برسالة غاية في الأهمية أزعجت الإسرائيليين كثيرا وهي ترى أن القضية الفلسطينية ستظل حية في قلوب العرب وأن اتفاقيات السلام لن تغير مشاعر الشعوب ضد من يحتل جزءا من أرضه ويدنس مقدساته.
هذا وقد أسدل الستار على قصة من أروع قصص ألف ليلة وليلة استمتع بها العالم وهو في حالة انبهار وذهول مما قدمته قطر في نسخة مونديالية استثنائية في أجواء آمنة تحلى فيها الجميع بالروح الرياضية.