

أكد مصدر مسؤول بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية حرص المؤسسة على وضع طبيب مختص بالأمراض السلوكية والنفسية بالمراكز الصحية، حتى يتم تقييم الحالة النفسية للطفل بدون الدخول لمستشفى طب نفسي، حرصاً على حماية الطفل مما قد يعتبره البعض «وصمة»، لأن المجتمع ما زال يعاني من هذه المشكلة.
وأوضح المصدر أن إدارة الأبحاث الإكلينيكية عملها يمتد للأبحاث حول الأمراض الجسدية والمشكلات النفسية والسلوكية، تماشياً مع تعريف الصحة العامة وعلاقته بكافة أشكال الصحة، وبناءً على ذلك تعمل الإدارة على الربط بين الصحة الجسدية مع الصحة النفسية.
وأشار إلى التعاون بين إدارة الأبحاث الإكلينيكية بالرعاية الصحية الأولية ومركز دعم الصحة السلوكية «دعم»، للعمل على الأبحاث المتعلقة بالصحة السلوكية، وأن الإدارة عملت بالتعاون مع المركز لبحث الصحة السلوكية من منظور الآباء، لأن بعض الأطفال والمراهقين تكون لديهم سلوكيات لا يرون أنها تناسب المجتمع والتقاليد والعرف والدين، وتكون من منظور الآباء أكثر وضوحاً فيما يتعلق بخطئها.
ولفت إلى أن الإدارة كان لها دراسة خلال جائحة كورونا حول التأثيرات التي طرأت على الأطفال والمراهقين، وكيف أثرت عليهم العزلة المنزلية، والأمور التي أدمنوا عليها، كالإدمان الالكتروني الذي انتشر بصورة واسعة، إضافة إلى القلق والاكتئاب لدى بعض الأطفال.
ظواهر بين الأطفال
ونوه المصدر بأن الدراسة التي أجريت بالتعاون بين الرعاية الصحية الأولية ومركز دعم أظهرت أن بعض الظواهر انتشرت بين الأطفال بصورة كبيرة خلال فترة الحجر، مرجعاً ذلك إلى العولمة والأفكار السلوكية الدخيلة على المجتمعات عموماً.
وقال المصدر: الأطفال إن حدثت عندهم مشكلات سلوكية تؤثر على صحتهم النفسية والبدنية، فالقلق وفرط النشاط والاضطرابات متصلة ببعضها، وتؤثر على الصحة البدنية، وأن بعض المراهقين بدأوا يدمنون التدخين وغيرها من أشكال الإدمان، ومنها الإدمان الالكتروني، الذي يجعلهم بصورة كبيرة جالسين في نفس المكان، الأمر الذي يخلف أضرارا جسدية على الطفل.
وأضاف: خلال الفترة المقبلة، سوف تعمل إدارة الأبحاث الإكلينيكية على عدد من الأبحاث المتعلقة بفيروس كورونا «كوفيد – 19» وفعالية التطعيمات، وأن هناك بحثا عن جودة الهواء في مؤسسات الرعاية الصحية، لأن البعض تخوف من زيارة المراكز الصحية، خشية الإصابة بالعدوى، وأنه تم وضع أجهزة في عدد من المؤسسات الصحية بالتعاون مع جامعة قطر، وتم قياس الرواسب للتعرف على جودة الهواء.
نتائج مقلقة
وحول الدراسة التي عملت عليها الرعاية الصحية الأولية بالتعاون مع مركز دعم (دراسة الصحة النفسية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين في الدولة من منظور أولياء الأمور 2021) كشف المصدر أن الدراسة أظهرت بعض النتائج المقلقة، مثل أن بعض الآباء المتعلمين والحاصلين على دراسات عليا وبكالوريوس وما أعلى، لم يكونوا ينظرون أن لدى أبنائهم مشكلات كبيرة، بينما الحاصلون على الثانوية وأقل كانوا يحرصون على أخذ أبنائهم للعلاج في أي مؤسسة لها علاقة بالصحة النفسية.
وأوضح المصدر أن من أبرز المشكلات السلوكية المنتشرة في المجتمع «التنمر» والمنتشر في المدارس، وكذلك الاضطرابات وفرط النشاط الموجود بكثرة بين الأطفال.
وكشف المصدر عن ورش تثقيفية بالتعاون مع مركز دعم لتوعية أولياء الأمور بالمشكلات السلوكية، داعياً أولياء الأمور للمشاركة في هذه الندوات من أجل التعرف على كيفية ملاحظة أي مشكلة قد تطرأ على الطفل، أو أي اضطراب سلوكي لدى الطفل.