

انطلقت، أمس، أولى فعاليات برنامج «لكل ربيع زهرة» لموسم 2023، بالعام الرابع والعشرين للبرنامج، حيث يحتفي هذا العام بزهرة نبات «العشرق» أو ما يعرف بـ «السنامكي أو السنا»، وشارك في تدشين الفعاليات عدد من الوجهاء والمختصين وأصدقاء الطبيعة، وبعض ضيوف قطر القادمين لحضور كأس العالم فيفا قطر 2022 من الجماهير التونسية والمغربية، بالإضافة لمجموعة من التربويين والطلاب من المدارس التونسية والفلسطينية.
وقال الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس البرنامج، خلال الرحلة الأولى إلى مقر البرنامج في راس مطبخ بمدينة الخور: أنشطة وفعاليات البرنامج وفوائده وأهدافه ومردوده الإيجابي على الشباب والنشء وما يغرسه في نفوسهم من سلوكيات حميدة ومهارات الاعتماد على النفس والمحافظة على البيئة.
وأضاف: البرنامج قيمي في الأساس لتعريف الجماهير بكيفية التعامل مع الطبيعة والاهتمام بها وأن إطلاقه يتزامن مع افتتاح البطولة الأكبر كأس العالم فيفا قطر 2022 ومشاركة دولة قطر فيها كأول مرة في تاريخها.
وتابع: الفلسفة الأولمبية كانت ترتكز على الرياضة والثقافة ثم أضيفت ركيزة البيئة في عام 1992، لأهميتها وارتباطها الوثيق بالإنسان، وقطر حينما نافست على استضافة المونديال قدمت ثلاثة ملفات تتعلق بالركائز الثلاث، لذلك فإن البنية التحتية التي نفذتها قطر تراعي معايير البيئة الدولية في استهلاك الطاقة والمياه ومعالجة المخلفات.
وعن دور البرنامج في استعدادات كأس العالم أكد الدكتور سيف الحجري أن الأطفال الذين شاركوا في رحلات البرنامج الأولى أصبحوا اليوم مسؤولين في الدولة يهتمون بالبيئة ويحافظون على نباتاتها ومكوناتها المختلفة، وأن برنامج «لكل ربيع زهرة» على امتداد تاريخه الذي يقرب من 24 عاما ألهم أبناء قطر والمشاركين في مشروعات المونديال لاستخدام النباتات والزهور كرسومات على المنشآت الرياضية والجسور والأنفاق وأسماء القاعات في الفنادق وكذلك أسهم في الترويج لزراعة العديد من النباتات المحلية مثل «العوسج والسدر والغاف والسلم والسمر والمانجروف» وكلها نباتات احتفى بها البرنامج على مدار تاريخه مشيرا إلى أن البرنامج أسهم كذلك في زراعة ما يقرب من 20 ألف نبتة «مانجروف» في المناطق البحرية في لوسيل.
وأشاد الدكتور علي الإبراهيم نائب رئيس الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية ببرنامج «لكل ربيع زهرة» ودوره الوطني والتربوي والبيئي، مؤكدا أنه من البرامج الرائدة التي يجب نقلها إلى بقية الدول العربية للاقتداء به لأنه قصة نجاح ممتدة منذ افتتاحه عام 1999 وحتى الآن.
وأضاف أن أهداف البرنامج تتوافق مع أهداف الشبكة وأن هذا الموسم استثنائي لتعزيز الشراكة مع البرنامج خاصة بعد أن تم اختيار «الظعاين» المدينة العربية المسؤولة مجتمعيا لعام 2023 من قبل الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية حيث سيكون هناك نشاط مكثف للشبكة مع وزارة البلدية وهي فرصة لدعم برنامج «لكل ربيع زهرة» ليس في مدينة الظعاين فحسب ولكن في جميع أنشطته.
واستعرض الدكتور علي الإبراهيم دور الشبكة في الاهتمام ببناء القدرات البشرية وتوفير خبراء ومساندين والترويج لمثل هذه المبادرات والبرامج البيئية الهامة عبر قنوات الشبكة ومنصاتها ومنابرها الإعلامية والمهنية، مثنيا في الوقت ذاته على دور برنامج «لكل ربيع زهرة» في رفع الوعي بقضايا البيئة وإسهامه الكبير في التنشئة البيئية السليمة للأطفال وتأثيره الكبير في المجتمع.
الجدير بالذكر أن السنا أو السنامكي، أو العشرق اسمه العلمي Senna وهو مأخوذ من الاسم العربي «سنا»، من النباتات العشبية الصحراوية المعمرة.