لمواكبة التطور العمراني الذي تشهده الدولة.. المونديال يربط المدن الخارجية بمشاريع التنمية

alarab
محليات 20 أكتوبر 2022 , 12:30ص
يوسف بوزية

علي المهندي: شبكة طرق خارجية متكاملة تخدم كافة مناطق الدولة

عبدالله المريخي: العمل على قدم وساق في حزمة مشاريع خارجية

حمد بن مايقة الأحبابي: العديد من المشاريع أنجزت لمرحلة «ما بعد» المونديال

يتواصل تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية التي ارتبطت حتى الآن أو تزامنت مع الإعداد لبطولة كأس العالم في مختلف أنحاء الدولة، بما فيها المناطق الخارجية التي شهدت تطوراً في البنية التحتية من خلال العديد من المشاريع التي تتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030 وتسهم في تحقيق أهدافها من حيث تعزيز مسيرة النمو الاقتصادي على المدى الطويل بعد صافرة الختام في 18 ديسمبر.

وأشاد مواطنون عبر «العرب» بشبكات الطرق الخارجية التي تخدم إلى جانب الدوحة والخور أكثر من 20 منطقة سكنية مثل سميسمة وأم قرن وتنبك ووادي البنات وروضة الحمامة إلى جانب لوسيل واللؤلؤة ولقطيفية والطرفة وغيرها.. كما سهلت الوصول إلى مناطق مسيعيد ودخان من خلال تقاطع طريق الخور مع طريق المجد، وأشاروا إلى مشروع تأهيل الشواطئ وتزويدها بالخدمات، حيث تم اختيار عدد «18» شاطئا لتجهيزها وتزويدها بالخدمات الرئيسية، معتبرين أن تطوير الشواطئ وتزويدها بالخدمات الرئيسية من شأنه أن يحوّلها إلى وجهة للسياحة الداخلية والخارجية، ونوهوا بمستوى مشاريع البنية التحتية في العديد من المناطق الخارجية والتي أصبحت مؤهلة لاستقطاب المشاريع الخدمية والتجارية والاستثمارية الجديدة، مطالبين بمنح المزيد من الحوافز الاستثمارية وتحديد مواقع استيعاب التنمية لتحفيز القطاع الخاص على الانخراط في مشاريع التنمية المستدامة في مختلف مناطق البلاد.

التطور العمراني
وقال السيد عبدالله المريخي، عضو المجلس البلدي المركزي ممثل الدائرة 25 إن منطقة الخور والذخيرة شهدت خلال الفترة الماضية وما زالت تشهد عددا من المشروعات الخدمية ومشروعات البنية التحتية التي ارتبطت او تزامنت مع استضافة بطولة كأس العالم والتي تخدم الأهالي في الدائرة بشكل مباشر وعددا من أصحاب القسائم، وأكد أن العمل يجرى على قدم وساق في مدينة الخور وفي سباق مع الزمن لإنهاء مشروعات البنية التحتية مع اقتراب موعد بطولة كأس العالم، منوهاً بتطوير وإعادة تأهيل شاطئ الفركية شرق مدينة الخور لتلبية احتياجات الجمهور ومواكبة التطور العمراني الذي تشهده الدولة.
وأشار المريخي إلى مشروع «مخيم الخور» كأحد المشاريع المميزة المرتبطة بالمونديال والذي سيكون متاحاً للجميع بعد انتهاء البطولة، مشيدا بموقعه المميز المطل على البحر وقربه من استاد البيت، كما يسهل الوصول إليه عبر محطة مترو لوسيل والحافلات. 
ونوه بأن مخيم الخور عبارة عن مجموعة خيام تتكون من 202 غرفة تسع لـ 500 شخص في منطقة راس النوف التي تطل على البحر، كما تم تصميم المخيم بشكل متكامل حيث يوفر خدمات كثيرة ومطعم قطري لتقديم الأكلات القطرية المميزة بالإضافة إلى 15 كشكا لتقديم أطعمة متنوعة، بينما سيكون الطابع العام للمكان هو طابع قطري بامتياز.

ملاحظات واحتياجات 
وأكد المريخي أن أهم ما يميز المخيم هو الخصوصية فكل وحدة مستقلة وهناك مسبح خاص مغلق وملعب بادل للضيوف داخل الوحدة ومرافق أخرى مثل صالات الجيم وملاعب للأطفال، كما سيتم إقامة منطقة مشجعين تحتوي على شاشات عرض كبيرة لنقل مباريات كأس العالم.
وثمن قيام الجهات المختصة بالأخذ بجميع ملاحظات الأهالي وإزالة المباني المهجورة ببعض مناطق الدائرة، وأوضح انه على تواصل تام مع مختلف الجهات المختصة لتقديم اقتراحات متعددة لخدمة الأهالي، وأشار أن من بين الاقتراحات التي تقدم بها اقتراح باستغلال احدى المناطق على كورنيش الخور في مشروعات ترفيهية أو رياضية يستفيد منها ابناء الدائرة.
ولفت إلى وجود مساحات من الاراضي يمكن استغلالها في إنشاء ملاعب رياضة لمختلف الألعاب، كما يمكن الاستفادة منها كمساحات خضراء ومتنزه للسكان، ويمكن أن يستفيد منها ايضا الجمهور المشارك في مونديال قطر 2022 والذي سيأتي لمشاهدة المباريات التي ستقام على استاد البيت.
وبشأن المباني الخدمية في المنطقة، أوضح أنه تتوافر مبان خدمية متعددة في المنطقة من أهمها مركز الخور الصحي الذي تم افتتاحه خلال هذا العام ويعد أحد أكبر المراكز الصحية في الدولة.

مراكز خدمية
وأشار إلى أن مركز الخور يقام على مساحة 25,000 متر مربع، ويشمل مبنى رئيسيا من مستويين، يتضمن مبنى العيادات الرئيسي (المركز الصحي)، ويبلغ العدد الإجمالي للعيادات 40 لتستقبل نحو 600 مراجع في اليوم. ويتألف من بعض المباني الإضافية؛ مثل حمام سباحة وصالة جيم والمسجد، ومبنى للخدمات المساندة، ومبنى خاص بالحراسة، وغرف مخصصة لعمال المراقبة، ومركز للصيانة الكهربائية والميكانيكية، ومرآب خاص بسيارات الإسعاف، ويبلغ عدد مواقف السيارات بالمركز 297 موقفا. ويأتي تصميم المركز وفقاً لأعلى معايير الجودة والأمان وبما يتوافق مع المعايير التابعة للمنظومة العالمية لتقييم الاستدامة GSAS، وتم الأخذ بالاعتبارات التصميمية والتشغيلية بما يلزم لتحقيق جودة بيئية بمعدل 3 نجوم، وتوفير الطاقة والحفاظ على البيئة، مثل استخدام الطاقة الشمسية بغرض تسخين المياه داخل المباني، واستخدام الإضاءة الطبيعية عن طريق عمل فتحات بانوراما بالأسقف تسمح لضوء وأشعة الشمس بالدخول لتوفير جزء من الطاقة الكهربية المستخدمة في الإنارة وتطهير المكان قدر الإمكان بأشعة الشمس بما لها من عظيم الفوائد، وعمل منظومة لترشيد استخدامات واستهلاك المياه داخل المبنى وخارجه، وتوفير مساحات خضراء للنباتات والأشجار بمحيط المبنى الخارجي والمحافظة على البيئة أثناء فترة تنفيذ المشروع.
وأكد المريخي بدء تحويل جميع القسائم على كورنيش الخور إلى سياحية، وأوضح أن البعض حصل على التراخيص اللازمة للبدء في أعمال بناء المرافق السياحية، مشيراً إلى بدء أعمال تنفيذية على أرض الواقع على عدة قسائم مطلة على كورنيش الخور لبناء فنادق ومحلات تجارية وشقق سكنية. وأرجع تأخر البعض في إجراءات استخراج التراخيص اللازمة لاستثمار القسائم إلى كونهم يسكنونها.

مرحلة ما بعد المونديال
من جهته، قال رجل الأعمال حمد بن مايقة الأحبابي، إن العديد المشاريع والمنشآت والبنى التحتية قد تم انجازها استعدادا لمرحلة «ما بعد» كأس العالم، خاصة في المناطق الخارجية وشبكات الطرق الحديثة التي تتميز بالاستدامة، داعيا الى تبني نظام حوافز للاستثمارات خارج الدوحة لتشجيع القطاع الخاص الى تعزيز الشراكة مع مؤسسات الدولة في الانخراط بالمشاريع التنموية والسياحية والخدمية، وأكد أن رجال الأعمال على كامل الاستعداد لإقامة مشاريع خدمية وسياحية في المناطق الخارجية من خلال دعم الدولة بتقديم حوافز ضريبية وتسهيلات بالقروض والمنح وتوزيع الفعاليات الرسمية على البلديات. 
وأوضح أن ذلك يتطلب خطة توزيع مكاسب التنمية بين مختلف مناطق الدولة بعد ربطها بشبكة مواصلات حديثة وفق دراسات اقتصادية تستند الى (تحليلات التكلفة – والمنفعة) التي تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا الى ان الأصل في تحقيق التنمية المستدامة هو معادلة التخطيط لتوزيع مكتسبات التنمية بتوازن.

ورشات عمل 
وأكد أحمد نوفل التميمي، ان العديد من المناطق تحولت إلى «ورشات عمل» خاصة في مشاريع البنية التحتية وشبكات الطرق الجديدة والشواطئ، مؤكدا أن بعض الشواطئ تضمنت العديد من المرافق الخدمية والترفيهية وتركيب المظلات وتجهيز أماكن للجلوس وتوزيع حاويات للنفايات على امتداد هذه الشاطئ وتوفير مواقف للمركبات، وهو ما يساهم في تعزيز السياحة من خلال تلبية احتياجات المواطنين والمقيمين والسائحين.
وعبر التميمي عن أمله أن يتم إنجاز المشاريع في موعدها وأن تكون الشواطئ أحد المرافق السياحية الهامة في البلاد، ومقصدا ترفيهيا حيويا ووجهة سياحية مميزة لدى المجتمع. 
في حين، قال علي لحدان المهندي إن مشاريع البنية التحتية والخدمية تتركز في مناطق الدوحة على حسب العديد من المناطق الخارجية، باستثناء مشاريع شبكة الطرق الجديدة والسريعة التي تخدم كافة مناطق الدولة، وسيظهر أثرها الإيجابي تدريجياً وستحقق عند اكتمالها تغييراً جذري في الانسيابية المرورية وتعزيز السلامة المرورية. ‬‬‬‬‬‬‬

توازن الخدمات
وقال سعيد خليل العبسي، خبير اقتصادي، إن رؤية قطر 2030 شددت وبشكل كبير على التنمية الاقتصادية والخدمية لدوله قطر وأشار إلى أن المقصود هو تنميه كل البلديات المكونة للدولة وبالتالي فإن الهدف النهائي هو وصول هذه التنمية بكافة أشكالها لكل البلديات بطريقه متوازنة وحتى لا تبقى متمركزة في العاصمة وذلك لتحقيق هدفين رئيسيين، أولهما التخفيف من تركزها في بلديه الدوحة وما ينتج عن ذلك من ازدحام وغيره والهدف الآخر هو ان تنال كل بلديه نصيبها من هذا الاستثمارات وكذلك مختلف الخدمات الأخرى.
ودعا العبسي إلى الاستفادة من خبرات بعض الدول الاخرى التي جعلت لكل مقاطعة فيها امتيازاتها وإعفاءاتها الخاصة بها، وحتى سمحت لهم بالترويج لها داخل البلاد وخارجها، ومن هنا ومن وجهة نظري الشخصية أرى انه من المناسب ان يتم رسم خطة وطنية تنموية للبلديات لنصل الى الخطة التنموية الشاملة للدولة، آخذين في الاعتبار بما تمتاز به كل منطقة في قطر عن الأخرى وكل بلدية عن الأخرى ومن ثم وضع الحوافز التي تساعد كل بلدية لان تجذب الاستثمار بمختلف أشكاله إليها، ومن ذلك على سبيل المثال قائمة بالإعفاءات الخاصة بكل بلدية وكذلك بأسعار مختلف الخدمات التي تحتاجها وهو ما سيشجع الاستثمار المحلي وحتى الخارجي الى البلدية التي يجدها اكثر مناسبة له.
ونوه العبسي الى ما بادرت به الدولة ومن خلال شركة مناطق بأن توزعت المدن الصناعية واللوجستية الى العديد من البلديات وفي هذا خطوة مهمة على صعيد تنمية مختلف البلديات في اطار الاستثمار في القطاع الصناعي واللوجستي.