الرد الإيجابي من حماس يعد مؤشراً مهماً.. الأنصاري: مقترح اتفاق غزة أفضل الخيارات حالياً لحقن دماء الأشقاء بالقطاع

alarab
محليات 20 أغسطس 2025 , 01:20ص
قنا - هشام يس

المقترح الجديد يتضمن مساراً للوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب
تكثيف دخول المساعدات الإنسانية وفقاً لما نصت عليه بنود الاتفاق المقترح 
إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الآن فإننا أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة
الوساطة لا تزال في مرحلة تبادل الردود ولاحقا سيتم بحث تفاصيل التنفيذ

 

أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أبلغت الوسطاء بموافقتها على المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحا أن هذا المقترح يمثل أفضل الخيارات الممكنة في إطار حقن دماء الأشقاء في القطاع، خاصة في ظل التصعيد العسكري المستمر والخطط المعلنة في وسائل الإعلام. وأكد الدكتور الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية، أن رد «حماس» جاء إيجابيا للغاية، ويتطابق بدرجة كبيرة مع ما تمت الموافقة عليه سابقا من الجانب الإسرائيلي، إلا أن الوساطة ما زالت بانتظار الرد الرسمي من إسرائيل.

وأشار إلى وجود عناصر أخرى مرتبطة بخطة السلام تتعلق بتبادل الرهائن وآلية تطبيق الاتفاق فور التوصل إليه، معرباً عن أمله في أن تنجح هذه الجهود بخلاف المحاولات السابقة التي لم يتم تنفيذها على الأرض.
وأشار إلى أن الوساطة لا تزال في مرحلة تبادل الردود، وفي حال التوصل إلى اتفاق بين الطرفين ستبدأ مرحلة تقنية لبحث تفاصيل التنفيذ، مشدداً على أن الاتفاق المرتقب سيكون برعاية وضمانة دولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن التجارب السابقة أظهرت أن الالتزام من الطرفين يبقى الضمانة الحقيقية.
وقال إن المقترح الجديد يتضمن مساراً للوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب، ويشمل وقفا مؤقتا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، يتم خلاله تبادل عدد من الأسرى والرهائن، إلى جانب إعادة تموضع القوات الإسرائيلية، وتكثيف دخول المساعدات الإنسانية وفقاً لما نصت عليه بنود الاتفاق.

لحظة إنسانية فارقة
وتابع: «المنطقة تمر بلحظة إنسانية فارقة، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الآن، فإننا أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة»، مشيراً إلى أن دولة قطر تواصل جهودها بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية والأطراف الدولية الأخرى للدفع نحو وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
وبشأن موعد الرد الإسرائيلي، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أنه لا يوجد إطار زمني محدد، غير أن هناك مناقشات جارية في الجانب الإسرائيلي، معربا عن أمله في أن يكون الرد سريعاً وإيجابياً، ومبيناً أن نحو 98% مما تمت الموافقة عليه من جانب إسرائيل سابقاً متضمن في المقترح الحالي الذي وافقت عليه حركة حماس.

الرد الإيجابي 
ولفت الدكتور الأنصاري إلى أن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على تواصل مباشر مع المبعوث الأمريكي، وأن لغة المقترح المطروح صاغها الجانب الأمريكي في تصور سابق، مشيراً إلى وجود انخراط يومي ومباشر بين دولة قطر والإدارة الأمريكية لدفع المفاوضات قدماً.
وفيما يتعلق بزيارة المبعوث الأمريكي السيد ستيف ويتكوف إلى الدوحة أو القاهرة، قال الدكتور الأنصاري ليس لدينا تأكيدات حاليا، ولكن التواصل مستمر وبشكل يومي مع المبعوث الأمريكي.. وفيما يخص شروط نتنياهو بشأن إيقاف الحرب في قطاع غزة، أوضح الدكتور الأنصاري أن الوساطة معنية بالردود الرسمية على المقترح المطروح، وليس بالتصريحات الإعلامية الصادرة عن مختلف الأطراف.
وشدد على أن الهدف الأساسي يتمثل في التوصل إلى أسرع وقف ممكن لإطلاق النار حقناً للدماء، في ظل الخسائر الإنسانية اليومية في قطاع غزة جراء القصف ونقص الغذاء والدواء وتدهور القطاع الصحي، مؤكداً أن المقترح الذي وافقت عليه حركة «حماس» يتضمن خطة واضحة للوصول إلى اتفاق شامل ينهي الحرب.
وبشأن التنسيق العربي والإسلامي، أشار الدكتور الأنصاري إلى البيان الصادر منتصف الشهر الجاري عن وزارات خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، الذي أدان تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول ما يسمى «إسرائيل الكبرى»، موضحاً أن هناك تنسيقاً شبه يومي بين وزراء الخارجية بالدول العربية والإسلامية مع نظرائهم في الدول الصديقة لتوحيد المواقف تجاه التصعيد الإسرائيلي.
وبيّن الدكتور الأنصاري أن مسؤولين إسرائيليين يطرحون مواقف تتعدى احتلال غزة أو الضفة الغربية أو عزل القدس، لتشمل الحديث عن احتلال دول عربية ذات سيادة، وهو ما يمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي.

جهود قطرية 
وفي شأن آخر، تطرق المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى القمة الروسية الأمريكية التي جمعت الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، معرباً عن أمل دولة قطر في أن تسهم هذه الجهود في التوصل إلى حل شامل ومستدام للأزمة الروسية الأوكرانية، مجددا موقف قطر الداعي إلى الحلول السلمية.
وأوضح أن دولة قطر بادرت بطرح حلول إنسانية، من أبرزها لم شمل الأطفال المتأثرين بالحرب مع ذويهم، مؤكداً استمرار وزارة الخارجية عبر سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي في متابعة هذا الملف مع الأطراف المعنية.
كما أشار الدكتور الأنصاري إلى استمرار جهود دولة قطر في دعم عملية السلام في جمهورية الكونغو، مبيناً أن سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، على تواصل دائم مع الأطراف المعنية، وأن قطر تعمل على تسهيل المفاوضات رغم تعقيدات الوضع، مع الالتزام بإيجاد حلول بناءة ودعم إرادة الأطراف للوصول إلى اتفاق مستدام.