أستأنفت الورش التدريبية التي يقدمها الملتقى القطري للمؤلفين ضمن مبادرة سابق أحلامك مع حمد التميمي أعمالها من خلال ورشة جديدة قدمها الروائي والسيناريست أحمد الأديب عبر برنامج زووم.
تناولت أساليب الكتابة الإبداعية، وقدم المحاضر شرحاً مفصلاً لمهارات كتابة الرواية الأدبية، وكتابة السيناريو للفيلم أو المسلسل، ومهارات استخدام أساليب بناء الرواية مثل الحدث الملهم ونقطة اللاعودة في الرواية، متطرقاً إلى الحبكة والذروة والنهاية الكاذبة ومهارات استخدام نوع النهاية المناسبة للعمل الفني.
بدأت الورشة بالحديث بالتأكيد على ضرورة إحداث دهشة لدى المتلقي منذ اللحظة الأولى، والاجتهاد في إدخاله إلى حالة من التشويق تجعله مقبلا على الاستمرار في القراءة أو المتابعة حتى النهاية، مع ضرورة أن يمتلك الكاتب مخيلة مختلفة عما هو تقليدي، وعلى ذلك قام المدرب بتقديم تدريبات عملية في طرق النظر للأشياء بطريقة مختلفة مع تنشيط الذاكرة واستخدام المخيلة بطرق مغايرة، بحيث قام المتدربون بذكر استخدامات متنوعة للشيء نفسه، وإيجاد أبعاد مختلفة عما هو متعارف عليه، وفي طريقه للربط والمقارنة بين الكتابة الدرامية وكتابة الرواية تحدث عن السيناريو الذي شبهه بالرسم الهندسي من حيث الإعداد له مسبقاً بحسابات محددة ومن ثم قياس الوقت المستهلك أثناء التنفيذ علماً بأن الصفحة تستغرق دقيقة تقريباً على الشاشة؟
وأكد المدرب أن كاتب السيناريو واحد ضمن فريق عمل كبير على عكس الروائي الذي يبدع منفرداً في عمله، وتطرق لأهمية علامات الترقيم في الكتابة عموماً بما لها من قدرة على نقل الأحاسيس والمشاعر للناس، ونبه إلى أهمية عدم الاعتماد على مصحح اللغة العربية في هذا الجانب، مستعرضاً أدوات كاتب السينايو في طريقه لتحويل الرواية إلى سيناريو من حيث تقسيم الصفحة إلى نصفين لوصف الصورة على اليمين والكلمة على اليسار، مع تحديد زمن التصوير ومكانه في بداية الصفحة من أعلى، مع الحرص على صنع كل ما يدخل الحدث في منطقة الإيهام الكامل والابتعاد قدر المستطاع عما من شأنه كسر ذلك الإيهام مثل الكتابة على الشاشة.
ودعا إلى ضرورة وصف الانفعال بدقة والتمهيد جيداً للحدث والتسليم من مشهد لآخر بانسيابية لا تصدم المشاهد بقدر ما تمهد له الانتقال الدرامي.
ونصح المدرب المشاركين في الورشة بصنع أسلوب خاص لأنفسهم، وأكد أن كل مبدع يجب أن يكون نفسه أثناء الكتابة، مع ضرورة ألا تسبق اللغة الفكرة، فعلى الرغم من أهمية جزالة التعبير إلا أن الفكرة يجب أن تأخذ نصيبها في التصوير دون أن تمر سريعاً، مع ضرورة اللجوء إلى قوة التعبير.
وقال «إن على الكاتب أن يبحث في عمق التاريخ وهو ما يمكنه أحياناً من صنع أحداث يمكن أن تتكرر بعد ذلك (بحكم أن التاريخ يعيد نفسه) وهو ما يؤشر إلى أن الفن سباق للأحداث وبإمكانه استقراء الواقع وتصويره قبل حدوثه، وتحدث الأديب عن أهمية اختيار أسماء الشخصيات، إلى جانب ضرورة تحديد أهدفها جيداً.