الأسير الفلسطيني محمد علان شعاره "إما الحياة بكرامة وإما الموت شهيدا"

alarab
حول العالم 20 أغسطس 2015 , 07:50م
أ.ف.ب
منذ اليوم الذي أعلن فيه الأسير الفلسطيني محمد علان (31 عاما) بَدْء إضرابه عن الطعام، أصيب أصدقاؤه ومعارفه بالخوف؛ لانهم أدركوا أنه سيذهب في إضرابه حتى النهاية، انطلاقا من إيمانه بالقضية التي يدافع عنها.

ويقول المحامي عدوي علوية، صديق محمد علان، لوكالة فرانس برس: "كان شعاره إما الحياة بكرامة وإما الموت شهيدا، في رفضه الاعتقال الإداري. إنه يحب الحياة، وعندما يؤمن بقضية يدافع عنها ولا يقف في طريقه شيء. خفنا عليه كثيرا عندما بدأ الإضراب، وكنا نعرف أنه سيكمل للنهاية".

وفي الخميس، أنهى علان - المولود في 5 من أغسطس 1984 - إضرابه عن الطعام، الذي بدأه في 18 من يونيو، مطالبا بإطلاق سراحه، وذلك بعد اعتقاله في نوفمبر 2014، ووضعه قيد الاعتقال الإداري لستة أشهر، قبل تمديد اعتقاله مرة أخرى.

وقررت المحكمة الإسرائيلية العليا - مساء الأربعاء - تعليق أمر الاعتقال الإداري بحق علان، في قضية أثارت الرأي العام الفلسطيني، ووضعت حكومة إسرائيل في موقف حرج.

وعلان من مواليد قرية عينابوس، جنوب مدينة نابلس، التي يعيش فيها نحو 3500 فلسطيني، وزحفت في اتجاهها مستوطنة يتسهار الإسرائيلية. وقد شاهد بأم عينيه مصادرة أراضي قريته، لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

نشأ في عائلة متوسطة الحال، ملتزمة دينيا، وله عدد كبير من الإخوة والأخوات، من والده المتزوج من ثلاث نساء، الذي يعمل معالجا بالأعشاب.

عُرِفَ عنه اجتهاده. أنهى دراسته الثانوية في مدينة نابلس، وكان يعمل خلال الصيف داخل إسرائيل قبل أن يتوجه للدراسة في الجامعة الأمريكية في مدينة جنين. وخلال العطل الصيفية كان يعمل في مجال البناء بحسب أصدقائه.

اعتقلته السلطات الإسرائيلية للمرة الأولى من عام 2006 حتى عام 2009، واتُّهِمَ بأنه عضو في حركة الجهاد الإسلامي. وبعد الإفراج عنه أكمل دراسته، وفي أثناء التدريب في مجال المحاماة عام 2010 اعتقل مرة أخرى لمدة 50 يوما، ثم أطلق سراحه. 

فتح مكتبا للمحاماة قبل ثلاث سنوات، وعمل في القضايا الجزائية وقضايا الشركات، ونجح في مجاله بشكل كبير. ويقول صديقه عدوي علوية: "نادرا ما كان يخسر قضية في المحكمة، كان معروفا في أوساط المحامين والقضاة".

أما صديقه المحامي نجيب ريان، الذي تعرَّف عليه في أروقة المحاكم، فيقول عنه: "رغم أنه كان جديدا في المهنة نسبيا إلا أننا كنا نتعلم منه، وكان بارعا. كذلك لم يترك مناسبة اجتماعية إلا شارك فيها. كان محبوبا ومتواضعا جدا".

وروى ريان: "إن أحد فلسطينيي الأردن كان يحتاج إلى جراحة عاجلة، فتبرع له بجزء من تكاليفها، وحثنا كمحامين على التبرع. وأجريت العملية لهذا الشخص قبل اعتقال علان بشهر".

ويأخذ عليه أصدقاؤه أنه كان ينشر على موقع فيسبوك ما كان يفكر فيه، دون مواربة، ولم يكن يخاف الإسرائيليين.

أما جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" فاتهمه بأنه عاود نشاطه في حركة الجهاد الإسلامي، لافتا النظر إلى أنه تلقى "معلومات استخباراتية كثيرة وخطيرة، حول اتصالات له مع إرهابيين من الجهاد الإسلامي، لتنفيذ هجمات خطيرة".

وأضاف الجهاز أن اعتقال علان من 2006 حتى 2009 "كان على خلفية تعبئة وتنظيم انتحاريين، لتفجير أنفسهم، ومساعدة مطلوبين للاختباء من القوات الإسرائيلية".