الرعاية: «المدارس الذكـــية» نقـــلة نوعـــية في دعــــم المصـــابين بالصـــــرع

alarab
محليات 20 يوليو 2025 , 01:27ص
الدوحة - العرب

أعلنت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بالتعاون مع مستشفى سدرة للطب، اكتمال المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية “المدارس الذكية للتشنجات العصبية” للعام الدراسي 2024–2025، محققةً بذلك إنجازًا نوعيًا يعكس التزام الدولة برؤية شاملة لصحة الطلبة وسلامتهم.
هذه المبادرة المتميزة، التي تمثل نموذجًا فريدًا للشراكة المؤسسية بين القطاعين الصحي والتعليمي، نجحت في رفع الوعي المجتمعي حول مرض الصرع، وتعزيز جاهزية المنظومة المدرسية في التعامل مع حالات التشنج بكفاءة واستجابة إنسانية مدروسة.

توسّع لافت وأثر ملموس
وقد شهدت المرحلة الثانية من المشروع توسعًا كبيرًا من حيث النطاق والتأثير بتدريب أكثر من 3,753 من الكوادر التربوية في 100 مدرسة حكومية على آليات التدخل السريع وكيفية التعامل الآمن مع نوبات التشنج.
وتنفيذ جلسات توعوية مبتكرة لأكثر من 4,115 طالبًا وطالبة، تم تصميمها بطريقة تراعي الفروقات العمرية والاحتياجات النفسية للطلبة.
كما جرى تنظيم ورش تثقيفية لـ 563 من أولياء الأمور لتعزيز فهمهم للمرض وسبل الوقاية والدعم المنزلي الفعّال.
أظهرت أدوات التقييم تحسنًا ملموسًا في المعرفة العامة بالصرع، مع انخفاض كبير في انتشار المفاهيم المغلوطة، وارتفاع في مستوى الثقة لدى المعلمين والممرضات في التعامل مع الحالات الطارئة. كما أبدى أولياء الأمور ارتياحًا كبيرًا لما لمسوه من أثر إيجابي على وعي وسلوك أبنائهم في المدرسة والمنزل.

تعزيز القيادة الطلابية
ومن بين أبرز إنجازات هذه المرحلة كان إطلاق نموذج “سفراء الطلبة”، الذي مكّن مجموعة من الطلبة من إيصال الرسائل التوعوية لزملائهم وأسرهم، تحت إشراف مباشر من ممرضات الصحة المدرسية. هذا النموذج عزّز من حسّ المسؤولية المجتمعية، وساهم في كسر الحواجز النفسية المرتبطة بالمرض داخل البيئة المدرسية، ويعد نموذجا مبتكرا لتعزيز القيادة الطلابية.
وانطلاقًا من نجاح المرحلتين الأولى والثانية، تعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على تطوير المبادرة عبر مسارات استراتيجية ورؤية مستقبلية طموحة تشمل توسيع نطاقها لتشمل المدارس الخاصة والدولية، ودمج محتوى الصرع ضمن البرامج التدريبية الدورية للكوادر المدرسية، وإطلاق وحدات توعوية رقمية لضمان الوصول الشامل للمحتوى، إضافة الى تعزيز الشراكات المجتمعية مع المجالس المدرسية والإعلام.
كما يُجرى العمل على توثيق التجربة علميًا تمهيدًا لنشرها في دوريات محكّمة، وعرضها في مؤتمرات دولية كنموذج رائد في مجال الصحة المدرسية.
تحذير من تحول النزلات المعوية إلى»جفاف» 
من جانب آخر حذرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من مضاعفات النزلات المعوية للأطفال التي يصاحبها تشنجات بطنية، وقيء، وفقدان الشهية، الحمى، والإسهال.
وقالت المؤسسة إن هذه الأعراض قد تستمر لمدة أيام، وأن المضاعفات تتمثل في الجفاف الناتج عن فقدان السوائل الناجم عن القئ والإسهال.
وأشارت الدكتورة آمال عيسى اخصائية طب الاسرة بمركز الغويرية الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية إلى أن حدوث الجفاف لدى الأطفال المصابين بالنزلات المعوية يؤدي إلى شحوب الجلد، وبرودة الأطراف وتنفس سريع، ونعاس شديد. والأطفال دون سن الخامسة خاصة الرضع، هم الأكثر عرضة للجفاف.
وأضافت أن معظم الحالات تعتبر خفيفة وتتحسن في عدة أيام بالعلاج المنزلي عبر تعويض السوائل من خلال (محلول الجفاف بكميات قليلة متكررة، مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعية للرضع ومراقبة تناول السوائل والتبول)، لافتة إلى أن هناك بعض الحالات 
تستدعي زيارة الطبيب ودخول المستشفى وهي: ظهور علامات الجفاف الشديد، في حال كان عمر الطفل أقل من ٦ أشهر، وكذلك وجود أمراض مزمنة (قلب، كلى، سكري، ولادة مبكرة)، أو وجود قيء مستمر بعد شرب السوائل، او الدم في البراز أو القيء مصحوبا بألم بطني شديد، او في حال عدم تحسن القيء بعد يومين، أو استمرار الإسهال بعد ٣-٤ أيام.
وأوضحت أن حالات الإصابة بالنزلات المعوية معدية بشدة، وتنتقل باللمس (خاصة إذا لم تغسل يد الطفل المصاب بعد المرحاض)، أو عبر العطس واللعاب، أو تناول أطعمة ومشروبات ملوثة. وهي من الامراض التي تنتشر بسرعة بين الأطفال بسبب كثرة التلامس ووضع الأيدي على الوجه والفم. 
وأضافت: قد يصاب الطفل بأكثر من نزلة سنوياً (١-٥ مرات للأطفال دون ٥ سنوات).
ومن اهم المسببات الفيروسات (مثل الروتا، المسؤول عن ٧٥٪ من الحالات)، وبكتيريا (السلمونيلا والشيغيلا)، أو طفيليات (كالجيارديا). العلاج يحدده المسبب: مضادات حيوية للبكتيريا، مضادات طفيليات، أو علاج عرضي فقط للفيروسات.
ونصحت في هذا السياق بغسل اليدين جيداً بعد تغيير الحفاض أو استخدام المرحاض، وقبل الأكل أو تحضير الطعام مع ضرورة تعقيم الأسطح مثل المطبخ، والمرحاض، وألعاب الأطفال،وغسل الخضار والفواكه جيداً وتقديم مياه شرب آمنة، مع أهمية التطعيم ضد فيروس الروتا (جرعتين عند عمر شهرين و٤ أشهر في المراكز الصحية). وطالبت الأمهات بالاهتمام بالرضاعة الطبيعية لحماية الرضع خلال السنة الأولى، ورفع مستوى المناعة عندهم.