بدأت اليوم بالدوحة أعمال النسخة الـ78 للجمعية العمومية للاتحاد الدولي للنقل الجوي /إياتا/، ومؤتمر القمة العالمية للنقل الجوي، بحضور أكثر من 750 ضيفا من قادة قطاع الطيران حول العالم، وأكثر من 150 وسيلة إعلام دولية، لمناقشة أهم الموضوعات والقضايا والاتجاهات العالمية المتعلقة بقطاع الطيران.
وقد رحب سعادة السيد جاسم بن سيف بن أحمد السليطي وزير المواصلات، خلال الجلسة الافتتاحية، بجميع الوفود المشاركة في الاجتماعات والقمة العالمية للنقل الجوي، مشيدا بالجهود والمساعي الكبيرة للاتحاد الدولي في توحيد جهود العالم والعمل من أجل قطاع نقل جوي آمن ومستدام.
من جانبه، قال سعادة السيد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، ورئيس النسخة الثامنة والسبعين للجمعية العمومية للاتحاد الدولي للنقل الجوي:" إن هذا الاجتماع هو الحدث الأبرز في قطاع الطيران، ويأتي في الوقت الأمثل حيث يواصل القطاع مواجهة العديد من التحديات التشغيلية والتجارية".
وأضاف:" كنا أول دولة في منطقتنا توقع اتفاقية خدمات جوية شاملة مع الاتحاد الأوروبي. لقد مرت فترة تزيد على خمس سنوات .. سنزيد الترددات تدريجياً ونحقق نظام السماء المفتوحة".
بدوره، شدد السيد ويلي والش المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي على الأهمية البالغة للمرحلة التي يمر بها قطاع الطيران العالمي.
وقال في تصريح صحفي اليوم:" تتسم شركات الطيران بقدر كبير من المرونة، ما يعزز من قدرتها على تلبية الطلب الذي يرافق هذه الزيادة في أعداد المسافرين. وبالنسبة لقطاع الشحن، فهو يسجل أداءً جيداً بالرغم من الوضع الاقتصادي غير المستقرّ حول العالم، إذ ستنخفض خسائر القطاع إلى 9.7 مليار دولار أمريكي هذا العام مع توقعاتٍ بتحقيق أرباحٍ أكبر خلال عام 2023. وبشكل عام، يمر القطاع الآن في فترة تدعو إلى التفاؤل بالرغم من الصعوبات المتعلقة بالتكاليف وخاصة الوقود، فضلاً عن القيود التي لا تزال مفروضة في بعض الأسواق الرئيسة".
وأضاف:" تأثرت صناعة الطيران بالوباء، حيث انخفضت أعداد الركاب بنسبة 60 في المئة في عام 2020 وبقيت بنسبة 50 في المئة في عام 2021. وخسرت شركات الطيران ما يقرب من 200 مليار دولار على مدار عامين، وبينما أفلست بعض الشركات في القطاع ، فقد تعافت شركات أخرى - مدعومة من الدول في كثير من الأحيان - من الوباء بأرباح سليمة. مما يعكس الاضطراب المستمر ، فقد اضطر اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) إلى نقل اجتماعه العام السنوي من شنغهاي إلى قطر، حيث تواصل الصين مكافحة الوباء.
وشدد على ضرورة دعم الحكومات للاستثمار في هذا القطاع بما يساعد على تحقيق التطلعات التي نصبو اليها اقتصاديا وبيئيا.
وقال السيد ويلي والش :"إنني متفائل بأن الحكومات ستدعم طموح الصناعة باتفاق بشأن هدف طموح طويل الأجل في الجمعية العمومية القادمة لمنظمة الطيران المدني الدولي. الناس يريدون أن يروا الطيران يزيل الكربون. إنهم يتوقعون أن تعمل الصناعة والحكومات معًا، على تحقيق صافي صفر بحلول عام 2050 .
وختم المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي تصريحاته بالقول :" يتعيّن على الموردين بما فيهم المطارات ومزودو خدمات الملاحة الجوية، التركيز على مسألة ضبط التكاليف، كما يفعل عملاؤهم للمساهمة في دعم تعافي القطاع".
وقد بحث مؤتمر القمة العالمية للنقل الجوي عددا من المحاور المهمة، من بينها الآثار المترتبة عن الحرب في أوكرانيا على قطاع الطيران، ودور هذا القطاع في دعم الجهود العالمية للحد من الانبعاثات المضرة بالبيئة، وأيضا مساعدة شركات الطيران للتصدي للتحديات التي تفرضها تعويضات الكربون، والتحديات التنظيمية والمالية التي تواجه شركات الطيران العالمية.
ودعا مؤتمر (إياتا) الحكومات إلى اعتماد هدف طموح طويل الأجل لإزالة انبعاثات الكربون من الطيران، حيث ترسم شركات الطيران مسار التزام الصناعة بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 بما يتماشى مع هدف اتفاقية باريس البالغ 1.5 درجة مئوية.
ولفت إلى أن إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي سيتطلب استثمارات عبر البلدان وعبر العقود، لا سيما في الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، مشيرا إلى أنه "في اجتماع IATA AGM في أكتوبر 2021 ، اتخذت شركات الطيران الأعضاء في IATA قرارًا هائلًا بالالتزام بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050"، ومؤكدا أهمية أن يتم دعم الصناعة من قبل الحكومات بسياسات تركز على تحقيق صافي انبعاثات صفرية.
وسيتطلب الحجم المتوقع للصناعة في عام 2050 تخفيف 1.8 جيجا طن من الكربون، تحقيق استثمارات عبر سلسلة القيمة تصل إلى تريليونات الدولارات.
كما أوضح الاتحاد الدولي للنقل الجوي/ إياتا/ أنه من المتوقع أن يصل الركاب الجويون إلى 83 في المئة من مستويات ما قبل الوباء هذا العام وأن عودة صناعة الطيران إلى الأرباح "في متناول اليد" في عام 2023.
كما أن الانتعاش الكبير في السفر الجوي من مستوياته خلال الجائحة سيسمح لشركات الطيران العالمية بتقليص خسائرها هذا العام وربما العودة مرة أخرى إلى تحقيق أرباح في عام 2023، وتوقع الاتحاد أن تتكبد شركات الطيران العالمية خسارة قدرها 9.7 مليار دولار في 2022، مقارنة مع 42.1 مليار دولار في عام 2021.
هذا وجاءت توقعات عام 2022 أفضل بنحو ملياري دولار من توقعات سابقة بخسارة قدرها 11.6 مليار دولار، كما أن خسائر العام الماضي أقل مقارنة بالتوقعات السابقة البالغة 52 مليار دولار، على الرغم من تحذير شركات الطيران التي تجتمع في قطر من أن يقوض ارتفاع أسعار النفط ومخاطر التضخم الانتعاش الهش.
على الصعيد ذاته أكد العديد من المسؤولين في قطاع الطيران العالمي أن الجمعية العمومية السنوية لهذا العام بأنها فرصة مهمة لقادة الطيران، للتفكير في الحقائق السياسية والاقتصادية والتكنولوجية المتغيرة التي تواجه السفر الجوي مع تعافي الصناعة من الجائحة، وسيعمل الاجتماع السنوي على بناء مستقبل أقوى وأمتن لقطاع الطيران والنقل الجوي.
وتُظهر البيانات المأخوذة من دراسة استقصائية حديثة أجراها اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) أن تحسين الأثر البيئي لشركات الطيران يُنظر إليه على أنه أولوية ما بعد الوباء بالنسبة للركاب، حيث يرغب 73 من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في أن تركز صناعة الطيران على الحد من تأثيرها المناخي عند خروجها من أزمة فيروس كورونا. يعتقد ثلثا الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أيضًا أن فرض الضرائب على الصناعة لن يحقق صافي الصفر بشكل أسرع، وأعربوا عن قلقهم بشأن الأموال التي يتم جمعها والتي لم يتم تخصيصها لمشاريع إزالة الكربون.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي يعقد فيها الاجتماع العالمي لكبار قادة الطيران في قطر، حيث كانت المرة الأولى عام 2014، ويعكس قرار تغيير المكان القيود المستمرة المتعلقة بإجراءات السفر إلى الصين بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19).
وخلال الجمعية العمومية، أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) عن تحديث توقعاته بشأن الأداء المالي لشركات الطيران لعام 2022، بالتزامن مع تسارع وتيرة تعافي القطاع من تداعيات جائحة /كوفيد-19/.
وأكد الاتحاد الدولي /إياتا/ أن من أبرز هذه التوقعات، تراجع خسائر قطاع النقل الجوي إلى 9.7 مليار دولار أمريكي مقارنة بالتوقعات المسجلة في أكتوبر 2021 بوصول الخسائر إلى 11.6 مليار دولار أمريكي..مشيرا الى أن هذا يعد تحسناً كبيراً.
وأوضح الاتحاد الدولي للنقل الجوي قدرة قطاع النقل الجوي على تحقيق أرباحٍ أكبر خلال عام 2023، مع توقعات بإمكانية تحقيق أمريكا الشمالية لأرباح بقيمة 8.8 مليار دولار أمريكي خلال عام 2022.
كما توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي مساهمة عوامل، مثل المكاسب الناتجة عن زيادة الكفاءة وتحسُّن العائدات، في مساعدة شركات الطيران على الحد من خسائرها حتى في ضوء ارتفاع تكاليف اليد العاملة والوقود، مع تزايد تفاؤل القطاع والتزامه بالحد من الانبعاثات من خلال التسليم المتوقع لأكثر من 1,200 طائرة خلال عام 2022.
وأشار الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن ارتفاع مستويات الطلب من جديد مدفوعة بعوامل عديدة، مثل رفع القيود المفروضة على السفر في غالبية الأسواق وانخفاض معدلات البطالة في معظم الدول وازدياد المدخرات الشخصية، متوقعا أن تصل أعداد المسافرين في 2022 الى %83 من المستويات المُسجلة قبل بدء جائحة كوفيد-19.
كما توقعت /إياتا/ أن يتم تسجيل أحجام الشحن لأرقامٍ قياسية جديدة عند 68.4 مليون طن خلال عام 2022، على الرغم من التحديات الاقتصادية التي يُواجهها العالم.
وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي، إن إيرادات القطاع تزايدت في ضوء تخفيف القيود المفروضة بسبب جائحة كوفيد-19 وعودة المسافرين لنشاطهم، وتُعدّ الحاجة إلى ضبط التكاليف من أبرز تحديات عام 2022، حيث يُتوقع أن تصل إيرادات القطاع إلى 782 مليار دولار أمريكي (بزيادة بواقع +54.5% عن عام 2021)، بنسبة 93.3% من المستويات المُسجلة في عام 2019. وقد يصل إجمالي الرحلات خلال عام 2022 إلى 33.8 مليون رحلة، ما يمثل نسبة 86.9% من الأرقام المُسجلة خلال عام 2019 عند 38.9 مليون رحلة.
وتُشير توقعات /اياتا/ إلى وصول إيرادات المسافرين إلى 498 مليار دولار من إجمالي إيرادات القطاع، بنسبة تُعادل أكثر من ضعف الإيرادات المُسجلة في عام 2021 عند 239 مليار دولار أمريكي.
ومن المتوقع أيضاً وصول أرقام الركاب المجدولة إلى 3.8 مليار راكب، مع نمو إيرادات الركاب.
كما توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن تصل قيمة عائدات الشحن إلى 191 مليار دولار أمريكي من إجمالي إيرادات القطاع، ويُعد هذا انخفاضاً طفيفاً عن القيمة المُسجّلة في عام 2021، وقدرها 204 مليارات دولار أمريكي لكنها تشكل قرابة ضعف التي حققها القطاع في عام 2019.
وبالمُجمل، تشير التوقعات إلى تحقيق القطاع لرقمٍ قياسي جديد يزيد عن 68 مليون طن من الشُحنات خلال عام 2022، ويُتوقع أن تتراجع عائدات الشحن بما يصل إلى 10.4% بالمقارنة مع عام 2021، لا سيما في ضوء التباطؤ الطفيف في المشهد التجاري حول العالم.
وفيما يتعلق بالنفقات، توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي إمكانية ارتفاع إجمالي النفقات إلى 796 مليار دولار أمريكي، ويُشكل هذا زيادة بنسبة 44% عن النسبة المسجلة في عام 2021، ما يعكس كُلّاً من التكاليف الناجمة عن دعم العمليات الأوسع نطاقاً وتكاليف التضخم في بعض المواد الأساسية من بينها الوقود، حيث يُعد أكثر المواد تكلفة في القطاع خلال عام 2022 بقيمة وصلت إلى 192 مليار دولار أمريكي (ما يُشكل 24% من إجمالي التكاليف، كما تُشكل القوة العاملة ثاني أعلى التكاليف التشغيلية بالنسبة لشركات الطيران. وتُشير التوقعات إلى إمكانية وصول القوة العاملة المباشرة في القطاع إلى 2.7 مليون عامل، في زيادة بنسبة 4.3% عن عام 2021.
ومن المتوقع أن تصل تكلفة أجور القطاع إلى 173 مليار دولار أمريكي خلال عام 2022، بزيادة بنسبة 7.9% عن عام 2021.
وأكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن المشهد العالمي للاقتصاد الكُلي يتسم بأهمية كبيرة بالنسبة لتوقعات القطاع، وتشمل هذه التوقعات احتمال حدوث نمو قوي في الناتج المحلي الإجمالي العالمي عند 3.4% خلال عام 2022.
ومن ناحية أخرى، ارتفعت معدلات التضخم مع توقعات باستمرارها على هذا النحو طوال العام الجاري وتراجعها تدريجياً خلال عام 2023. وبالتزامن مع ارتفاع أسعار الفائدة الاسمية، تُشير التوقعات إلى احتمال بقاء أسعار الفائدة الحقيقية منخفضة أو سالبة لفترة من الوقت.
وأشار الاتحاد الدولي إلى أنه من المتوقع أن يتحسن الأداء المالي في جميع المناطق خلال عام 2022 بالمقارنة مع عام 2021 .
وتُشير التوقعات إلى أنّ أمريكا الشمالية ستبقى المنطقة الأفضل أداء وستكون الوحيدة التي ستعود لتحقيق الأرباح خلال عام 2022. وقد يصل صافي الأرباح إلى 8.8 مليار دولار أمريكي خلال عام 2022، وخاصة بفضل السوق المحلية الضخمة في الولايات المتحدة وإعادة فتح الأسواق العالمية، بما فيها منطقة شمال الأطلسي.
أما في أوروبا، فستُواصل الحرب في أوكرانيا التأثير على توجهات السفر ضمن القارة الأوروبية وبين أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومع ذلك، فليس من المتوقع أن تؤثر الحرب على مسار تعافي قطاع السفر، لا سيما مع اقتراب المنطقة من تحقيق الأرباح في عام 2022، وتوقعات بوصول صافي خسائرها إلى 3.9 مليار دولار أمريكي.
ولا تزال شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ متخلفة عن مستويات التعافي الذي يُحققه القطاع، وهذا يُعزى بشكل رئيس إلى القيود المشددة المفروضة على حركة السفر (خصوصاً في الصين). ومن المتوقع أن يزداد الطلب على السفر بشكل متسارع بمجرد تخفيف هذه القيود.
فيما انتعشت حركة السفر الجوي في أمريكا اللاتينية بشكل ملحوظ خلال عام 2021، مدفوعة بالأسواق المحلية والقيود الخفيفة نسبياً على إجراءات السفر في العديد من الدول.
وفي منطقة الشرق الأوسط، تُشكل إعادة افتتاح مسارات الطيران الدولية، وخاصة الرحلات الجوية الطويلة، مؤشراً إيجابياً بالنسبة للكثيرين خلال العام الجاري. ومن المتوقع أن يتراجع صافي خسائر القطاع في عموم المنطقة إلى 1.9 مليار دولار أمريكي في عام 2022 مقارنةً بالخسائر المسجلة في عام 2021 والتي بلغت 4.7 مليار دولار أمريكي.
وأدى انخفاض معدلات التطعيم في إفريقيا إلى تباطؤ مسار التعافي لقطاع السفر الجوي لغاية الآن، لكن يُرجّح أن يعاود القطاع تسجيل مزيدٍ من الانتعاش خلال العام الجاري بما يُسهم في تحسين الأداء المالي في نهاية المطاف..ومن المتوقع أن يصل صافي الخسائر إلى 0.7 مليار دولار أمريكي خلال عام 2022.