

نظم مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين حلقة حوارية بعنوان «الأشخاص الألبينو والتنمر»، جاءت الفعالية عبر برنامج zoom للاجتماعات عن بُعد، احتفالاً باليوم العالمي للألبينو، لأهمية هذه الفئة وأهمية التعريف بها ودمجها في المجتمع.
جرى خلال الحلقة استضافة عدد من المختصين في المجال للحديث عن الجوانب النفسية والتعليمية والاجتماعية للموضوع، منهم الدكتور طارق العيسوي، ومختار خواجه، ود. ابراهيم عطية.
وعرف د. طارق العيسوي خلال حديثه عن الجانب النفسي، «الألبينو» وأعراضه وأنواعه، والتنمر وأشكاله التي تشمل تنمراً مباشراً، ويشمل الضرب وترك آثار جسدية، وتنمراً لفظياً له عواقب وخيمة، وهو من أقوى أساليب التنمر الأخرى.
وأضاف أن التنمر غير المباشر يسبب الأذى النفسي مثل نشر الإشاعات والأكاذيب لجذب انتباه الآخرين أو الضحك أو التسلية، وهناك كذلك التنمر الإلكتروني، الذي يحدث بدون معرفة هوية الشخص لكن في هذه الحالة وضع القانون القطري مجموعة من المواد والنصوص لحماية الأشخاص والمجتمع من هذا النوع من التنمر.
وأشار إلى أنه بحسب بعض الدراسات النفسية فإن التنمر على الشخص الألبينو يحدث خلال المراحل العمرية الصغرى، حيث يكونون وقتها أكثر عُرضة للعدوان خاصة في المدرسة، ويوثر ذلك على الجوانب النفسية والاجتماعية والتعليمية للطفل، لافتاً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مناسبة وصارمة في المدارس لمنع سلوك التنمر.
وعرض مختار خواجه تجربته الشخصية مع الألبينو باعتباره من هذه الفئة، وتحدث عن المحور التعليمي وكيفية تخطيه المراحل التعليمة المختلفة، والتحديات التي واجهها وكيف تغلب عليها.
وأكد على أهمية دور الأسرة ووعيها في معرفة ما هو الألبينو وكيفية التعامل مع طفلها من هذه الفئة وتهيئته للخروج للمجتمع وللحياة الدراسية.
وأشار إلى ضرورة إعطاء الطالب الألبينو دوراً يتقنه ويبدع فيه، وتشجيعه عليه؛ لأن ذلك يعتبر من الوسائل الحمائية من التنمر، مما يجعله مُتقبَلاً من الطلاب حوله، ومُتقبِلاً لنفسه أيضاً، ولزيادة ثقته بنفسه.
وتحدث الدكتور إبراهيم عطية عن المحور الاجتماعي، وكيف أنه لا بد من تغيير الصورة النمطية للشخص الألبينو؛ حيث إن الألبينو مرض يسبب مشكلات اجتماعية؛ لأن الشخص الألبينو يبدو مختلفاً عن أقرانه وباقي أفراد المجتمع؛ لذلك يجب دعمه نفسياً واجتماعياً، وعدم تعريضه للضغوط المختلفة، وقال: إن «الألبينو» شخص غير مختلف عن غيره ومثل البقية، مشدداً على أهمية معاقبة المتنمرين سواء في المدرسة أو في بيئة العمل والحياة.
الجدير بالذكر أن مرض ألبينو (Albinism) أو ما يسمى بالمهق أو البرص حالة وراثية تتسبب بنقص كمية صبغة الميلانين في الجلد والشعر والعينين، ويؤثر على الإنسان بغض النظر عن عرقه.
وتشمل أعراض مرض ألبينو الخاصة بالبشرة ظهور الجلد بلون فاتح جداً، وظهور النمش، ووجود بقع من الجلد غير متصبغة، وشامات بصبغة أو بدون صبغة تكون وردية اللون.
ومن الأعراض التي تخص الشعر تدرج اللون ما بين الأبيض والبني الفاتح، ومن الممكن أن يصبح داكناً أكثر مع الزمن بسبب التعرض لعوامل البيئة المختلفة، وتدرج لون العين ما بين الأزرق الفاتح إلى البني، ومن الممكن أن يصبح داكناً مع الوقت، والحساسية من الضوء، وقصر أو طول النظر الشديد.
وهو مرض يحدث بسبب طفرة في أحد الجينات المسؤولة عن صُنع البروتينات اللازمة لإنتاج صبغة الميلانين.
ويختلف نوع مرض ألبينو تبعاً لنوع الطفرة الجينية الحاصلة، فقد يتسبب بتقليل كمية الميلانين أو عدم إنتاجها بشكل كلي.