ركوب الدراجة الهوائية ترف في موزمبيق!

alarab
اقتصاد 20 يونيو 2011 , 12:00ص
كيليمان (موزامبيق) - أ.ف.ب
أكانت لنقل قصب السكر، أو الركاب، فقد باتت الدراجات الهوائية المتنامية عددا في شوارع موزمبيق تماشيا مع الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده البلاد، رمزا يكشف المرتبة الاجتماعية في مناطق متعددة من هذا البلد الإفريقي. وباتت الدراجة وسيلة تنقل بامتياز في وسط موزمبيق، وفي مرفأ كيليمان حيث تحل مكان الحافلات الصغيرة العمومية المنتشرة كثيرا في شوارع إفريقيا الجنوبية. حتى أن رئيس موزمبيق أرماندو غيبوزا تطرق إلى ازدهار استخدام الدراجات في خطابه إلى الأمة العام الماضي. بيدرو أنطونيو (25 عاما) هو أحد هؤلاء السائقين العموميين، الذي يقل الركاب على حاملة الأمتعة لدراجته الهوائية منذ 5 سنوات. فيما كان زبون يهم بمغادرة مكانه عن دراجته العمومية الخضراء، يتحدث بيدرو لوكالة «فرانس برس» قائلا: «أنقل 20 زبونا يوميا، أو حتى 25 إذا كنت محظوظا». لكل مشوار يدفع الزبون 5 ميتيكال (0.12 يورو)، وهو السعر نفسه تقريبا الذي قد يدفعه لحافلة صغيرة، ولكن من دون عناء التكدس بين 20 زبونا آخر في مكان يسع نصف عدد الركاب. وباتت الدراجات دليلا على الانتعاش الاقتصادي في موزمبيق، التي نفضت عنها قبل أقل من 20 عاما أنقاض حرب أهلية مدمرة (1977-1992). ومع نمو قدر بـ%6.5 في 2010، تعتبر موزمبيق من أفضل الدول الإفريقية نموا، ولكن الطريق لا يزال طويلا. وروى باولو ماليا (19 عاما) الذي يستخدم دراجته يوميا ليصل إلى معمل السكر في سينا حيث يعمل على بعد 18كلم من حيث يقطن: «في نهاية الحرب، أحضر العديد من اللاجئين دراجات من مالاوي». ثم تسارع انتشار هذه النزعة في 2001، مع افتتاح معمل السكر على بعد 200 كلم من كيليمان، حيث يعمل 7 آلاف عامل ما يجعل من هذه المنشأة أكبر شركة خاصة في البلاد. مشواره على الدراجة يستغرق ساعتين يوميا، وهذا أسرع بكثير من الذهاب راجلا، فضلا عن أنه يوفر على نفسه أجرة سيارة عمومية جماعية. قبل ثلاث سنوات، اشترى دراجته بـ2200 ميتيكال (52 يورو)، وكما غيره من أصحاب الدراجات تعتبر الدراجة الملك الأغلى على قلبه في بلاد يعيش %80 من سكانها بفضل الزراعة. لكن تنامي عدد الدراجات لا يعكس تنامي ثروات السكان، بما أن معدل الفقر بقي مستقرا طيلة العقد الأخير: %54 من سكان موزمبيق يعيشون تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة. وقال جوزيف هانلون في «أوبن يونيفرسيتي» البريطانية: «بإمكانك شراء دراجة لقاء 30 دولارا. ولا يتعين عليك أن تبيع العديد من أكياس الذرة للحصول عليها!». ولكن هل هو مقياس عادل للتنمية؟ فيجيب: «حتما كلا». وإذا كانت الدراجة رائجة جدا في وسط موزمبيق وفي شمالها، فهي لا تزال أقل رواجا في الجنوب، في المنطقة الأكثر تطورا للعاصمة مابوتو، حيث لا يزال الناس يحلمون بامتلاك السيارات.