عصمت الشيخ: التعميم لم يصلنا بعد.. والهدف منه ترسيخ المبادئ الدينية
خالد اليافعي: إرساء قواعد الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة
يوسف سلطان: تعزيز للاهتمام باللغة الأم أسوة بالدول المتقدمة
طه عبد المطلب: القرار يتماشى مع تطلعات الوزارة لغرس قيم المواطنة
أشاد عدد من التربويين ومديري المدارس الخاصة، بقرار وزارة التعليم والتعليم العالي بإلزام المدارس ورياض الأطفال الخاصة بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ القطري بدءاً من المرحلة التمهيدية، مؤكدين على أن القرار من شأنه أن يعزز مساعي دولة قطر في تعزيز الهوية الوطنية والقيم الإسلامية لدى طلبة المراحل المختلفة، وتأكيد الحفاظ على اللغة العربية التي عانت «الإهمال» في المدارس الخاصة.
وأكدوا في تصريحات لـ «العرب» ضرورة الاهتمام بتدريس مواد الهوية المتمثلة في اللغة العربية والتاريخ القطري والدين الإسلامي، والتي تهتم بزرع الهوية الوطنية داخل نفوس الطلاب، والمحافظة على اللغة الأم للمجتمع القطري، جنباً إلى جنب مع المحافظة على التقاليد الإسلامية.
قيم المجتمع
وقالت الأستاذة عصمت الشيخ مدير أكاديمية «الكون» العالمية: إن المدارس الخاصة والمدارس الدولية التي تطبق منهجاً دولياً معترفاً به من هيئات عالمية، ومعتمداً داخلياً من وزارة التعليم والتعليم العالي، تلتزم بتدريس مواد الهوية الوطنية لطلابها منذ المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، والقرار الجديد يلزم هذه المدارس ومعها رياض الأطفال بتدريس هذه المواد بدءاً من المرحلة التمهيدية، مشيرة إلى أن أكاديمية الكون لم يصلها حتى الآن هذا التعميم.
وأكدت أن القرار يعزز الالتزام بالمبادئ الدينية والمنطلقات الرئيسية للموروث الاجتماعي والثقافي للمجتمع القطري المسلم في مصادر التعلّم والأنشطة الصفية وغير الصفية ذات العلاقة بالمواد، منوهة بحرص الإدارات المدرسية المختلفة على عدم وجود ما يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي وقيم المجتمع في المصادر المختارة أو المُعدّة من قبل المدارس الخاصة؛ مع مراعاة مناسبة الصور والرسوم التوضيحية للقيم الإسلامية والعادات والتقاليد القطرية، وذلك التزاماً توصيات الوزارة بمراجعة محتوى مصادر التعلّم الأساسية و«المساندة» للمواد جميعها، وانتقاء مصادر التعلّم الثانوية «المساندة» في المواد الدراسية بما يضمن توافقها مع المناهج الوطنية أو الدولية.
الهوية الوطنية
من جهته، قال الأستاذ طه عبد المطلب منسق لغة عربية في إحدى المدارس الخاصة: إن إلزامية تطبيق مادة اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ القطري في المدارس الخاصة بدءاً من مرحلة الروضة والتمهيدي، تعكس حرص الوزارة على تعزيز القيم والهوية الوطنية لدى الطلبة القطريين في المدارس الخاصة، بما يتماشى مع تطلعات وزارة التعليم والتعليم العالي لغرس قيم المواطنة.
وأوضح عبد المطلب أن الوزارة تسمح لمدارس الجاليات والمدارس التابعة للسفارات بتطبيق مادة التربية الإسلامية المطبقة ضمن المنهج الوطني لبلدها، على أن تتناسب تلك المناهج مع المبادئ العامة لمعايير المادة المعتمدة من قبل وزارة التعليم، حيث يتم اعتماد مصادر التربية الإسلامية للمسلمين غير الناطقين بالعربية من قبل وزارة التعليم، وينبغي أن تتوافق تلك المصادر مع معايير المادة، وتتحمل المدرسة مسؤولية أي مخالفة مدرجة في المصدر، ويحق لهيئة التعليم في هذه الحالة طلب نسخة من هذه المناهج والخطط الفصلية المبنية عليها، للاطلاع والتوجيه نحو ما يلزم.
اللغة العربية
أما بالنسبة للغة العربية -والكلام ما زال على لسان عبد المطلب- فيسمح لمدارس الجاليات أن تدرس مناهجها الوطنية، مع إلزامية تدريس اللغة العربية للطلبة القطريين والعرب من خلال تدريس مصادر التعلّم الصادرة عن وزارة التعليم، ولا يجوز أن يكون ذلك اختيارياً، وأن تلتزم المدرسة بساعات التمدرس التي أقرتها هيئة التعليم «4 ساعات أسبوعياً من الصف الأول الابتدائي إلى الصف العاشر»، كما تلزم الوزارة المدارس الدولية بتدريس مصادر تعلّم اللغة العربية الصادرة عن وزارة التعليم من الصف الأول وحتى العاشر للقطريين والعرب 4 ساعات أسبوعياً، مع التزام المدارس بتوفير الإمكانات لاستكمال باقي المعايير الوطنية التي لم يغطها المنهج الدولي خارج أوقات الدوام الرسمي، على أن يكون الالتحاق اختيارياً من قبل الطلاب.
وأوضح أن الوزارة تلزم جميع المدارس الخاصة أيضاً بتدريس مادة التاريخ القطري لجميع الطلاب القطريين وغير القطريين من الصف الأول وحتى الصف التاسع بإحدى اللغتين العربية أو الإنجليزية، مع التزام المدارس بتدريس معايير مادة التاريخ القطري ضمن مواد العلوم الاجتماعية، على أن يتم الالتزام بعدد ساعات التمدرس المحددة وهي ساعة أسبوعياً.
التاريخ القطري
وأشاد الأستاذ خالد اليافعي، خبير تربوي، بالخطوات التي تتخذها الدولة ممثلة بوزارة التعليم والتعليم العالي، لإرساء قواعد الحفاظ على هويتنا وعلى عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة لدى أبنائنا، بما فيها قرار الوزارة بإلزام المدارس الخاصة ورياض الأطفال بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ القطري، والذي يُعدّ تحديثاً للسياسة ذاتها التي تم تعميمها سابقاً.
وأكد اليافعي أن الدولة تحرص على إيجاد نظام تعليمي متميز يتيح فرصاً تعليمية متنوعة، حيث استقطبت وزارة التعليم والتعليم العالي على مدار سنوات عديدة العشرات من المدارس الدولية التي تقدم مناهج عالية الجودة ومصنفة عالمياً مثل المنهج الفنلندي والأميركي والكندي، فضلاً عن المدارس الهندية التي تقدم مناهج دراسية مميزة، إلا أن غالبية هذه المدارس تجاهلت بشكل كبير تعليم الطلاب القطريين والعرب لغتهم الأم اللغة العربية، وكذلك التربية الإسلامية، لاهتمامهم بتعليم اللغة الإنجليزية في المقام الأول، مما أنشأ أجيالاً ليس لديها المقدرة على إجادة اللغة العربية قراءة وكتابة.
كما اعتبر يوسف سلطان، خبير تربوي، أن إلزام جميع المؤسسات التربوية والتعليمية والأكاديمية والعلمية بتدريس «العربية» يعزز الاهتمام باللغة الأم أسوة باهتمام الدول المتقدمة بلغاتها الأصلية.
وأشاد سلطان بقانون حماية اللغة العربية في قطر، حيث إن اللغة العربية هي لغة الإسلام واللغة الرسمية، وتطرق أيضاً إلى أنه من الأهمية بمكان التعرف على اللغات الأخرى؛ كونها أحد المتطلبات المهمة للتعرف على ثقافات الشعوب، ولكن هذا لا يتعارض أبداً مع التمسك بلغتنا الأم والأصيلة وهي اللغة العربية.
وأضاف أن قانون حماية اللغة العربية في قطر يحقق ما نصت عليه المادة الأولى للدستور القطري أن الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية.
تقييم المواد الإلزامية
ويتضمن الإصدار الحديث للسياسة الأكاديمية للمواد الإلزامية، المبادئ الرئيسية والمساندة في تطبيق هذه المواد، حيث تتمثل المبادئ الرئيسية في الالتزام بتدريس المواد الإلزامية الثلاث (اللغة العربية، التربية الاسلامية، التاريخ القطري) وفقاً لعدد الساعات المخصصة لكل مادة ضمن ساعات الدوام الرسمية – ودون دمج وقت تدريسها مع أوقات تدريس المواد الأخرى – مع توفير نسخة أصلية لآخر إصدار من مصادر التعلم الأساسية الصادرة عن وزارة التعليم والتعليم العالي لكل طالب وفق ما يرد في هذه الوثيقة. والتزام المدارس الخاصة بتقييم المواد الإلزامية الثلاث بحسب الفئات المستهدفة، وذلك بإعداد اختبارات ذات جودة عالية طبقاً للمواصفات والتوصيات الصادرة من إدارة تقييم الطلبة في وزارة التعليم والتعليم العالي، والالتزام بالمبادئ الدينية والمنطلقات الرئيسية للموروث الاجتماعي والثقافي، وتعزيز اللغة العربية والهوية الوطنية للمجتمع القطري المسلم في مصادر التعلم والأنشطة الصفية واللا صفية ذات العلاقة، والحرص على عدم وجود ما يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي وقيم المجتمع في المصادر المختارة أو المُعدّة من قبل المدرسة الخاصة.
وكذلك تفعيل مصادر التعلّم الأساسية الصادرة عن وزارة التعليم والتعليم العالي، وانتقاء مصادر التعلّم الثانوية (المساندة) في المواد الدراسية بما يضمن توافقها مع المناهج الوطنية أو الدولية، واعتماد الخطة السنوية للمواد الإلزامية الثلاث للمدرسة من قبل إدارة شؤون المدارس الخاصة في وزارة التعليم والتعليم العالي، وإجراء المدرسة أو الروضة التقييمات الداخلية المستمرة للمواد الإلزامية الثلاث، لتحديد درجة التقدم ومواطن الضعف وإعداد الخطط العلاجية اللازمة، والتزام المدرسة بتوفير مصادر التعلم الصادرة عن وزارة التعليم والتعليم العالي للمواد الثلاث للطلبة جميعهم دون استثناء، ولا يجوز تسليم الطلبة نسخاً مصورة.