"مهرجان كتارا للرواية العربية" يحتفي بالروائيين القطريين
ثقافة وفنون
20 مايو 2015 , 06:57م
قنا
تم افتتاح معرض الروائيين القطريين، وذلك ضمن فعاليات /مهرجان كتارا للرواية العربية/ في يومه الثالث، حيث يضم المعرض لوحات تحمل أسماء وصور الروائيين القطريين.. كما صدر كتيب توثيقي بهذا الخصوص وزع ضمن المعرض، إلى جانب تكريمهم.
وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، عقب الافتتاح، "إن مهرجان كتارا للرواية العربية يفتح الباب أمام دعم ورعاية الروائيين القطريين، وما هذا المعرض إلا تعبير من /كتارا/ عن عرفانها وتقديرها لدورهم الأدبي والثقافي والفكري الرائد، حيث لدينا أقلام روائية محلية قدمت للمكتبة العربية حصيلة مقدرة ومهمة من الانتاج الروائي الراقي".
وأضاف "أن المعرض يؤكد التزام الحي الثقافي بدعم المثقفين والمبدعين القطريين، ضمن استراتيجية /كتارا/ الهادفة للارتقاء بالثقافة والأدب وتعزيز الاهتمام بهما على مختلف المؤسسات، حيث نحرص على بقاء أبواب الحي الثقافي مشرعة أمامهم، وكذلك مرافق /كتارا/ هي تحت تصرفهم لما فيه خدمة العمل الثقافي القطري، ولتعزيز التواصل الثقافي مع مختلف الثقافات العربية والعالمية"، معربا عن سعادته بأن يتم من خلال هذا المعرض التوقيع على الروايات القطرية التي صدرت خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى التعريف بالإنتاج الأدبي للروائيين القطريين عبر كتيب يضم سيرتهم الذاتية أيضا.
وعلى هامش المعرض، وقعت الروائية القطرية شمه الكواري روايتها "هتون نور العيون".. كما تم افتتاح معرض دراما الروائيين الذي يتناول أهم الروايات العربية التي جرى تحويلها إلى أعمال درامية من مسلسلات وأفلام على مدار القرن الماضي، وهو ما يظهر المكانة التي كانت تتمتع بها الرواية العربية لدى المثقفين والفنانين والممثلين والمخرجين في تلك الفترة.
ويقدم المعرض نبذة عن الرواية وكاتبها، إضافة الى ملخص عن العمل الدرامي وأهم أبطاله، كما يضم المعرض ركنا خاصا بالراحل الكبير نجيب محفوظ يشمل أهم أعماله الروائية التي تحولت إلى أفلام.
وقد تواصلت الندوات المصاحبة لمهرجان كتارا للرواية العربية، بمشاركة نخبة من النقاد والأدباء العرب. وجاءت الندوة الثانية بعنوان: "الرواية.. آفاق السردية وتنوع الشكل" والتي أدارتها الدكتورة حنان الفياض، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة قطر.
وتحدث في البداية الناقد التونسي لطفي اليوسفي الأستاذ بجامعة قطر في ورقة بعنوان: "روايات عربية في دروب التيه: قراءة في محنة البحث عن آفاق سردية جديدة"، مؤكدا أن الروايات مأخوذة إلى حد الهوس بالمنجز الفني الذي حققته الرواية العربية منذ نجيب محفوظ، وتهفو إلى تخطيه وتجاوزه، لارتياد آفاق جديدة.
ونبه إلى أن تشبث الرواية الواقعية بالواقع لتنقله نقلا أمينا، تصبح مهددة بالسقوط في نوع من التسجيلية التي تعطل الفن وتحدّ من التوجه الدرامي الذي لا غنى للفنون السردية عنه.
وشارك الناقد المغربي الدكتور عبدالرحمن بوعلي بورقة بعنوان "نشأة الوعي وتطور الكتابة الروائية العربية" و ذكر أن رواية "زينب"، ليست هي الأولى، بل كانت مسبوقة بأخرى، وهو ما سماه بـ"أصول الرواية" بدءا من رفاعة الطهطاوي والحلبي وغيرهما، فيما جاءت "زينب" تتويجا لمرحلة عربية، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية هي "ما بعد التكوّن"، وفيها خرجت نصوص تعبّر عن مجتمع عربي توّاق للحرية.
وأوضح أنه جاءت عقب ذلك مرحلة التشظي والانهيارات الكبرى، حيث رأينا نصوصا روائية تعبر عن مآسي المرحلة التي نعيشها، مثل الروايات التي عالجت مآسي فلسطين والعراق، لتأتي مرحلة ما بعد التكوّن وفيها التأثر بالغرب، مؤكدا أن الرواية في وقتنا الراهن حققت تطورا كبيرا وأصبحت عالما مستقلا، ولم تعد تسجل الوقائع والأحداث، بل أضحت تقدم رؤية ولها بناؤها الخاص.
وتحدث الدكتور أحمد حاجي صفر أستاذ اللسانيات واللغة العربية بجامعة قطر في ورقته حول "بلاغة الرواية العربية المعاصرة: دراسة سيميائية أسلوبية لمفهومي الحقيقة والمجاز" عن مفهوم المجاز في الرواية العربية من منظور سيميائي، موضحا العلاقة بين المجاز والصورة، بأن الصورة التي لا تحتكم إلى مقاييس البلاغة التقليدية فقط، بل تلك التي تطورت وتوسعت مفاهيمها، لافتا إلى تنوع آليات الصورة الفنية والجمالية وتعدد معاييرها الإنتاجية، بفضل تطور أدوات الروائي ومعارفه الفلسفية والبلاغية واللسانية، داعيا إلى وجوب الاشتغال أكثر على بلاغة الرواية العربية.
بدوره، قال الدكتور محمد مصطفى سليم أستاذ النقد بجامعة قطر في ورقته التي جاءت بعنوان "التخييل المخاتل وشعرية السرد العجائبي" إن تتبع مسار المتن السردي العربي عبر مراحل التطور المختلفة يوضح تنقل الرواية العربية بإرثها الكبير الضارب في الماضي حكيًا وسردًا، الأمر الذي بدا وكأنه انفتاحٌ محدودٌ على التجارب النوعية التي يُسهم فيها التطور التكنولوجي إسهامًا فنّيًّا يستوجبُ المتابعة بالرصد والتّحليل، ولاسيما ربطه بتجارب واتجاهات ومذاهب على مستوى هذا الفن".
وأوضح أن الافتتان بشعرية اللغة كانت السبب الأرجح في إثقال كاهل المحاولات التجريبية الأكثر معاصرة، مشيرا إلى أن المشهد الروائي العربي به قدر كبير من الكتابات الإبداعية الموغلة في مظاهر الشعرية.