بحضور وزير البيئة ومسؤولي الوزارة.. انطلاق موسم تعشيش السلاحف في 11 شاطئاً وجزيرة

alarab
محليات 20 أبريل 2025 , 01:25ص
منصور المطلق

افتتح سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي، وزير البيئة والتغير المناخي الخميس الماضي موسم تعشيش السلاحف البحرية لعام 2025 بالتزامن مع اطلاق حملة لتنظيف وتأهيل شاطئ فويرط، وذلك بالتعاون مع جامعة قطر.
وأكد سعادة المهندس عبدالعزيز بن أحمد آل محمود، وكيل وزارة البيئة والتغير المناخي، التزام وزارة البيئة والتغير المناخي المستمر بحماية الكائنات البحرية المهددة بالانقراض، وفي مقدمتها السلاحف صقرية المنقار، مشيرًا إلى أن هذه الأنواع تُعد من الثروات البيئية الأصيلة، ودليلًا على صحة النظام البيئي البحري في الدولة. وشهدت اطلاق الموسم فعالية للرسم للأطفال، حيث قاموا برسم وتلوين اشكال لمكونات البيئة البحرية ومن بينها السلاحف، وقام سعادة الوزير بتكريم الاطفال بتوزيع هدايا الوزارة عليهم.
وأشار سعادته إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار مشروع وطني مستمر منذ أكثر من عقدين، بالتعاون مع جامعة قطر، وقطر للطاقة وعدد من الجهات الوطنية، حيث أثمرت هذه الجهود عن نتائج ملموسة تمثلت في إطلاق عشرات الآلاف من صغار السلاحف إلى بيئاتها الطبيعية، وهو ما ساهم في دعم التنوع البيولوجي في البيئة البحرية القطرية.
ونوه بأن المشروع شهد خلال السنوات الأخيرة تطويرًا نوعيًا من خلال برامج التفقيس والرعاية الميدانية تحت إشراف باحثين متخصصين، حيث نجحت الوزارة في تربية مئات السلاحف الصغيرة بنسبة نجاح عالية.
ولفت سعادته إلى أن حماية البيئة الغنية بتنوعها البيولوجي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع ومؤسساته، انطلاقًا من رؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع الاستدامة البيئية في مقدمة أولوياتها، لافتًا إلى أهمية إشراك مختلف الجهات في حملات التوعية والمشاركة الفعلية في مواقع التعشيش، لتعزيز الوعي البيئي لدى المجتمع.
وأكد سعادة وكيل وزارة البيئة والتغير المناخي أن الوزارة ملتزمة بمواصلة جهودها في تعزيز استدامة الموارد البيئية، وتنفيذ برامج علمية وميدانية تشمل الرصد، والرعاية، والتأهيل، والتوعية، مشيرًا إلى أن النتائج الإيجابية التي تحققت تؤكد نجاح استراتيجيات الحماية، وتُعزز من مكانة دولة قطر في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأكد الدكتور إبراهيم عبداللطيف المسلماني، وكيل الوزارة المساعد لشؤون المحميات الطبيعية بوزارة البيئة والتغير المناخي، أن موسم تعشيش السلاحف البحرية للعام، يعكس التزام الوزارة بتوفير بيئة آمنة ونظيفة لهذه الكائنات الفطرية، لاسيما السلاحف صقرية المنقار المهددة بالانقراض.
وأشار إلى أن سلاحف صقرية المنقار تتجه خلال هذه الفترة من كل عام إلى الشواطئ الشمالية للدولة التعشيش مثل فويرط وراس لفان والمرونة والغارية والحويلة، والجساسية والمفجر، بالإضافة إلى عدد من الجزر مثل جزيرة أم تيس ورأس ركن وشراعوه وحالول، حيث يمتد موسم التعشيش من أوائل أبريل وحتى أواخر يونيو، بينما تبدأ عملية الفقس بعد مرور نحو شهرين من وضع البيض.
وأوضح الدكتور المسلماني أن حملة التنظيف التي تنفذها الوزارة مع جامعة قطر بمناسبة افتتاح الموسم، تمثل خطوة مهمة لحماية التنوع البيولوجي في الدولة مشيراً إلى أن الحفاظ على نظافة الشواطئ والجزر يساهم بشكل مباشر في دعم عمليات التعشيش الطبيعية، وزيادة أعداد السلاحف وتحقيق التوازن البيئي.
ونوه بأن الوزارة عقدت عددًا من الاجتماعات التنسيقية مع الجهات المعنية بهدف تنظيم العمل الميداني وتوزيع المهام، مشيرًا إلى أن فرق العمل باشرت تنفيذ حملات تفتيشية دورية في الشواطئ والجزر التي تتجه إليها السلاحف للتعشيش، كما يتم العمل على تحديد مواقع أعشاش السلاحف بدقة، وتوثيق مراحل الفقس، وجمع البيانات العلمية مثل أعداد البيض وأوزان السلاحف بالإضافة إلى عمليات الترقيم والرصد البيئي.
وشدد الدكتور المسلماني على أهمية تضافر الجهود المجتمعية والمؤسسية لحماية البيئة البحرية ومكوناتها،داعياً إلى تعزيز الوعي البيئي والعمل المشترك لضمان استدامة النظم البيئية للأجيال القادمة.
وبدوره أكد يوسف الحمر مدير إدارة تنمية الحياة الفطرية بوزارة البيئة والتغير المناخي، على أهمية مشروع حماية السلاحف صقرية المنقار المهددة بالانقراض والذي بدأته الوزارة منذ عام 2003 ما يعكس التزامها بحماية التنوع البيولوجي في البيئة القطرية.
وأشار إلى أن الوزارة حريصة سنويًا على إطلاق حملات لتنظيف مواقع تعشيش السلاحف في الشواطئ والجزر، لا سيما وأن الحفاظ على نظافة مواقع التعشيش من العوامل الأساسية لضمان نجاح الموسم وتحقيق أفضل الظروف البيئية للسلاحف.
وأوضح أن الوزارة تتبنى نهجًا علميًا في تنفيذ مشاريع الحماية، من خلال الاعتماد على الدراسات والأبحاث، واستخدام التقنيات الحديثة مثل جمع العينات الوراثية و تركيب أجهزة تتبع للسلاحف، وهو ما ساهم في رصد تحركاتها ومعالجة الحالات المصابة منها وإعادتها إلى بيئتها الطبيعية.
ولفت إلى أن شاطئ فويرط بالإضافة إلى جزيرتي رأس ركن وأم تيس من أهم مواقع تعشيش السلاحف في الدولة، مما يستدعي تكثيف الجهود للحفاظ على نظافتهما وتعزيز الوعي البيئي بأهمية هذه الكائنات ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي.
ويأتي المشروع ضمن جهود الوزارة المتواصلة لحماية الحياة الفطرية في دولة قطر، لا سيما السلاحف البحرية، والعمل على استدامة التنوع البيولوجي، وضمان استمرارية بقاء الكائنات البرية والبحرية وحمايتها من الانقراض.