لم يكن أسوأ المتشائمين يتوقع هذه الخسارة القاسية المؤلمة للغرافة بثمانية اهداف لهدفين امام فريق ليس من المنافسين الاقوياء وهو اهلي دبي الاماراتي في مباراتهما التي جرت مساء اول امس ضمن الجولة الرابعة لدوري ابطال اسيا 2022. 
ولم يكن اكثر المتشائمين يتوقع هذا الاداء المتواضع الضعيف والسيئ للغاية وهذا السقوط المدوي.
للاسف الشديد لم يكتف الغرافة بالخسارة فقط وفقده 3 نقاط كان من المفروض ان تكون في جعبته قياسا باللقاء السابق للفريقين، لكنه زاد الامور سوءا بتلقيه كما من الاهداف سيعقد مهمته ويحرمه من التأهل اذا نجح في تعويض هذه الخسارة غير المسبوقة للفريق في دوري الابطال، وفاز على فولاذ الايراني واهال التركماني. 
للاسف الشديد استحق الغرافة الخسارة بعد ان قدم اسوأ مباراة له خاصة على مستوى الدفاع، 
وبدون ادنى شك فان الايطالي أندريا ستراماتشوني مدرب الفريق هو الذي يتحمل مسؤولية الخسارة الثقيلة ومسئولية الفضحية الكروية التي هزت النادي العريق، ومن بعده اللاعبون وفي مقدمتهم المدافعون. 
كان من الواضح ان أندريا لم يقرأ المباراة جيدا رغم انه واجه اهلي دبي منذ ايام وتفوق عليه لعبا واداء وخرج متعادلا في الوقت القاتل  
لقد فاجأ مدرب الغرافة الجميع بوضع الهداف المالي شيخ دياباتي، على دكة البدلاء بلا اي مبرر، بدلا من يدفع به من البداية بحثا عن الانتصار الذي سيكون خطوة مهمة للتأهل. 
ويبدو ان الاداء الجيد الذي قدمه الغرافة امام اهلي دبي في الذهاب، اصاب المدرب الايطالي بالثقة الزائدة، وبدأ اللقاء واثقا في النصر لكنه صدم باداء الفريق الاماراتي، وبتألق قائد الوسط عمر عبد الرحمن الذي تلاعب بدفاع وبوسط الغرافة وقاد فريقه الى الانتصار الكبير غير المتوقع بالمرة. 
لم يحاول ستراماتشوني تدارك الامر وانقاذ الموقف وتعديل الخطة والطريقة واجراء تغييرات تنقذ الفريق الذي بدأ ينهار مع كل هدف يسكن شباكه خاصة في الشوط الثاني الذي اختفى فيه الغرافة تماما وتلقى 3 اهداف في 15 دقيقة قضت عليه تماما، وهو ما سهل على الفريق الاماراتي السيطرة تماما على المباراة 
زاد الامر سوءا بالحالة غير الطبيعية لدفاع الغرافة والذي عجز منذ الدقائق الاولى عن التصدى للهجوم الاماراتي الذي كان من السهل عليه المرور منه والوصول باستمرار الى شباك يوسف حسن بقيادة العقل المفكر عمر عبد الرحمن. 
تفوق هجوم اهلي دبي على الدفاع الغرفاوي بشكل كبير، واستطاع تسجيل 8 اهداف مختلفة،  
ولم يجد الدفاع الغرفاوي من ينقذه من هذه الفضيحة الكروية، بعد ان فقد الوسط قدراته واختفى بدوره تماما ولم يكن له اي تواجد خاصة في الجانب الدفاعي. 
لا شك ان هذه الخسارة القاسية تستوجب من الادارة محاكمة ومحاسبة المدرب الايطالي لانها اثرت معنويا وفنيا على الفريق، واصابت اللاعبين في مقتل، وجعلت مهمة الفريق صعبة من اجل التأهل،حيث اصبح في حاجة الى الانتصار فقط في المباراتين القادمتين مع تعثر اهلي دبي او فولاذ، وهو امر صعب مع الانهيار الذي اصاب اللاعبين ووضح عليهم في نهاية المباراة.
وفي كل الاحوال، وبغض النظر عن النتيجة القاسية والهزيمة المؤلمة غير المسبوقة، فان الغرافة بحاجة الى الانتصار في هاتين المباراتين حتى لو لم يتأهل من اجل تصحيح الصورة ومن اجل محو هذه الهزيمة التي اساءت كثيرا للفريق.