رمضان.. فرصة مثالية للتخلّص من «آفة العصر»

alarab
محليات 20 أبريل 2021 , 12:25ص
يوسف بوزية

يُمثّل شهر رمضان المبارك بما يحمل من رسالة تربوية في التغيير إلى الأفضل، مناسبة قيّمة للتخلي عن الكثير من السلوكيات والعادات السيئة؛ لا سيما تلك التي تسبب أضراراً بشكل أو بآخر بالصحة، وعلى رأسها التدخين؛ حيث يغتنم بعض المدخنين الذين لديهم «نوايا حسنة»، فرصة صيام الشهر الفضيل للتخفيف من هذه العادة، أو حتى البداية للإقلاع عنها إطلاقاً، خصوصاً مع عدد الساعات التي يقضيها الصائم بعيداً عن السجائر.
هذه الفرصة يؤكدها الشاب حسن القاضي الذي أقلع عن التدخين في رمضان من العام الماضي، مدفوعاً بالنصائح الطبية والحقائق العلمية حول التدخين وأضراره الصحية الكثيرة.. ويقول إن الإرادة هي العامل الرئيس في «الإقلاع التدريجي» عن ممارسة التدخين، إلى جانب الوعي بمضاره دعك من الكلفة الاقتصادية المهدورة.

حياة جديدة
ووافقه الرأي في هذا الإطار راشد المري، مبيناً أن هناك أكثر من دافع نفسي وسلوكي يجعل من شهر رمضان المبارك بداية لحياة جديدة، خالية من التدخين، الذي تنخفض نسبة الإنفاق عليه في الشهر الفضيل إلى النصف تقريباً، عندما نحسب مدة أربعة عشر ساعة تقريباً، هي فترة الصيام في شهر رمضان، يقضيها الصائم بعيداً عن السجائر، بينما عدد ساعات الإفطار لا يتجاوز التسع ساعات، وهي ليست كافية لتدخين المعدل الطبيعي من التبغ في الأيام العادية.. مؤكداً أن ممارسة الرياضة لها دور كبير في الإقلاع عن التدخين وتركه نهائياً، سواء في الأيام العادية، أو في شهر رمضان الكريم، وخاصة في شهر رمضان فممارسة الرياضة بجانب الصوم لا تتوافق مع التدخين.

مدرسة تربوية
وقال فضيلة الشيخ أحمد البوعينين: إن شهر رمضان المبارك مدرسة تبني في المسلم قيماً عظيمة، وهو مدرسة روحية تربي القيم وتربي الأجيال عليها، وهي المراقبة، لأن الصيام علاقة خاصة بين العبد وربه، حيث لا يعلم بالصيام إلا الله.
ودعا البوعينين إلى استثمار هذه الفرصة القيمة بتعديل السلوكيات الخاطئة والعادات السيئة، بما فيها التدخين، مؤكداً أن شهر رمضان المبارك فرصة للجميع للتغيير من أنفسهم والاقتراب من الله سبحانه وتعالى بالطاعات والعبادات، إذ يستوجب على أولياء الأمور أن يستغلوا تواجدهم في المنازل بأداء الصلوات جماعة مع الزوجة والأبناء، وتعليم الأبناء قراءة القرآن والاقتراب منهم والجلوس معهم، وإقامة حلقات الذكر، وقراءة الأحاديث، وأجزاء من السيرة النبوية، وحث الأبناء على عدم تأخير الصلوات عن وقتها.
ولفت إلى أن غالبية أهل قطر قاموا بمبادرة حسنة هذا العام، حيث إنهم اتجهوا خلال شهر رمضان لهذا العام مع استمرار إغلاق المساجد بسبب فيروس كورونا، إلى تخصيص أجزاء من منازلهم، وتحويلها لمصليات، يؤدون فيها الصلوات جماعة، وتكون ركناً لقراءة القرآن الكريم.
ووصف رمضان بأنه رحلة عظيمة شاقة فيها تعب، واستدرك قائلاً: في هذا الزمان أصبحت كل وسائل الراحة متوفرة، ولكن أيام أجدادنا كانت صعوبة الحر والتعب، ومع ذلك كانوا يستمتعون بالصيام والأجر من عند الله القائل: «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».

زيادة المناعة 
وكان مركز مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية أكد أن شهر رمضان يعد فرصة ذهبية للمدخن للإقلاع عن التدخين والتوقف النهائي عن هذه العادة السيئة وتحسين الصحة البدنية.. مؤكداً أن الإقلاع الكامل عن التدخين يؤدي إلى الانخفاض التدريجي لنسبة النيكوتين بالجسم، بالإضافة إلى إعطاء الجسم فرصة للتخلص من سموم التدخين، حيث تظهر عليه عدد من مزايا التوقف عن التدخين، مثل عودة نبض وضغط القلب إلى وضعهما الطبيعي، وتحسن حاستا الشم والتذوق، ورجوع لزوجة الدم إلى وضعها الطبيعي وزيادة مناعة الجسم.
وحول الوضع الفسيولوجي للمدخن في شهر رمضان أفاد الدكتور جمال باصهي اختصاصي الإقلاع عن التدخين بمركز مكافحة التدخين، بأن الدماغ يفاجأ بعدم تزويده بالنيكوتين لساعات طويلة منذ بداية الصيام، مما ينعكس في ظهور بعض الأعراض الانسحابية كالصداع، وضعف التركيز والانتباه، والحاجة الماسة للتدخين، وتكون هذه الأعراض أكثر حدة في الأسبوع الأول، ثم تقل أو تختفي، مما يجعل شهر رمضان بالفعل علاجاً لكل المدخنين بآلية التوقف المفاجئ، وهي إحدى الآليات المعروفة ويستخدمها العديد من المدخنين في التوقف عن التدخين، وقد يحتاج البعض إلى أدوية للمساعدة على الإقلاع، لإكمال هذا الإنجاز المهم.

خطوات عملية لمحاربة «السيجارة»
يجمع الخبراء على أن أفضل السبل للإقلاع عن التدخين وأكثرها فعالية تشمل:
• تبني المدخن بعض التغييرات في نمط حياته، والتي من شأنها أن تساعده في مقاومة إغراءات التدخين.
• كتابة قائمة بالأسباب التي دعته لاتخاذ القرار بالإقلاع عن هذه العادة الضارة.
• تجنب الأماكن التي يكثر فيها الدخان والمدخنون مثل المقاهي التي يدخن مرتادوها الشيشة.
• يجب استشارة الطبيب أو المراكز المختصة التي تساعد على الإقلاع عن التدخين، وذلك من أجل الاستعانة بأدوية الإقلاع عن التدخين والتقليل من أعراض ترك التدخين.
• ترك التدخين هو قرار مدعم بتخطيط سليم، لهذا ينصح الأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين في رمضان بشرب الكثير من الماء عند الإفطار.
• لتجنّب الأرق أو التوتر عند موعد النوم يجب على الشخص الذي ينوي الإقلاع عن التدخين أن يمارس أنشطة يرغب فيها كالقراءة، أو مشاهدة التلفاز، أو الرياضة.
• يحتاج المدخن إلى فترة تهيئة من 3 أيام إلى أسبوع، يقلّل خلالها عدد السجائر اليومية تدريجياً إلى أقصى حدّ ممكن، وعلى سبيل المثال، يمكن تأخير السيجارة الأولى في اليوم إلى ما بعد الفطور بعدة ساعات.
• يفضّل البدء بفترة الاستعداد للتوقف عن التدخين قبل بداية رمضان لتصبح الأيام الأولى من الصيام أسهل على المدخن للتقليل من التدخين.
• وضع خطة لاستبدال عادة التدخين في هذه الأوقات بعادات أخرى تشغلك عنها، مثلا المشي لمدة ربع ساعة أو الانشغال بالألعاب الإلكترونية على الهاتف، أو تناول قطعة فاكهة أو مضغ العلكة.
• إزالة كل ما يُذكّر بالتدخين من المنزل والسيارة ومكان العمل، كما يجب التخلّص من روائح الدخان من بيتك وسيارتك.
• تجنّب الأماكن التي يكثر فيها المدخنون، كما يجب إخبار العائلة والأصدقاء عن قرار بدء الإقلاع عن التدخين، واطلب منهم أن لا يدخنوا أمامك.
• ابدأ برنامجاً رياضياً؛ لأن الرياضة قد تقلل من رغبتك في التدخين، كما أنها تفيد في تجنب زيادة الوزن التي تعدّ من أبرز أعراض ترك التدخين، وتساعد كذلك في تعديل المزاج والتقليل من حدّة الاكتئاب.
• يفضّل غسل الأسنان عند طبيب الأسنان للتخلّص من تراكمات السجائر، لتكون نظافة الأسنان حافزاً لعدم العودة إلى التدخين.
• يجب تنظيف الأسنان بشكل يومي لإبعاد الرغبة في التدخين.