أكدت دولة قطر أهمية تمكين الشباب لتحقيق التنمية المستدامة ومنع الجريمة وتعاطي المخدرات؛ بغية ضمان رفاهية ومستقبل بلدانهم والعالم بأسره.
وقال سعادة السفير سلطان بن سالمين المنصوري سفير دولة قطر لدى جمهورية النمسا الاتحادية والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، في بيان ألقاه أمام اجتماع افتراضي عقد على هامش الدورة الرابعة والستين للجنة المخدرات التابعة للأمم المتحدة حول «تمكين الجيل القادم من الشباب لتحقيق التنمية المستدامة ومنع الجريمة وتعاطي المخدرات»: «إن الشباب يشكلون 30 % من سكان العالم؛ ثلثهم حالياً ليسوا في العمل أو التعليم أو التدريب أو طردوا من ديارهم بسبب النزاعات، مما يستدعي توفير الفرص لهم للمساهمة في الحياة الاقتصادية والسياسية والمدنية لمجتمعاتهم، وبما يؤهلهم أن يصبحوا قوة لا يستهان بها من أجل تحقيق السلام والازدهار».
وتناول سعادة السفير في بيانه جوانب من تجربة قطر في دعم الشباب، وقال: إن دولة قطر وقيادتها تبذل ومنذ استقلال البلاد جهوداً جبارة لحماية الشباب القطري وتمكينه من الحصول على التعليم الجيد والعمل اللائق لإعداده للمستقبل، وبما يفيد البلاد.
أما على المستوى الدولي، فأشار سعادته إلى اهتمام دولة قطر بالتعليم كأداة مهمة لمكافحة الجريمة والمخدرات والفساد والإرهاب، وقال إنها أطلقت مجموعة متنوعة من المبادرات لمساعدة الدول النامية على تمكين الشباب، وبينها: مبادرة عام 2008، التي أطلقتها بقيمة 100 مليون دولار للمساعدة في مكافحة البطالة بين الشباب في جميع أنحاء العالم، ثم إنشاء مؤسسة التعليم فوق الجميع للمساهمة في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، بهدف حماية ودعم الحق في التعليم في المناطق المعرضة لتهديد الأزمات والصراعات والحروب، كما وفر برنامج «علّم طفلاً» حتى الآن لأكثر من 9.2 مليون طفل إمكانية الحصول على تعليم ابتدائي جيد.
وفيما يتعلق بتعاون دولة قطر مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وأشار سعادة السفير سلطان المنصوري إلى اقتراح دولة قطر في مايو 2014 بتشكيل فريق خبراء حكومي دولي مفتوح العضوية للنظر في وسائل مساعدة البلدان في إشراك الشباب في سياسات منع الجريمة والعدالة الجنائية، وتوفير المزيد من الفرص للشباب ليساهموا في بناء بلدانهم.
وأوضح سعادته أن البرنامج العالمي لإعلان الدوحة، الممول من قطر، وهو أكبر تمويل تقدمه دولة عضو واحدة في تاريخ مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، خصص اثنين من أركانه الأربعة لتمكين الشباب وهما: التعليم من أجل العدالة، ومنع الجريمة من خلال الرياضة.
وأعلن أن البرنامج العالمي وصل خلال الفترة «2016 - 2020» إلى مليوني شخص من 192 دولة، حيث يساهم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وتابع سعادته: «نحن فخورون بأن مبادرة التعليم من أجل العدالة التابعة للبرنامج العالمي لإعلان الدوحة، قد حصلت على جائزة الأمين العام للأمم المتحدة للابتكار لعام 2020، وهذه مكافأة عظيمة لدولة قطر ولمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة».
وأكد أن دولة قطر تتطلع إلى تحقيق شراكة استراتيجية معززة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، للبناء على إرث البرنامج العالمي لإعلان الدوحة، لا سيما من خلال المبادرات التي تعزز وتدعم تمكين الشباب ومساهمتهم في صنع قرارات السلام وتحقيق الازدهار والفرص والكرامة للجميع.
وفي السياق ذاته، تحدث سعادة السفير سلطان بن سالمين المنصوري، أمام اجتماع آخر عقد على هامش أعمال الدورة 64 للجنة المخدرات التابعة للأمم المتحدة، وحول مساهمة الرياضة في الوقاية من تعاطي المخدرات ، مشيراً إلى أن دولة قطر تولي اهتماماً بالرياضة، وتعتبرها عنصراً أساسياً في استراتيجية البلاد لحماية الشباب من الجريمة والمخدرات، ولتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ونوه سعادته بأن قطر عازمة على أن تصبح رائدة عالمياً في مجال الرياضة، لافتاً في هذا الصدد إلى استضافة قطر أكثر من 500 حدث رياضي دولي في السنوات الخمس عشرة الماضية، في وقت تستعد فيه لاحتضان بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وأعلن السفير سلطان المنصوري، اتفاق دولة قطر مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على جعل منع الجريمة من خلال الرياضة إحدى الركائز الأساسية للبرنامج العالمي لإعلان الدوحة.