لليوم الثاني على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية في حي «الرمال» بمدينة غزة، عقب اقتحامه «مستشفى الشفاء»، حيث تنتشر جثث الشهداء بالشوارع ويقبع عشرات آلاف من المواطنين في المنازل تحت الحصار بلا طعام أو شراب.
وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن شهود عيان، بأن جيش الاحتلال لا يزال يوجد داخل مستشفى الشفاء ويحاصرها من جميع الجهات.
ووفقًا للشهود، تتمركز قوات الجيش قرب «برج الشفاء» في «شارع عز الدين القسام» شمال المستشفى، وعند مفترقي طرق «العباس» و»رشاد الشوا» من جهة الجنوب، بالإضافة إلى منطقة «أرض بكر» من الغرب وحتى نهاية «شارع أبو حصيرة».
وذكر الشهود أن طائرات «كواد كابتر» تنتشر في شوارع المدينة ومحيط المستشفى، وتطلق النار على أي جسم يتحرك، فيما يعتلي قوات من الجيش الإسرائيلي بنايات مرتفعة.
ومنذ الاثنين، قطع الاتصال الهاتفي والإنترنت عن مئات النازحين المتواجدين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
ونتيجة للتوغل الإسرائيلي المفاجئ الاثنين، شهدت مدينة غزة نزوح مئات الأسر من المناطق الغربية إلى شمال قطاع غزة مثل مخيم جباليا، وشرق المدينة مثل حي التفاح، وفقًا لشهود العيان.
وأوضح الشهود أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين محاصرين في منطقة محيط مستشفى الشفاء في منازلهم دون طعام ومياه، ويخشون الخروج خشية إطلاق النار عليهم.
ولفتوا إلى أن استمرار الحصار في ظل عدم توفر الطعام والمياه قد يؤدي إلى فقدان حياة السكان في منازلهم.
ووفقًا للشهود، يقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق كلابه في شوارع وطرقات المدينة.
جثث بالشوارع
من جانبه، أفاد مصدر في الدفاع المدني الفلسطيني بغزة، بأن جيش الاحتلال قتل وأصاب عشرات الفلسطينيين، وما تزال جثث أغلبهم ملقاة في الشوارع والمنازل ولم يتم نقلها إلى المستشفيات لصعوبة الوصول إليها.
وقال المصدر لمراسل الأناضول، إن الجيش يطلق النار على أي مركبة أو شخص يتحرك في المناطق الغربية لمدينة غزة ومحيط مستشفى الشفاء، ويصعب علينا الوصول لمناطق المستهدفة.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يواصل عمليته في حي الرمال ومحيط المستشفى طوال الليل، حيث يسمع بين الحين والآخر دوي انفجارات عنيفة.
وقال محمود بصل، متحدث الدفاع المدني بغزة لمراسل الأناضول: «عشرات الإصابات تحت أنقاض المنازل المستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي».
وأضاف: «تصلنا مناشدات من بعض أصحاب المنازل المحيطة لمجمع الشفاء الطبي والتي تم قصفها منذ دخول اجتياح المجمع ولكن للأسف لا يوجد تنسيق لدخول طواقمنا لتلك الأماكن».
وتابع: «كما لا توجد ضمانات لحماية طواقمنا من الدخول لتلك المناطق وانتشال المصابين».