وزير الخارجية: "التعاون" جاد في اتخاذ كل الإجراءات التي تحمي مصالح دوله
محليات
20 فبراير 2015 , 10:01م
لندن - قنا
أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أن منهج دولة قطر طوال تاريخها العمل من أجل السلام العالمي، سواء في وساطتها بين الدول أو في المسائل الإنسانية، مشددا - في الوقت نفسه - على أن دولة قطر عصية على الحملات الصحافية المضادة، لأن سياساتها واضحة ومكشوفة للجميع.
ورفض سعادته - بشدة - في حوار مع صحيفة "الحياة" اللندنية المزاعم التي تتحدث عن أن الدوحة تلعب أدوارا مزدوجة من أجل كسب نفوذ دولي، قائلا: "نحن يجب أن نفرق بين أمرين؛ بين دولة وعلاقتها مع دول، وهل هذه الاتهامات من دول؟ أم من الصحافة؟ إذا كانت صادرة عن دول فأؤكد لك أنه لا توجد اتهامات من دول، لأن الدول تعرف حقيقة قطر، وتعرف دولة قطر كيف تتعامل مع المجتمع الدولي، وكيف تقوم بمسؤولياتها بالكامل، بصفتها عضواً من أعضاء المجتمع الدولي الفاعلين، وقطر طوال التاريخ منهجها أن تعمل من أجل السلام العالمي، سواء في وساطتها في الدول التي كانت فيها نزاعات، أو في الوساطات مع بعض الدول التي لديها مشكلات في بعض الحدود، أو في المسائل الإنسانية والكوارث دون أن نفرق".
وأضاف - في هذا الصدد - أن كل الصحف التي بدأت تشن حملات قوية ضد دولة قطر - خاصةً الصحف الغربية - إما أنها كانت لها مصلحة في السابق ولم تجد مصلحتها في قطر، على سبيل المثال كمساهماتٍ أو شراء حصص، وإما عن طريق إنقاذ هذه المؤسسات الإعلامية الضخمة من الإفلاس، وسبق أن عرضت نفسها على قطر، بالتالي اختلط الأمر على أقطاب التجار الإعلاميين، واختلطت مصالحهم التجارية بمصالحهم السياسية، وشنوا هذه الحملة على قطر، مشددا على أن "دولة قطر عصية على هذه الحملات، لأننا واضحون وليس لدينا شيء نخفيه على أحد، وسياستنا واضحة ومكشوفة للجميع".
وحول دعم دولة قطر للديمقراطية في العالم العربي قال سعادته: "نحن لم ندَّع أننا دولة ديمقراطية بالطريقة التي تتصورونها، كل دولة في العالم - وهذا للأسف في بعض الدول الغربية - تعتقد أن ديمقراطيتها هي التي يصلح تطبيقها لدينا. قد تكون لدينا في دول مجلس التعاون الخليجي خصوصية، يمكن لدينا أفضل ديمقراطية موجودة، تناسبنا نحن وتناسب مجتمعاتنا، والأمن والأمان الذي تنعم به، لأننا لم نسمح لأحد بأن يعبث بنموذج الديمقراطية لدينا".
وأكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية أن التحديات التي تواجه مجلس التعاون الخليجي لا تُبْنَى على الأخذ بالخواطر، مشيرا إلى أن النسيج الخليجي لم يكن يسمح - منذ البداية - بأن يكون هناك مجرد اختلاف في وجهات النظر.
وأوضح قائلا: "إن اختلافات وجهات النظر نحن نراها شيئاً صحياً وطبيعياً، ولولا الاختلاف لا تستطيع أن تخرج بقرار قابل للتطبيق، لأنه يكون قد تم تمحيص القرار ومناقشته واختلاف الآراء حوله"، وشدد على أن علاقة مجلس التعاون أصحَّ علاقة إقليمية موجودة الآن.
وعن رئاسة دولة قطر للدورة الحالية لمجلس التعاون أوضح سعادته أن رئاسة المجلس لا تعني الانفراد بالقرار وأن تكون منفردا. رئاسة المجلس تعني المشاركة في القرارات، واتخاذ قرار تراعَى فيه مصالح كل دول المجلس، والبعد الأمني والاقتصادي للدول، مؤكدا أن "القرارات في مجلس التعاون لا تؤخذ بشكل انفرادي ولا عاطفي، وأن قطر تؤدي دورها بالكامل بصفتها رئيساً للدورة الحالية"، مشددا على أن مجلس التعاون جاد في اتخاذ كل الإجراءات التي تحمي مصالح دوله.
وحول الأزمة في اليمن أكد سعادته أن مجلس التعاون الخليجي مُصِرٌّ على أن يتخذ الإجراءات التي تحمي أمن المنطقة ومصالحها، مضيفا أن هناك إجراءات، وليست كل إجراءات نحتاج إلى أن نتخذها لحماية أمننا ومصالحنا تكون مطروحة على العلن أو للتداول. هذه إجراءات تتخذها الجهات المختصة والأجهزة المعنية في دول المجلس، وهم المكلفون من القادة بأن ينفذوا ذلك ويتأكدوا من حماية المصالح في المنطقة.
وبالسؤال الموجَّه إليه عن الاتحاد الخليجي أجاب سعادته: "هناك خطوات تدرس في مراحل، كل دول الخليج تأخذ هذا الأمر بجدية"، وقال: "الطموح في مجلس التعاون الخليجي يجب أن يسير في هذا الاتجاه، كونفدرالية في اتجاه نوع من أنواع الاتحاد، سواء كونفدرالية أم فيدرالية ... هذا هو الطموح، لأنه في النهاية مصيرنا واحد، لغةً وديناً ودماً وعادات وتقاليد".
وفي السؤال: هل دولة قطر مع امتلاك إيران سلاحا نوويا؟ أكد سعادته قائلا: "نحن موقفنا واضح في مجلس التعاون الخليجي. كل دول المجلس لها موقف موحد. تستطيع أن يكون لك برنامج نووي سلمي، لكن لا أحد في المنطقة من حقه امتلاك سلاح نووي، وإلا فمن حقنا في دول مجلس التعاون امتلاك السلاح نفسه، المنطقة يجب أن تكون خالية من أسلحة الدمار الشامل".
وعن رعاية سلطنة عمان للمفاوضات النووية السرية بين واشنطن وطهران قال وزير الخارجية إن سلطنة عمان عمود من الأعمدة الستة لمجلس التعاون الخليجي، لا يمكن أن يختلف اثنان على ذلك، ولا على أن سلطنة عمان تراعي مصالح مجلس التعاون الخليجي مثلما ترعى مصالحها، لكن في الوقت نفسه لا نستطيع - نحن الدول - أن نصادر حق الدول الأخرى في أن تكون لها سياسة خارجية. هذا حق لأية دولة بأن تكون لها علاقة وسياسة خارجية. وقد ترى دولة من دول المجلس أن تتوسط في مسألة ما، سواء في أوروبا أو إفريقيا أو في المنطقة، هذا لا يضرنا في مجلس التعاون الخليجي".
ونفَى سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية - بشدة - مزاعم دعم دولة قطر للإخوان المسلمين في مصر ؛ وقال إن قطر لا تدعم الإخوان المسلمين، وإنما وقفت مع مصر ودعمتها مند ثورة 25 من يناير منذ أيام المجلس العسكري، إذ تم توقيع اتفاقات مع حكومة عصام شرف المؤقتة للتنمية والاستثمار في مصر، ولا تزال هذه الاتفاقات حتى اليوم، موضحا أنه في تلك الفترة لم يكن هناك إخوان مسلمون، ومع ذلك استمر الدعم القطري للأشقاء في مصر، لأجل مصر، لأن قطر تؤمن بأنه إذا كانت مصر قوية فسينعكس إيجابياً على الوطن العربي.
وأضاف العطية أن "الإخوان المسلمون" رشحوا أنفسهم وفازوا في الانتخابات، وليست دولة قطر من اختارتهم، وإنما الشعب المصري من اختارهم، ولما تم الاختيار وعُيّن رئيس من الإخوان المسلمين تعاملنا مع الحكومة، ومع الرئيس، وبعد الإجراءات التي تمت في مصر استمر الدعم، وهناك ودائع قطرية في الاقتصاد المصري حتى اليوم، وصدَّرنا في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي 5 شحنات عملاقة من الغاز القطري هبةً للشعب المصري، بتوجيه أميري.
وأكد سعادة وزير الخارجية أن العلاقات مع مصر لم تتأثر؛ فهناك 130 ألف مصري يعملون في قطر، واليوم لدينا 200 ألف مصري، وأشار إلى أن "مصر تعلم أن دولة قطر دائماً داعمة، ودائماً رأيها واحد وثابت بأن مصر يجب أن تبقى قوية. هذا رأينا، وهذا تفكيرنا الاستراتيجي".
وحول تطورات الأوضاع في سوريا قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية: "إن الأزمة السورية يطول الحديث عنها، من بدايتها إلى ما نشاهده اليوم. ولو رجعت الأحداث سنجد أن كل ما نحذر منه - سواء كنا نحذر منه الأصدقاء أم الحلفاء أو حتى المجتمع الدولي - نراه اليوم".
ورأى سعادته أن القضاء على "داعش" لن يأتي فقط بالحملات الجوية، وإنما بمعالجة جذور المشكلة وإعادة الحقوق، موضحا أن "الحل لن يأتي فقط بالحملات الجوية، ودولة قطر قالت هذا الكلام، وبعض أشقائنا في دول المجلس قالوا هذا الكلام. الحل يأتي بمعالجة الجذور. اليوم نخشى أن تموت فئات تتعرض للتهميش، لذلك تجب معالجة الجذور، وإعادة الحقوق".
وردا على سؤال عن مساعدة "حزب الله" في موضوع الرهائن قال سعادته: "نحن ساعدنا الأشقاء في لبنان، لرعايا لبنانيين، بطلب من الحكومة اللبنانية، وكنا في الفترة الأخيرة نسعى في محاولة منا لإطلاق جنود لبنانيين يخدمون الحكومة اللبنانية".
ونفى سعادته وجود مبادرة قطرية للمصالحة بين الفرقاء اللبنانيين لاختيار رئيس للبلاد، مؤكدا - في الوقت نفسه - أن قطر مستعدة لأي شيء يُقرِّب، ولا يُفرِّق.
وأكد سعادة وزير الخارجية أن دولة قطر من أكبر الداعمين لحل سياسي في ليبيا، داعيا كل الأطراف إلى الجلوس من أجل التوصل إلى هذا الحل السياسي، وقال موضحا: "نحن من بعد سقوط نظام القذافي ليس لدينا وجود في ليبيا. وجودنا فيها يتمثل في الدعم من خلال الأمم المتحدة لجميع الأطراف الليبية للجلوس على طاولة الحوار، وهذا ما عملناه لنجاح محادثات غدامس1 ومحادثات جنيف وغدامس2، هذا الذي تقوم به دولة قطر"، معبرا عن تفاؤله بمستقبل المنطقة، وقال إن كل مشكلة في الشرق الأوسط لها حل حقيقي وليس اصطناعيا.
وحول الوضع في العراق قال سعادة وزير الخارجية: "نحن في كل دول الخليج رحبنا بالحكومة الجديدة، ونرجو أن تسمع الصوت الآخر وتنفذ مطالبه".
وبشأن الجسر الذي يربط بين البحرين وقطر قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية: "أعتقد أن هناك لجاناً فنية تدرس هذا الموضوع".