أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الأحد، أن معركة «طوفان الأقصى» ضد إسرائيل غيّرت المعادلات، مؤكدة التزامها باتفاق وقف إطلاق النار شريطة أن تلتزم به إسرائيل. وتحدث أبو عبيدة، متحدث «القسام»، في كلمة مصورة دامت نحو 24 دقيقة، وهي الأولى له منذ 7 أكتوبر الماضي، والخطاب الثلاثين منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
وتتزامن هذه الكلمة مع أول أيام وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بغزة بدأ صباح الأحد، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
وقال أبو عبيدة: «نعلن نحن وفصائل المقاومة، التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار واستعدادنا لتنفيذ بنوده والالتزام بشروطه».
وأكد الالتزام بـ»وقف القتال وبالجدول الزمني لعملية التبادل، وتأمين أسرى العدو، وصولا لتسليمهم مقابل أسرى شعبنا في كافة مراحل الصفقة». لكنه استدرك مشددا على أن «كل ذلك مرهون بالتزام العدو».
وتابع أبو عبيدة: «نضع الجميع أمام مسؤولياتهم بشأن انتهاكات قد يرتكبها الاحتلال للاتفاق».
وحذر من أنها «قد تعرض العملية للمخاطر من حيث التزاماتنا وقدرتنا على تنفيذ التبادل و(تمثل) تأثيرا مباشرا على سلامة وحياة أسرى العدو في مراحل الصفقة وتفاصيلها وتوقيتاتها».
أبو عبيدة، قال إن «471 يوما مرت على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقت المسمار الأخير في نعش الاحتلال الصهيوني الزائل لا محالة». وأضاف أبو عبيدة، أن «معركة طوفان الأقصى بدأت من تخوم غزة، لكنها غيرت وجه المنطقة بل أبعد من ذلك، وأرست معادلات جديدة في الصراع مع هذا الكيان المحتل».
وتوجه إلى أهل غزة قائلا: «تحية لكم يا أهلنا في غزة.. لقد صنعتم ملحمة تاريخية وأذهل صمودكم وثباتكم العالم بأصدقائه وأعدائه».
وتحدث عن «الهزة التي تعرض لها الكيان المحتل في هذه المعركة».
ودلل عليها بـ»سقوط نظرية ردعه، ومقتل وإصابة الآلاف من جنوده، وتدمير وإخراج نحو ألفي آلية من آلياته عن الخدمة، وإصابة أساسات ما يُسمى بأمنه القومي».
وكذلك «توجيه ضربة كبيرة جدا لاقتصاده، وفرض التهجير والنزوح على مناطق واسعة من الأراضي المحتلة (أراضي عام 1948)، وفتح جبهات قتال متعددة عليه، وحصاره بحرا، واضطراراه للاستنجاد بقوى دولية للدفاع عنه». وتابع أبو عبيدة: «مرورا بإظهاره ككيان وحشي مجرم، وفضح مَن يقف خلفه من طغاة العالم ومنظماته الشكلية، وصولا إلى نبذه وملاحقة قادته وجنوده كمجرمي حرب مطلوبين للعدالة».
وأردف أن «كل هذا وغيره الكثير أوصل السواد الأعظم من شعوب العالم إلى قناعة بأن الاحتلال هو أكبر خطيئة في هذا الزمان، وأن استمرار احتلاله لأرضنا سيؤثر على كل المنطقة والعالم».
وزاد بأن «سكوت وتواطؤ قوى الظلم في ما يُسمى بالمجتمع الدولي على جرائم العدو في غزة ستكون له آثار بعيدة كل البعد عن غزة، وستكون وبالا على الاحتلال وكل داعميه وعلى المتواطئين معه والمتخاذلين والطغاة، فضلا عن العدو الصهيوني نفسه».