أسماء الكواري مدير أول دار متخصصة في أدب الطفل لـ «العرب»: الكتاب الورقي يشعل الخيال

alarab
حوارات 20 يناير 2022 , 12:25ص
حنان غربي

نبحث عن تمثيل كتاب الطفل القطري في المحافل الدولية

نسعى لتمثيل قطر في معرض بولونيا لكتاب الطفل

كتاب الطفل العربي تنقصه الجودة

يشارك مركز أدب الطفل ودار نبجة في معرض الدوحة الدولي في طبعته الـ 31 حاملا في جعبته الكثير من العناوين والإصدارات التي تعنى بالطفل وقضايا التربية. «العرب» كان لها لقاء مع أسماء الكواري مديرة مركز أدب الطفل ودار نبجة، التي أكدت أن معرض الدوحة الدولي للكتاب؛ أحد أهم المحافل الثقافية في قطر وما يقدمه من خدمة في زيادة الثقافة والتنوع الفكري والثقافي، وقالت إن مشاركة «مركز أدب الطفل ودار نبجة» إنما هي توضيح لأهم معالم رؤية مركز أدب الطفل ودار نبجة والعمل الجاد لتقديم وتنويع في مجالات الأدب والفكر والثقافة الخاصة بأدب الطفل في قطر والمساهمة في خلق التنوع الثقافي المرتبط بأدب الطفل وتقديم نموذج مميز من كتاب الطفل القطري.
وإلى نص الحوار:

 ما الهدف من مشاركة مركز أدب الطفل في المعرض؟
تهدف مشاركة مركز أدب الطفل ودار نبجة في معرض الدوحة الدولي للكتاب إلى عرض سياسة ورؤية مركز أدب الطفل ودار نبجة في المحافل الثقافية في الدولة. والوقوف مع المهرجانات الثقافية لقطر وتقديم ما يليق بقطر. وكما أن دار نبجة ومركز أدب الطفل قد اتخذا نهجا في المساهمة في رؤية قطر 2030 من الجانب الثقافي. فإن ذلك ما ينعكس على إصدارات دار نبجة في نهجها في المحافظة على الهوية الوطنية وما تقدمه من مساهمة ثقافية وبيئية.

نتاجنا إرث لأطفالنا
 نريد نبذة عن دار نبجة ودورها ؟
عند التساؤل عن دار نبجة فإنها أول دار نشر قطرية متخصصة في كتاب الطفل، تم تدشين الدار في الأول من يناير من عام 2020. شعارها: نتاجنا إرث لأطفالنا، والنبجة: هي ثمرة السدر، في الأصل يطلق عليها نبق ولكن باللهجة القطرية تقلب القاف إلى جيم فكانت نبجة.  اختيارنا لكلمة نبجة له مدلولات كثيرة يمكن للمتأمل استنتاجها والتفكير بأفكار أبعد من تفكيرنا.
وعلى الرغم من أهمية النشر المتنوع فإننا نعتقد أن الهدف الأكبر من دار نبجة هو نشر إصدارات تزيد من معرفة قطر والمعرفة القطرية. هذا يعني أننا نرغب في نشر إصدارات من شأنها أن تشجع الجيل القادم على الاستمتاع فعلياً بالمعرفة والخيال، وهي في ذات الوقت تسافر بمعرفتنا وخيالنا المحلي إلى العالم. ويجب أن تنافس قصصنا المحلية على الألقاب الدولية، لذلك دعونا نعيش المنافسة في أرقى صورها.

 ما القيمة المضافة التي تؤمن بها الدار؟
 من واجب الدار كونها دار نشر وطنية، منح الكُتاب والرسامين المبدعين محلياً منصة لإطلاق إبداعاتهم الموجهة لأطفالنا، فكاتبنا هو الأقرب لقيمنا، ورسامنا هو المدرك لبيئتنا، سنكون معهم للوصول إلى الأفضل بنهج راقٍ جداً. لدينا فلسفة خاصة في النجاح، حيث نختار التمسك بالطابعات والمجلدات المحلية الخاصة بنا، لنسهم في تطوير صناعة كتاب الطفل بالتمسك بالجودة التي سنتطور معها بأحبار مطابعنا وأوراق يعاد تدويرها.
رائحة أوراق الكتب
 هل انتهى عصر الكتاب الورقي؟
 الكتاب الورقي له رونق خاص، ونحن نؤمن بأن لمسة الكتاب، والشعور به، وشم رائحة أوراقه، وطي صفحاته، وتهجي كلماته، أمر يشعل الخيال، ويبقي علاقة حب بين الكتاب والطفل مدى الحياة، ومع ذلك فنحن سنبهج جمهورنا بخدمات تجعل القراءة الرقمية متاحة بكل أشكالها، ممتعة في كل أوقاتها، ومستمرة في تطورها، ومقدمة نماذج لفن الكتاب الرقمي الراقي جداً.

 ما تقييمك للمشاركة في هذا العام في ظل جائحة كورونا ؟
 ظروف العالم تأثرت بجائحة كورونا نسأل الله لنا وللعالم أن تزول وأن يبدلنا الله أياما خيرا مما كانت عليه في هذه السنتين.
أما عالم الكتاب فلم يكن بمنأى عما حدث حول العالم، فالكتاب هو أحد أهم المتأثرين بهذه الجائحة، ومن هنا لابد أن نكون أصحاب رؤية خلاقة ومبدعة تسعى للحفاظ على مكانة الكتاب وتسويقه بالطريقة الصحيحة التي تخدم العالم والثقافة الطفل والإنسان وهنا نهيب بالمجتمع أن يكون داعما لعالم الكتاب، خاصة وأن التطور الحقيق لأي أمة مبدأه باقرأ.

 ما طموحكم في الدار؟
نسعى خلال هذه الفترة أن تكون دار نبجة سفيرا لأدب الطفل القطري، وتعكس جانبا من الثقافة والهوية القطرية وتقدم أدب الطفل القطري سابقا وحديثا فقد شاركت الدار في معرض الرياض الدولي للكتاب ومعرض إسطنبول للكتاب العربي، وما نسعى لتقديمه هو أن نمثل قطر في معرض بولونيا لكتاب الطفل أهم معرض عالمي في مجال كتاب الطفل. 

 ما تقييمك لصناعة كتاب الطفل؟
 لن ترق أي أمة إلا باقرأ خصوصا بالنسبة للطفل الذي يمثل المستقبل، منوهة بأن السوق القطرية شهدت نهضة في مجال صناعة الكتاب خصوصا بعد عام 2017، والذي شهد خلاله تأسيس العديد من دور النشر المحلية والنهضة بصناعة الكتاب، مشيرة إلى أن كتاب الطفل في الوطن العربي تنقصه الجودة، فجل الاهتمام ينصب على الكمية، والوفرة والتي تكون غير نوعية في أغلب الأحيان.

إصدارات جديدة بين «بدأت الرحلة» و«الناقة عيسة»

أصدر مركز أدب الطفل مؤخرا مجموعة من الإصدارات، من بينها «وبدأت الرحلة».. وتروى أن قطر هي أرض الأمان وبحرها بحر الأمان ليس للإنسان فقط بل هي النعمة التي امتن الله بها على الإنسان وجميع الكائنات التي تعيش على أرضها وفي مائها. القصة تجمع بين الحقيقة والخيال، تروي حكاية الحوت القرش في رحلة سفره الموسمية في بحثه عن الموئل الطبيعي ورحلة السلحفاة صقرية المنقار لتعشش على الشواطئ القطرية. فهى قصة للأطفال تأخذهم في رحلة إلى بر الأمان وبحر الأمان الذي تمثله قطر في برها وبحرها. إنهما قصتان في قصة، قصة تقرأ من اليمين، وتقرأ من اليسار وتنتهي في الوسط وبنهاية مشتركة للقصتين، فقد اعتدنا أن القصة تبدأ من بداية الكتاب وتنتهي في الخاتمة.
ولذلك الجديد في كتاب «وبدأت الرحلة « هما قصتان في قصة واحدة إحداهما تقرأ من اليمن عن حكاية الحوت القرش لتنتهي في وسط الكتاب عندما يصل إلى البحر الآمن، وفي المقابل عندما تبدأ في القراءة من اليسار إلى اليمين تنطلق بك القصة الأخرى مع السلحفاة الصقرية المنقار لتنتهي كذلك في منتصف القصة نصل إلى النهاية كذلك لتصل بك إلى بر الأمان والنهاية هي قطر. 
 والإصدار الثاني بعنوان «حي على الصلاة»، فدائما ما تكون لحظات التعليم مميزة وخاصة تلك التي ترافقك طوال حياتك، إنها الصلاة تبدأ من يوم ولادتنا وتستمر معنا، وهذا الإصدار إصدار مشترك بين دار نبجة ودار رؤية التركية، وما يميز إصدارنا هو التركيز على الهوية القطرية تماشيا مع الفكرة الإسلامية التي يتمتع بها الكتاب. والجدير بالذكر أن القصة من تأليف بتول حديقة مؤلفة قصص الأطفال وأخصائية تربوية تسعى لتقديم القيمة والثقافة في مؤلفاتها المخصصة للطفل وبشكل راق جدا.
وهناك إصدار آخر بعنوان «الانتظار» مع الكاتبة العمانية عائشة الحارثي، وفي تجربة جديدة قصة مخصصة لليافعين وبكلمات قليلة ولكنها تعكس الإحساس الداخلي لليافعين المقبلين على مرحلة الشباب. وهو كتاب يعكس صفحة لأول يوم شباب، تلك المرحلة الانتقالية التي تبدأ في التذمر والابتعاد القصة تعكس أن الانطلاقة تبدأ من الذات وأن السعادة تكون من الإنسان نفسه.
وصدرت حديثا أيضا قصة «الناقة عيسة»، وهى قصة من الخيال تبحر في الصحراء القطرية للتحدث عن الكرم ورباطة الجأش، وفي المقابل تتحدث عن رد الجميل، وتنقل القصة الطفل بين الصحراء وطقسها ونباتاتها وحيواناتها بأسلوب سلس وبسيط، وقد ترجمت القصة باللغتين العربية والإنجليزية، والقصة للأطفال من عمر ٨- ١٢ عاماً.