استقطبت فعاليات اليوم الوطني في حديقة أسباير عددا كبيرا من المواطنين والمقيمين من مختلف الفئات والأعمار، للاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والعروض التراثية التي تحاكي أجواء الماضي الجميل.
وشهد اليوم الرابع من الفعاليات إقبالا كبيرا من المواطنين للتعرف على أجواء العروض التراثية التي تضمنها جدول الفعاليات، والتي نالت استحسان الجماهير، معبرين عن إعجابهم بتنوع الأنشطة والعروض التراثية والفنية الهادفة، وأكدوا ان الألعاب الرياضية والأنشطة الترفيهية التي تحتضها أسباير ستمثل فرصة لإعطاء الأبناء جرعات ترفيهية وفنية عن ماضي بلادهم وإرثه الحضاري والثقافي.
تفاعل مجتمعي
وأشاد العديد من رواد أسباير الذين اصطحبوا أطفالهم لحضور الفعاليات، بالأجواء التي صنعتها اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني بالدولة، في مختلف مناطق البلاد، وعدم اقتصارها على مكان واحد، لإتاحة الفرصة أمام المواطنين والمقيمين للاستمتاع بمختلف الفعاليات دون زحام أو تكدس.
وأكدوا ان فعاليات أسباير حظيت على مدى الأيام الماضية بتفاعل كبير من كافة فئات المجتمع، بمن فيهم الأطفال الذين يستمتعون بالألعاب التراثية والعروض المسرحية الهادفة.
وقالت السيد «أم نصر» إن فعاليات اليوم الوطني تمزج بين المتعة والتعليم في أجواء من المنافسة خاصة في بعض المساقات التعليمية والترفيهية التي تضمنتها الفعاليات، وأشارت الى انها اصطحبت أطفالها للمرة الثانية للمشاركة بالفعاليات التي كانت ذات فائدة كبيرة لهم وتركت أثرا طيبا في نفوسهم، وأسهمت في خلق جو من المرح والسعادة.
المتعة والمنافسة
وشاركتها الرأي في هذا الإطار السيدة «أم نور» وبينت أن فعاليات أسباير نجحت في استقطاب الأسر والأطفال وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن قدراتهم ومواهبهم من خلال المنافسات والمسابقات والهدايا، وقالت إن أبناءها أمضوا وقتاً ممتعاً في ميدان التحدي وشاركوا في المسابقات والأسئلة والأجوبة لتعزيز ثقافة الأمن والسلامة، لديهم في أجواء من المتعة والمنافسة، وأكدت انهم يتعلمون كيفية مواجهة الحرائق واستخدام معدات الإطفاء وكان لافتاً استخدام مجموعة من الوسائل الإلكترونية لتوصيل المعلومات وتوفير جهازي محاكاة لإطفاء الحرائق بواسطة المياه، وأعربت عن اعجابها بتوفير ملابس الدفاع المدني للأطفال ليقوموا بدور رجل الإطفاء باستخدام الطفايات.
واستعرضت السيدة فاطمة المهندي، مدير إدارة البرامج وتنمية المجتمع في قطر الخيرية الفعاليات التي تضمنها ركن قطر الخيرية ومنها الملعب ويضم مجموعة من التنافسات والالعاب الحركية والرياضية والمسابقات التي تعزز الجانب الانساني عند الاطفال والمشاركين، وكذلك المسرح، ولعبة المواطنة الصالحة التي تعزز قيم المواطن الصالح عند الاطفال الى جانب تحديات المشاريع الانسانية، وفيها يتنافس المشاركون في بناء أحد المشاريع مثل مدرسة او مسجد او منزل للايتام، وكذلك لعبة ساعي البريد وفيها تتوزع مغلفات على الجمهور وتحوي اسئلة عن بيئة قطر وتراثها، ولعبة بازل وفيها تركيب قطع مكعبات كبيره ليتكون في النهايه صوره تعكس المساعدات الانسانية التي تقدمها قطر الخيرية، في حين يتضمن اركان الاطفال تلوين مجموعة من الرسومات التي تتحدث عن تراث قطر والبيئة القطرية وتعكس شعار اليوم الوطني لهذا العام، وكذلك المتاهة والبازل وهي ركن يقوم من خلاله الاطفال بتعلم مساعدة اللاجئين في الشتاء.
وأضافت فاطمة المهندي: أخيرا لدينا ركن المشتل ويتحدث عن بيئة قطر ويقوم فيه الاطفال بزراعة بعض الشتلات بأنفسهم في آنيات جهزوها مسبقا من إعادة تدوير العلب الفارغة مع توعيتهم بأهمية الحفاظ على البيئة.
إثراء معلومات الأطفال
وأكد السيد خالد اليافعي ان فعاليات اليوم الوطني توفر فسحة للقاء بين أبناء المجتمع الواحد سواء الكبار أو الأطفال الصغار، وهي إحدى المظاهر الاجتماعية الجميلة في اليوم الوطني، وتساهم في ترسيخ عادات الأجداد لدى الأبناء وإدخال البهجة في نفوس الأطفال، وأكد ان المسابقات التي تحتوي على أسئلة ومعلومات عن تراث وتاريخ دولة قطر، تثري معلوماتهم وتعزز في نفوسهم حب الوطن، سواء أكانت معلومات سياحية أو رياضية، فيما أشادت السيدة وداد المشاقرة بالفعاليات والأنشطة وقالت إنها مفيدة للأطفال تنمي أفكارهم وتقوي شخصيتهم وتعلمهم التعاون وتعرفهم بأن الحياة ربح وخسارة.
وتوجه اليافعي بالشكر للجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني وكافة الجهات التي ساهمت في إضفاء البهجة والسرور بين أفراد المجتمع، مؤكداً أن هذا التعاون كان له أثره الكبير في نجاح كافة الفعاليات، بما يعطي صورة رائعة للتلاحم المجتمعي في هذه المناسبة الوطنية الغالية على نفوسنا جميعاً.
تقاليد الضيافة العربية
ويتعرف زوار فعالية المقطر ومجلس العزبة على تقاليد الضيافة العربية العريقة وهي الصفة الملازمة لمجالس أهل قطر وإحدى أركان عاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها.. حيث يتم استقبال الزوار وتقديم الضيافة لهم، كما يتضمن المجلس مسابقة سؤال يتم خلالها تقديم معلومات تراثية وثقافية، بينما تثري لعبة وهقة فعاليات الدفاع المدني في أسباير وهي لعبة ترفيهية توعوية تحاكي المخاطر التي تحيط بنا في المجمعات، والمنشآت، والمنازل والمخيمات. وهي عبارة عن أسئلة تهدف لتعليم الطفل إذا كان ينبغي عليه استخدام الطفاية أم البطانية وكيفية استخدامها بالشكل الأمثل والنصائح المقدّمة من قِبلنا في ذلك.
وشملت الفعاليات، التي استمرت حتى مساء أمس السبت، 18 فعالية تلبي كافة تطلعات المواطنين في التعرف على تاريخهم وإرثهم الوطني العريق، هي: المقطر ومجلس العزبة وركوب الهجن والفن التشكيلي ومسابقة الركوب واقف ونشاط الثواني الذهبية وميدان التحدي ولعبة وهقة والقوس والسهم وشخصيات أمان وسلامة وملعب المسابقات الحركية وعد القصيد ومسرح قطر الخيرية وركن الأنشطة وملعب المسابقات الحركيّة وفعاليات ثقافيّة ورياضيّة.