تونس بين المرزوقي "نصير الفقراء" والسبسي "المعارض للإسلاميين"
حول العالم
19 ديسمبر 2014 , 06:31م
أ ف ب
ميّزت حدة الخطاب وتبادل الاتهامات حملة الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التونسية المقررة يوم 21 ديسمبر والتي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" المعارض للإسلاميين.
وشرع المرزوقي (69 عاما) وقائد السبسي (88 عاما) والمسؤولون عن حملتيْهما الانتخابيتيْن، في التراشق بالاتهامات فور إغلاق مكاتب الاقتراع في الدورة الأولى التي أجريت يوم 23 نوفمبر.
وقبل الإعلان عن النتائج الرسمية للدورة الأولى، حذر عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية للمرزوقي من تزوير نتائج الدورة الثانية.
وكان قائد السبسي والمرزوقي تأهلا إلى الدورة الثانية بعدما حصلا على التوالي على نسبة 39,46 بالمئة و33,43 بالمئة من إجمالي أصوات الناخبين خلال الدورة الأولى التي لم يتمكن فيها أي منهما من الحصول على "الأغلبية المطلقة" (50 بالمئة زائد واحد) اللازمة لحسم السباق.
ووجهت الهيئة المكلفة تنظيم الانتخابات العامة "تنبيها" الى المرزوقي بعدما قال في إحدى خطبه "بدون تزوير لن ينجحوا" في إشارة الى قائد السبسي.
ويذكّر المرزوقي باستمرار بأن منافسه عمل مع نظامين استبداديين بصفة وزير في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (1987/1956)، ثم كرئيس للبرلمان بين 1990 و1991 في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي (2011/1987) الذي أطاحت به الثورة يوم 14 يناير 2011.
من ناحيته، صرّح الباجي قائد السبسي أن المرزوقي "متطرف" وأن من صوت له خلال الدور الأول هم الإسلاميون وتيار "السلفية الجهادية" الذي تنسب إليه السلطات المسؤولية عن اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية في 2013، وقتل عشرات من عناصر الأمن والجيش منذ 2011.
وأثارت تصريحات قائد السبسي، نعرات جهوية وتظاهرات خصوصا في مدن بالجنوب، حيث حصل المرزوقي على نسب أصوات أعلى من منافسه.
واعتبر المحتجون على تصريحات الباجي قائد السبسي، أنه صنّف كل من صوت للمرزوقي في خانة المتطرفين، وهو أمر نفاه قائد السبسي.
وقال المحلل سليم الخراط "المرزوقي أصيل الجنوب، وهو يذكّر بهذا دائما (في خطبه) ويقول إنه مرشح الفقراء والمتروكين ومعارضي النظام، في حين قائد السبسي +بَلْدي+ (أصيل العاصمة) ومرشح +السرايا+ (القصر)".
وللرد على الاتهامات "الباطلة"، اضطر قائد السبسي إلى إعلان تعلّقه بمناطق الجنوب والوسط، وهي من أكثر جهات البلاد فقرًا، منددًا بمناورات منافسه.
وقال في هذا السياق "نحن لا نميّز بين الشمال والجنوب والوسط. تونس للجميع، وعلى الدولة معاملة أبنائها بنفس الطريقة".
ويرى سليم خراط، أن استفاقة النعرات الجهوية تعني أن هذه النعرات "موجودة دائما، وأن الانتماء الجهوي عامل مُحدِّد في (التصويت في) تونس، حتى وإن لم يكن بالطبع العامل الوحيد".
ويختلف قائد السبسي والمرزوقي حتى في طريقة لباسهما.
ويرفض المرزوقي ارتداء ربطة العنق. ويلبس أحيانا "البرنوس" وهو معطف تقليدي تونسي مصنوع من الصوف. وقد سبق له ارتداء "المظلّة" وهي قبعة رأس تقليدية مصنوعة من السعف يلبسها بالخصوص المزارعون لاتقاء أشعة الشمس صيفا.
ويرفع قائد السبسي شعار "إعادة هيبة الدولة" ويقول إن "هيبة الدولة هي أيضا في الأزياء (الملابس) وفي سلوك الرئيس".
ورفض قائد السبسي، طلب المرزوقي إجراء مناظرة تلفزيونية.
وقال مؤخرا في تصريح لتلفزيون "الحوار التونسي" الخاص "لو تناظرت مع المرزوقي، أخاف أن يصبح هو يسبّ وأنا أسبّ (..) ورأفة بنجاح الانتخابات رفضت المناظرة".
ومؤخرا، اتهم عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية للمرزوقي، الباجي قائد السبسي بـ"التشجيع على استهلاك المخدرات" بعدما أعرب عن استعداده تعديل قانون صارم يفرض عقوبة بالسجن سنة نافذة على الأقل على مستهلكي الحشيش.
وقال عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة الإسلامية، والنائب الأول لرئيس البرلمان التونسي "كل مترشح عرّف نفسه بأنه ضدّ الأخر: فإن كان الآخر سيئا فأنا جيّد".