كيف تشعرين أبناءك بالأمان؟

alarab
منوعات 19 ديسمبر 2014 , 07:48ص
إن عملية دعم الشعور بالأمان لدى الطفل تبدأ منذ لحظة الولادة، حتى قبل أن يدركوا ما يحيط بهم أو يكون لهم، الرضع يتعلمون بالفعل ما يمكن أن يتوقعوه من العالم من حولهم، من خلال ما يمرون به من تجارب، كذلك يتعلم الرضع أيضاً الشعور بالأمان أو الشعور بعدم الأمان في العالم، وذلك من خلال علاقتهم بالناس الذين يهتمون بهم، الرضع الذين يعرفون أن لديهم كبارا يستطيعون الاعتماد عليهم للراحة والرعاية هم الأكثر حظا للشعور بالأمان، على عكس أولئك الذين يعانون من الرعاية الناقصة غير المستمرة. لماذا يجب أن نهتم بالأمن العاطفي للطفل؟ الحقيقة أن الحالة العاطفية الاجتماعية لأطفالنا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكل شيء آخر في حياتهم، مثل قدرتهم على الاستكشاف والتعلم، كما أنها تؤثر على قدرتهم على تكوين صداقات، واللعب حتى مواجهة المواقف الصعبة في الحياة لاحقًا.

ما يمكنك القيام به
الأطفال الذين يجدون رعاية مستمرة واستجابة دائمة من والديهم والقائمين على رعايتهم، هم أكثر عرضة لتطوير الذات بالمعنى الإيجابي، مستفيدين من الآخرين والعالم من حولهم، وهم من تكون لديهم ثقة بالنفس وثقة بالآخرين، ولديهم القدرة على الاستكشاف وتعلم المواقف الجديدة، من ناحية أخرى فالأطفال الذين يعانون من رعاية قاصرة من الآباء والأمهات فسيكونون أكثر عرضة لمشاكل في السلوك، وفقدان الثقة بالآخرين، وكذلك الشعور بعدم الثقة بالنفس. إليكِ بعض الطرق لمساعدة طفلك على تنمية الشعور بالأمان العاطفي الإيجابي:

استجيبي دائما لأبنائك
خلافاً للاعتقاد السائد.. لا يمكن أن يفسد الطفل إذا كنتِ تلبين له احتياجاته، إنما طريقة الاستجابة هي التي تحدث فرقا، طفلك يرسل لكِ إشارات ومنبهات في كل وقت، خذي وقتا لمراقبة طفلك ومعرفة ما يريد، اجعلي طفلك يعرف أنكِ تتفهمين ما يريد وتلاحظين مجهوداته، مجرد إعطائه الاهتمام الذي يحتاجه فهذه خطوة أولى كبيرة، بعد ذلك.. من المهم أن تكون استجابتك بشكل مناسب لما يحتاجه، هل هو يشير إلى لعبة لتلعبي معه؟ هل هو جائع؟ هل يحتاج للنوم؟ هل يحتاج إلى عناق؟ لا تتركي ابنك يبكي، فلا فائدة من ذلك، جميع الأطفال الصغار يجدون صعوبة في السيطرة على عواطفهم، فطفلك يحتاج إلى مساعدتك لتهدئته، عدم الاستجابة لصراخ ابنك يرسل له إشارة أنه لا يستطيع الاعتماد عليكِ، من ناحية أخرى الاستجابة لطفلك يشعره دائما أنكِ تفهمينه وتستجيبين له، وهذا ينمي لديه القدرة على الثقة بالآخرين وبالنفس.

ادعمي نمو طفلك
كل شيء حول الطفل هو اكتشاف يسعى لتجربته فهي أشياء جديدة عليه، ومن المهم أن نأخذ في الاعتبار أن التعلم لن يحدث أبداً من دون أخطاء، وهنا التشجيع والدعم أفضل من العقاب الدائم. في محاولة لإيجاد توازن بين إعطاء طفلك الاستقلال والدعم، طفلك يحتاج لمعرفة هل ستكونين هناك عندما يحتاج المساعدة أم لا، أعطيه المساحة المطلوبة لاستكشاف أماكن جديدة وأنشطة تدعم نموه في الوقت نفسه أخبريه أنكِ دائماً هنا لمساعدته إذا تعقدت الأمور جداً وأراد مساعدتك. حاولي ألا تكوني اقتحاميّة أكثر مع مبادرات طفلك. اسمحي لطفلك بتجربة الأشياء من تلقاء نفسه، والتعلم من خلال التجربة والخطأ، وذلك سيساعده على الشعور باستقلالية أكثر، والاعتماد على الذات والثقة في الاقتراب من مواقف جديدة أو صعبة.

التواصل مع طفلك
التواصل أمر مهم للغاية حتى مع الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون تكوين الجمل الكاملة الخاصة بهم حتى الآن، بينما طفلك قد لا يكون قادرا على التعبير عن نفسه بشكل كامل لفظياً، لكنه يمكنه فهمك جيداً، عرّفي طفلك ماذا تريدين منه وماذا تتوقعين، فهذا يزيد شعوره بالأمن من خلال التواصل وشرح الأمور، اشرحي له مثلا «لماذا سيذهب إلى الحضانة؟» أنكِ مثلا «لا بد أن تذهبي للعمل»، «وإلى أين أنتِ ذاهبة الآن؟»، «ذاهبة إلى العمل»، «ومتى سوف تعودين؟»، «سوف آتي لأخذك بعد الفسحة»، تأكدي من استخدام كلمات يفهمها طفلك، مع التكرار سوف ينمو إحساس طفلك بالثقة والأمان.

الأخطاء هي فرص للتعلم
تذكّري أن طفلك يجرب الأشياء للمرة الأولى، وحتى الآن هو لا يتقن المهارات الأساسية، طريقتك في التعامل معه والاستجابة له هي أهم عامل في كيفية رؤية ابنك لنفسه ولقدراته، إتقان مهارة ما يأتي فقط عن طريق الممارسة، أعطي لطفلك الفرص أن يقوم بفعل أشياء بنفسه، وكوني إيجابية وأنتِ تصححين سوء تصرف طفلك، أو عند تقديم المساعدة له، هذا يساعد على إعطاء طفلك الإحساس بالثقة، واحترام الذات ويشجعه على المحاولة مرة أخرى، نفس الشيء ينطبق على حل المشكلات.
أعطي طفلك فرصة للشرح، واقتراح الحل وتجربته، إذا لم ينجح الحل ناقشي معه لماذا لم ينجح الأمر وأين الخطأ، وماذا يمكن فعله بدلا من ذلك، ستفاجئين بردود طفلك ذي الـ3 أو 4 سنوات، فقط أعطيه فرصة.