بيليه شاهد على قدرة قطر لإنجاح المونديال

alarab
آخرى 19 نوفمبر 2022 , 01:17ص
فايز عبدالهادي

المشهد الحالي.. بيليه عاد إلى بيته وبدأ في بيع سياراته الكلاسيك وهداياه
قطر تملك الآن من الملاعب والمنشآت ما لا يمكن وجوده إلا في القمر
 

بيليه هو لحن الخلود في عالم الرياضة وكرة القدم. فكلنا نعزف معه لحن الخلودعلى مدى اكثر من نصف قرن دخل قلوبنا ولم ولن يخرج بانجازاته التي حققها بموهبته الفذة ومهاراته العظيمة التي صاحبته وقادته الى ابدع الاهداف التي حولته الى اسطورة يتحدى بها كل اساطير وسلاطين كرة القدم في الماضي والحاضر والمستقبل.
اليوم تحتفل البرازيل وعشاق الاسطورة بيوم بيليه السنوي بمناسبة احرازه الهدف الألف مع سانتوس الذي يحتفل به كل عام يوم 19 نوفمبر.
 بيليه بدأ مشواره العالمي من الصفر وقاد بلاده الى العديد من الارقام القياسية التي صمدت وتحدت لسنوات طويلة كل نجوم الكرة في العالم.
أصبح اسم الأسطورة البرازيلي بيليه ماركة مسجلة في عالم كرة القدم ومثالاً يحتذى به أي لاعب يريد أن يسلك طريق الشهرة في عالم الساحرة المستديرة حيث يحظى بيليه بشعبية جارفة بين عشاق كرة القدم وحتى غير المهتمين بها بعد أن أصبح معشوقاً للجماهير على مر العصور، ولم ينل لاعب الشهرة التي نالها بيليه الملقب بـ«الجوهرة السمراء» الذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، وفي البرازيل يعد بيليه بطلاً قومياً.
وقد لفت إليه الأنظار وهو في سن السابعة عشرة خلال بطولة كأس العالم بالسويد عام 1958 بأدائه الساحر ومواهب كروية خارقة قادته للفوز بالمونديال.
 وخلال كل كؤوس العالم لكرة القدم التى اقيمت في مختلف القارات كان بيلية (ايقونة مضيئة) تسعد كل مونديال سواء عند اجراء القرعة أو أثناء المنافسات أو عند التتويجات وتسليم الكؤوس الذهبية الغالية التي تتمناها كل دول العالم 
وقد شارك بيليه دايما للترويج لاقامة مونديال 2022 في الدوحة وعبر عن سعادته مبكرا بفوز الملف القطرى عام 2010 لاستضافة مونديال العرب في الدوحة التي ارتبط بها منذ زيارته الاولى لها في فبراير 1973واللعب مع فريقه في مقابلة استعراضية مع نجوم النادي الاهلي فارتبط به كل اهل قطر والخليج وجدانيا وعاطفيا من خلال هذه الزيارة التاريخية.
 
 بيليه في افتتاح أسباير
وكانت القفزة الهائلة فى ارتباطنا بالاسطورة فى افتتاح اسطورة (اكاديمة اسباير) التى نجنى حاليا ثمارها فى كل الميادين دوليا وعالميا لصنع الابطال فهى حلقة وصل لم تتكرر من قبل فى عالم الرياضة واشاد ويشيد بها حاليا كل عظماء ورموز الرياضة الاولمبية والعالمية.
وكم كان بودنا ان يكون معنا الاسطورة بيلية خلال فترة اقامة مونديال كل العرب.. 
 ولكن تبدو الحالة الصحية التى اجتاحته فى السنوات الاخيرة مانعا لتواجده فى الدوحة والاحتفال بيوم عيد ميلاده الذى يقام فى كل عام فى 23 اكتوبر بالاضافة الى الاحتفال بيوم بيليه الذى يحتفل به سانتوس سنويا بمناسبة احرازه الهدف الالف فى مسيرته الكروية.

سانتوس والهدف الألف
 وعن الاحتفال السنوي بهدفه الألف الذي أحرزه في مسيرته الاحترافية.. قال: الهدف الذي سجلته أمام فريق أتلتيكو جوفنتوس (البرازيلي) عام 1959 عندما كان عمرى 18 عاما هو هدفى المفضل وأتذكر تلك المباراة، حينها لعبت الكرة من فوق ثلاثة من لاعبي الخصم واحدا تلو الآخر حتى وضعتها في الشباك. لكني أعتبر أن أهم مباراة بالنسبة لي هي نهائي كأس العالم 1958 في السويد أمام أصحاب الأرض عندما فزنا 5-2 وسجلت حينها هدفين. كما أن هناك هدفاً آخر لا تتذكره الجماهير لكنه كان مهماً للغاية بالنسبة لي وكان من ضربة جزاء على ملعب «ماراكانا» الشهير أمام فاسكو دا جاما (الهدف رقم 1000 في مسيرة بيليه). الجميع يؤكد أنه من السهل تسجيل هدف من ضربة جزاء لكن أن يكون على ملعب ماراكان وأمام آلاف الجماهير فله مذاق خاص. أتذكر حينها أن قدمي كانتا ترتعشان من شدة الخوف. هدفي أمام أتلتيكو جوفنتوس كان الأجمل لكنه ليس الأهم.

أول زيارة للأسطورة للدوحة
وكانت أول زيارة لبيليه للدوحة عندما شهد استاد الدوحة في فبراير عام 1973 المباراة التاريخية بين الأهلي وسانتوس البرازيلي بمشاركة أسطورة كرة القدم العالمية بيليه الحائز على ثلاثة ألقاب مونديالية مع منتخب بلاده.
ومايزال افراد الجيل السابق من اطفال وشباب قطر ما قبل عن 50 سنة يتذكرون عندما شاهدوا وتابعوا أسطورة الكرة، الجوهرة البرازيلية السمراء بيليه وهو يعدو باستاد الدوحة حولهم فى عام 1973 بقميص «سانتوس»، على أول ملعب عشبي في الخليج العربي هناك أمتع الجوهرة الآلاف ممن احتشدوا لمتابعة عظيم العظماء في زيارة تاريخية استعراضية سكنت كل شفة ولسان عندما لعب نجوم الاهلى مقابل 30 الف دولار مع سانتوس فى جولته الخليجية العربية بقيادة بيلية وخسر الاهلى بثلاثة اهداف للاشئ.
 ومن الصدف العجيبة ان بيليه حصل على إنذار في الدوحة من الحكم عاهد الشنطي، رحمه الله، وفي البحرين من الحكم ابراهيم الدوي.
ولعلّ المشهد الحالي والدولة هنا خلية نحل لاحتضان العالم والكأس الأغلى في عالم الساحرة المستديرة عام 2022، ما هو إلا خير دليل على مسيرة الطموح الدائم التي لن تستكين حتى مع بلوغ العالمية.
الكل يعرف أننا وصلنا إلى حيث نحن بسبب رؤيتنا الشمولية، فنهضنا بالحجر جنبا إلى جنب مع البشر، حتى بلغنا مرحلة نفخر بها بصروحنا الرياضية الآمنة والعصرية الجاهزة دوماً لاحتضان النخبة الرياضية.
ولعل استقبال وتنظيم كأس العالم للأندية وقبله دوري أبطال آسيا بنسخة 2020 بنظام التجمع لأول مرة بسبب كوفيد-19،بالاضافة الى كأس العرب آخر الشواهد على ثقة المجتمع الرياضي بقطر رياضياً وفنياً وأمنياً وتنظيمياً بنجاح المونديال الاستثنائى عندما اختارت الفيفا عام 2010 دولة قطر لاحتضان مونديال 2022 لكرة القدم، تساءل كثيرون عن تاريخ كرة القدم في البلد.

داعبنا بيليه فداعبنا العالم
 لكن القليلين من يعرفون أن النجم البرازيلي بيليه داعب الكرة في استاد خليفة الدولي بالدوحة في مطلع سبعينيات القرن الماضي. كانت التساؤلات بشأن جدارة قطر في استضافة مونديال 2022 وليدة الدهشة حيال اختيار أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تحظى بحق استضافة تلك الفعالية الضخمة متقدمة في التصويت على دول كبرى من أبرزها الولايات المتحدة.
 
 بطولة العالم للشباب 1995
 ولا شك أن العارفين بشؤون الكرة المستديرة يتذكرون الأجواء التي سادت في الدوحة ربيع عام 1995 على إيقاع فعاليات دورة كأس العالم للشباب لكرة القدم والتي فازت بها الأرجنتين بعد تغلبها على البرازيل في مباراة تاريخية في استاد خليفة الدولي أمام 65 ألف مشجع.

بيليه واطلق جناحيك
وضمن مهرجان “أطلق جناحيك”منذ بضعة سنوات الذي نظمته أكاديمية التفوق الرياضي في مناسبة تدشين القبة الرياضية التابعة لها والتي تعد ثاني أكبر صالة مغطاة في العالم.
 أعرب بيليه خلال المؤتمر عن سعادته بوجوده في الدوحة وكشف عن أنه زارها مرة واحدة من قبل حيث لعب ضمن صفوف فريقه سانتوس البرازيلي مباراة ودية مع نجوم الاهلى.
وقد توقع أسطورة كرة القدم البرازيلي بيلية عام 2010 نجاح قطر في استضافة كأس العالم 2022. قال بيليه: «أعرف قطر جيداً فقد زرتها في السابق عدة مرات» وانا واثق فى قدرتها منذ البداية على تلبية كل متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وهي قادرة على تنظيم كأس العالم بشكل رائع وناجح». ودائما كنت اقرا واسمع أن الاستعدادات تسير على قدم وساق في قطرو لفت انتباهي جاهزية الملاعب التي ستحتضن المباريات، وأماكن التدريب، وفنادق الإقامة، وغيرها من الأمور المتعلقة بتنظيم البطولة العالمية حتى اخر دقيقة.
ونجحت قطر طوال الفترة الماضية فى تحدى سلسلة من الهجوم من قبل العديد من وسائل الإعلام الأجنبية فيما يتعلق بطريقة تنظيمها للبطولة. واجتازت كل العقبات.

أفضل سامبا في 1970
 اعتبر الاسطورة بيليه ان منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم عام 1970 هو الافضل في تاريخ كرة السامبا. وقال: “لا يجوز المقارنة بين مختلف المنتخبات البرازيلية في نهائيات كأس العالم لان الامور معقدة بعض الشيء، لكن رأيي الشخصي ان منتخب عام 1970 هو الأكمل”.