محمد السويدي: نقلة نوعية في مسيرة دعم أطفالنا من ذوي الإعاقة
د. هنادي الحمد: توظيف أحدث الأجهزة التكنولوجية المساعدة داخل الروضة
فاطمة الساعدي: ستخدم قرابة 400 طالب سنوياً وتقدم خدمات متكاملة
موسى عبدالمجيد: أكثر من 20 متخصصاً من حمد الطبية يعملون بالروضة
افتتحت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أمس الخميس، روضة «الجيوان للتدخل المبكر»، ضمن شراكة استراتيجية مع مؤسسة حمد الطبية تهدف إلى تقديم خدمات متكاملة للأطفال من ذوي الإعاقة في مرحلة الطفولة المبكرة. وحضر حفل الافتتاح كل من سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، وسعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، وسعادة السيد عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة، رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، وسعادة السيد محمد بن خليفة السويدي، المدير العام لمؤسسة حمد الطبية، وسعادة الشيخة نجوى بنت عبدالرحمن آل ثاني، وكيل وزارة العمل، إلى جانب نخبة من كبار المسؤولين في مختلف مؤسسات الدولة. ويجسّد هذا الحضور التنسيق الوطني المتكامل لتعزيز التعليم الشامل في دولة قطر.
وأكدت وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، في كلمة لها بهذه المناسبة، أن افتتاح روضة الجيوان للتدخل المبكر يمثل مبادرة وطنية تجسد رؤية طموحة وشراكة راسخة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومؤسسة حمد الطبية، مشيرة إلى أن التعليم والصحة جناحان متكاملان في خدمة الطلبة.
وقالت الوزيرة إن افتتاح الروضة يجدد عهد الدولة بأن يحصل كل طفل على نصيبه الكامل من التعليم والرعاية، لا سيما الأطفال من ذوي الإعاقة، إيمانا بأن التعليم حق أصيل لا يستثنى منه أحد مهما كانت التحديات.
وأضافت أن الوزارة ترى أن مسؤوليتها تجاه الطلاب من ذوي الهمم لا تقتصر على توفير مقاعد الدراسة، بل تمتد إلى تمكينهم وتعزيز استقلاليتهم وتحقيق الدمج الفعلي منذ سنوات الطفولة المبكرة، بوصفه الطريق لبناء مستقبل أكثر عدلا وإنصافا.
وأعربت سعادتها عن خالص شكرها وتقديرها للكوادر في مؤسسة حمد الطبية ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على جهودهم في إنجاح المشروع، الذي أصبح بيئة تعليمية وتأهيلية متكاملة تحت سقف واحد، تقدم للأسر الدعم والمساندة، وللأطفال بداية واثقة نحو مستقبل أفضل.
نماذج رائدة
ولفتت إلى أن الوزارة أطلقت برنامج «مساري» للتعليم الشامل ليكون واقعا ملموسا يضمن للطلاب من ذوي الهمم مسارا تعليميا يناسب احتياجاتهم ويوفر لهم سبل النمو والإبداع، مشيرة إلى أن روضة الجيوان تمثل إضافة لهذا البرنامج وامتدادا لنماذج رائدة مثل «أكاديمية وارف» بالتعاون مع مؤسسة قطر، لتمهيد الطريق أمام الأطفال للتعلم والاندماج منذ سنواتهم الأولى.
وأوضحت سعادتها أن التدخل المبكر ليس قضية تعليمية فحسب، بل رسالة إنسانية تؤكد أن لكل طفل الحق في النمو والتعلم في بيئة محفزة تغرس الثقة في نفسه وتمنح أسرته الطمأنينة، متطلعة لأن تكون روضة الجيوان نموذجا يحتذى به، وأن تتوسع مبادرات مماثلة في مختلف أنحاء قطر ليستفيد منها مزيد من الأطفال على اختلاف احتياجاتهم.
واختتمت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر كلمتها بالتأكيد على أن التعليم في قطر شامل للجميع دون استثناء، وأن التكامل بين المؤسسات الوطنية هو الطريق الأمثل للازدهار عبر منظومة تعليمية راسخة، داعية الله أن يبارك الجهود المبذولة ويجعل من روضة الجيوان خطوة مضيئة في مسيرة التعليم الشامل بالدولة.
صرح تعليمي
فيما قال سعادة السيد محمد خليفة السويدي، مدير عام مؤسسة حمد الطبية، إن افتتاح روضة الجيوان للتدخل المبكر يعد «نقلة نوعية في مسيرة الدعم المقدمة لأطفالنا من ذوي الإعاقة وأسرهم في دولة قطر. نحن نؤمن أن كل طفل يملك القدرة على الإبداع والازدهار إذا وجد البيئة المناسبة، والتدخل المبكر هو النافذة التي تفتح أمام أطفالنا آفاقاً أرحب للنمو والاندماج في المجتمع، وتمنح أسرهم الثقة بأن أبناءهم قادرون على التعلم والمشاركة والإبداع.»
وأضاف سعادته: «ويجسّد مشروع روضة الجيوان رؤيتنا المشتركة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ويعكس التزامنا برؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع الإنسان في قلب التنمية. إن هذه الروضة ليست مجرد صرح تعليمي أو صحي، بل نموذج متكامل يجمع بين التعليم والرعاية الصحية في بيئة واحدة تتمحور حول الطفل من أجل بناء مستقبل أفضل لأطفالنا.»
تحت سقف واحد
كما أكدت الدكتورة هنادي الحمد -نائب رئيس الرعاية طويلة الأجل وإعادة التأهيل ورعاية أمراض الشيخوخة، وقائد خدمات العلاج التأهيلي بمؤسسة حمد الطبية- أن مبادرة إنشاء روضة الجيوان للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تمثل نقلة نوعية في مجال الخدمات العلاجية والتعليمية، إذ توفر تحت سقف واحد جميع التخصصات الطبية والتربوية التي يحتاجها الطفل.
وقالت: «الأطفال كانوا يعانون نوعا ما من التنقل بين عدة جهات أثناء رحلة العلاج، أما اليوم فهذا المكان يجمع كل الخدمات الطبية والتربوية في موقع واحد».
وأوضحت أن المؤسسة حرصت على توظيف أحدث الأجهزة الطبية والتكنولوجية المساعدة داخل الروضة، بدءًا من أجهزة النطق المساندة، وصولاً إلى أجهزة العلاج الطبيعي المتقدمة، مؤكدة أن جميع هذه التقنيات جرى توفيرها من قبل مؤسسة حمد الطبية لخدمة الأطفال.
وأضافت أن هذه التجربة تُعد بمثابة «البذرة الأولى»، معربة عن أملها في أن تتوسع لتشمل سلسلة من الروضات والمدارس المماثلة في مختلف أنحاء الدولة لتقديم الخدمات نفسها للأطفال وأسرهم.
وعن الكادر الطبي المتواجد داخل المدرسة، بيّنت الدكتورة هنادي أن أكثر من 20 متخصصًا من مؤسسة حمد الطبية يعملون في المكان بشكل مباشر، حيث يضم الفريق أخصائيي علاج طبيعي ووظيفي ونطق، إضافة إلى أخصائيي التدخل المبكر والتأهيل، فضلاً عن مساعدين متخصصين.
وقالت: «لدينا على الأقل اثنان في كل مجال، مثل العلاج الطبيعي أو العلاج الوظيفي، وأربعة في مجال النطق، إلى جانب أخصائيات التدخل المبكر والتربية الخاصة».
وشددت على أن دور مؤسسة حمد الطبية في المدرسة ليس إشرافيًا فقط، بل يمتد إلى تقديم خدمات تأهيلية مباشرة للأطفال، حيث يعمل الأخصائيون مع الطلبة داخل غرف العلاج التأهيلي أو النطق أو التدخل المبكر بشكل يومي، وهو ما يغني الأسر عن التنقل بين المستشفيات والمراكز المختلفة.
شراكة رائدة
أكدت السيدة فاطمة الساعدي، مديرة إدارة التربية الخاصة والتعليم الدامج بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن روضة الجيوان للتدخل المبكر تُعد الأولى من نوعها في الدولة، حيث تجمع بين الخدمات التعليمية والخدمات العلاجية والتأهيلية، وذلك في إطار شراكة رائدة بين الوزارة ومؤسسة حمد الطبية.
وقالت فاطمة: «الروضة تستقبل الأطفال من عمر 3 إلى 6 سنوات، وتقدّم لهم خدمات متكاملة من خلال فريق متعدد التخصصات، يشمل الكادر التعليمي والمساعدين والمنسقين والخدمة الاجتماعية والنفسية، إضافة إلى العلاج الطبيعي والوظيفي والنطق، إلى جانب التدخل المبكر لذوي الإعاقة الذهنية وزارعي القوقعة».
وأشارت إلى أن فصول الروضة لمرحلة ما قبل الأكاديمي (3 - 4 سنوات) تركز على تنمية المهارات النمائية للطلبة، بينما تهتم الفصول المخصصة لعمر (4 - 5 سنوات) بتنمية المهارات الاجتماعية واللغوية وغيرها من المهارات ما قبل الأكاديمية، إضافة إلى الفصل التمهيدي الذي يقدم خدمات ومهارات أساسية لتهيئة وضمان الانتقال السلس للمراحل التعليمية اللاحقة.
وأوضحت أن البرنامج اليومي للطلبة أُعد بعناية وفق خطط تربوية فردية تناسب قدرات كل طفل واحتياجاته، مؤكدة أن مرحلة التدخل المبكر تعد من أهم المراحل التي يُستثمر فيها لتعزيز قدرات الطلبة من ذوي الإعاقة، بما يمهّد لدمج ناجح وسلس لهم في المراحل التعليمية الأساسية حتى الصف الثاني عشر.
وعن الفئات المستهدفة، قالت: «نقدم خدمات التدخل المبكر للطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية، إلى جانب خدمات متخصصة لزارعي القوقعة من قبل مختصين في المجال الصحي».
وبيّنت الساعدي أن الروضة تخدم قرابة 400 طالب سنويًا، حيث تعمل الفصول بطاقة استيعابية مدروسة بمعدل 6 طلاب يشرف عليهم معلمان اثنان ومساعد معلم، مشيرة إلى أن الدوام الدراسي للطلبة يبدأ من السابعة صباحًا حتى الظهر، فيما يواصل فريق الصحة تقديم خدماته العلاجية حتى الثالثة أو الخامسة عصرًا.
وأضافت: «الميزة الأساسية في روضة الجيوان أنها تسهّل على أولياء الأمور، إذ يحصل الطفل على التعليم والخدمات العلاجية تحت سقف واحد، مع إشراك الأسرة في المتابعة ونقل المهارات إلى المنزل».
وكشفت الساعدي عن خطط مستقبلية للتوسع، قائلة: «نسعى إلى إنشاء روضات إضافية في المستقبل مثل الجيوان 2 والجيوان 3، لتوسيع خدمات التدخل المبكر بالشراكة مع القطاع الصحي».
وأشارت إلى أن الكادر التدريسي بالروضة يضم نخبة متخصصة في مجالات التعليم والصحة، ويتلقى تدريبات دورية لرفع مستوى الأداء وضمان جودة الخدمات، مؤكدة أن الروضة تطبّق أفضل البرامج والإجراءات العالمية الخاصة بالتدخل المبكر، بما يعزز فرص نجاح الطلبة ودمجهم في المجتمع التعليمي.
البذرة الأولى
قال الأستاذ موسى عبدالمجيد مشرف خدمات تأهيل من مؤسسة حمد الطبية، إن الشراكة بين مؤسسة حمد الطبية ووزارة التعليم في روضة الجيوان وطنية تعود بالنفع على الأطفال الذي يعانون من مشاكل صحية، حيث تجمع الروضة تحت سقفها كل الخدمات الطبية والتربوية في مكان واحد.
وأضاف عبدالمجيد أن الروضة توفر للأطفال كل الأجهزة الطبية التكنولوجية والمتطورة في النطق والعلاج الطبيعي وغيرها لخدمة الأطفال، معتبرا أن الروضة تعد البذرة الأولى لمشروع «الجيوان» الذي قد يكون عبارة عن سلسلة رياض أطفال من نفس النوع بجميع أنحاء قطر.
وأوضح أن الكادر الطبي من مؤسسة حمد داخل الروضة يبلغ أكثر من 20 شخصا متخصصا ومدربا في المؤسسة بمجالات النطق والعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي والتدخل المبكر، مشيرا إلى أن دورهم سيركز على التأهيل والتدخل المباشر مع الطلاب