شاركَ سعادة الدكتورعلي بن صميخ المري، وزير العمل، في أعمال مؤتمر العمل العربي في دورته الـ 48 التي انطلقت أمس في القاهرة، بحضور وزراء العمل وممثلي العمال وأصحاب العمل والاتحادات العمالية بالدول الأعضاء لدى منظمة العمل العربية.
وأكد سعادة الدكتور علي بن صميخ المري، وزير العمل، خلال كلمته بالمؤتمر، أن جائحة كورونا أحدثت خسائر فادحة وأثّرت سلبًا على قطاعات الأعمال في جميع أنحاء العالم بطريقة مقلقة للغاية، مشيرا إلى أن ذلك دفع الشركات إلى التسارع باستخدام التقنيات الرقمية للحفاظ على مستوى معين من التشغيل خلال تلك الفترة الصعبة مما جعل التحول الرقمي واقعًا ملموسًا.
ولفت سعادته إلى أنه في ظل التقدُّم الذي نشهده، تُواصل الدول والمؤسسات في جميع أنحاء العالم سعيها لاعتماد التقنيات الرقمية في تقديم المزيد من المعلومات والخدمات وأتمتة عملياتها بهدف خدمة المتعاملين والمستفيدين، ودفع عجلة التقدم الاقتصادي، وبناء علاقات أكثر تفاعلية مع الأفراد والمؤسسات.
وأوضح سعادة الوزير أن دولة قطر تعمل على مضافرة الجهود للإسراع بتنفيذ مبادرات الحكومة الرقمية لتحقيق الطموحات وتماشيا مع رؤية قطر 2030، مشيرا إلى أن الحكومة القطرية وضعت مشروع «حكومة قطر الرقمية» في أواخر 2013 في أعلى سلم الأولويات.
وأضاف سعادته أن حكومة قطر الرقمية تسعى إلى توفير حياة أفضل للمجتمع، من خلال تطويع التكنولوجيا لتقديم حلول مُبتكرة تلبي احتياجات الجمهور، فضلاً عن توفير الأدوات التي يحتاجها موظفو الجهات الحكومية لتقديم خدمات متميزة، مشيرا إلى أن الجهود في سياق تطويع التكنولوجيا كان لها الأثر الكبير في الحد من تأثير الجائحة، حيث قللت من هذه التأثيرات خاصة فيما يتعلق بحماية العمّال والحفاظ على وظائفهم.
ونوه سعادة وزير العمل بأن الوزارة اطلقت حزمة من الخدمات الرقمية الإلكترونية الجديدة، في إطار استراتيجيتها للتحول الرقمي الرامية لتقديم كافة الخدمات إلكترونيًا بدون استخدام الورق، والاعتماد على الحلول الرقمية، والمساهمة في تحقيق التميز في الأداء لضمان جودة الخدمات للعمّال وأصحاب العمل. 
وقال سعادته «لا بدّ أن نكون على يقظة بانعكاسات التحوّل الرقمي على قضايا التشغيل في العالم العربي، والذي يدعونا إلى تغيير نهج مخرجات التعليم في الجامعات وربطها بسوق العمل».
وأكد سعادة الدكتور علي بن صميخ المري أن دولة قطر تسير بخطى ثابته نحو التطور والعمل الدؤوب لما يحقق التنمية في كافة المجالات، حيث شملت العديد الإصلاحات التشريعية والمؤسساتية، مشيرا إلى أن دولة قطر خلال السنوات الماضية قامت بتطبيق إصلاحات واسعة النطاق لتعزيز قوانين العمل، وزيادة حماية العمّال الوافدين وسلامتهم.
ولفت سعادته إلى أن وزارة العمل تعمل على الارتقاء بمستوى خدماتها لحمايـة حقـوق العمّـال واعتمـاد أفضـل الممارسـات فـي هـذا المجـال، منوها بالإشادة من قبل أهم منظمات العمل الدولية، مما جعل قطر رائدة في مجال إصلاحات سوق العمل في المنطقة.
وأضاف سعادة الوزير أن انطلاق بطولة كأس العالم في دولة قطر لن يبقى لها سوى 60 يوما التي ستكون المرة الأولى التي تقام فيها بطولة كرة القدم الأضخم في العالم على أرض عربية، مشيرا إلى أنه إذ نعتز ونفخر بهذا الإنجاز العربي والإسلامي ندعوا كافة الاشقاء للحضور والاستمتاع بهذا الفخر المشترك، مؤكدا الاستمرار في بذل كافة الجهود أثناء وبعد استضافة البطولة بهدف إنفاذ القوانين وحماية العاملين.
وأوضح سعادته أن قطر اخذت زمام المبادرة في فتح حوار مع كافة الشركاء الدوليين والإقليميين للارتقاء بسوق العمل، مقدما الشكر لكافة تلك المنظمات وعلى رأسها منظمة العمل العربية على دعمها والتعاون المشترك ومنظمة العمل الدولية.
وفي ختام كلمته أكد سعادة وزير العمل أن موقف دولة قطر الثابت من القضية الفلسطينية هو الموقف العربي المُلتزم بأن تؤسَّس عملية السلام على تسوية شاملة وعادلة ودائمة تستند إلى الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن ذلك ما نسعى له في منظمة العمل العربية بشأن العمل العربي المشترك في دعم عمال فلسطين في الأراضي المحتلة وتحسين أوضاعهم المعيشية والحياتية.
وتعقد منظمة العمل العربية الدورة الثامنة والأربعين لمؤتمر العمل العربي، في جمهورية مصر العربية خلال الفترة من 18 حتى 25 سبتمبر، والتي تترأسها المملكة المغربية، وذلك استناداً إلى نظام العمل في مؤتمر العمل العربي.