الكواري: الثقافة هي الجهاز الوقائي الفعال لأيّة مشكلات اجتماعيّة في العالم

alarab
ثقافة وفنون 19 سبتمبر 2016 , 05:19م
روما - قنا
أكد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكوّاري مستشار بالديوان الأميري، مرشّح دولة قطر مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ أنّ الثقافة هي الجهاز الوقائي الفعال لأيّة مشكلات اجتماعيّة داخليّة أو دوليّة.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها سعادته اليوم في جامعة روما الثانية - تور فيرغاتا - الإيطالية بمناسبة منحه شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال التراث الثقافي وذلك وفقا لقرار المجلس العلمي للجامعة .
 
وقال سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري "لذلك جعلت من الثقافة رهانا أساسيا في حملتي، ولكنني لم أتوصّل إلى هذا الاستنتاج من خلال استقراء الواقع العالمي فحسب ولكن من خلال تجربتي الشخصيّة"، مضيفا "قضيتُ أكثر من نصف قرن في مجال الممارسة الدبلوماسيّة والثقافيّة فتأكّد لي أنّ تحقيق الوفاق بين البشر على اختلاف مشاربهم الفكريّة وتنوّع أجناسهم يحتاج لا محالة إلى الثقافة". 

وأكد أنّ التنوّع الثقافي قيمة مُضافة للرصيد الحضاري الإنساني وأنّ الثقافة عامل رئيسي من عوامل التقارب بين الشعوب، وأنّ سلاح الثقافة أخطر بكثير من سائر الأسلحة لأنّه أكثر فعاليّة حين تكون لدينا إرادة بناء السّلام، لافتا إلى أن مسيرته العملية والمهنية في مختلف المواقع كانت مثالا على استخدام الثقافة كوسيلة مثلى للتقريب بين الشعوب .

وأوضح سعادته أن هناك ارتباطا وثيقا بين الثقافة وبين التعليم، مطالبا بتطوير المناهج التعليمية لأن الثقافة ليست من مشمولات وزارات الثقافة في العالم فحسب بل هي من اختصاصات التعليم أيضا لأنّه المجال الحقيقي لبلورة الأفكار وتحليلها وتفكيكها وبناء أنساقها ونقلها، مشيرا إلى أن ريادة المؤسسات التعليمية تتأتى ممّا تتميّز به من قدرة على الالتزام بالقيم والمبادئ الإنسانيّة الأساسيّة، وأن هذا كلّه ينبني على البعد الجوهري في التّربية، ومن هنا ستبقى المؤسسة التعليمية رغم مآزقها ومشاكلها والصعوبات التي تعترضها، الحاضنة الأساسيّة للناشئة في تفتّح شخصيّتها وتدريبها على قواعد العيش المشترك.

وأضاف أن "التعليم والثقافة يسهمان معا في توفير المناعة التي تحمي كيان المجتمعات، وتغذية سبل الحوار الثقافي بين الشعوب وتطوير العلاقات في مستوى الفنون والآداب لأنّ تقدّم الإنسانيّة لا يكون إلاّ بتضافر جميع الجهود، لأجل نحت المصير الإنساني المشترك.

وأعرب المرشح القطري عن سعادته بالجهود العالمية الرامية لمراجعة المناهج التعليمية كي تتلاءم مع احتياجات المجتمعات باختلافها وطموح شعوبها للأفضل، مشيرا إلى أنّ اليونسكو بالتعاون مع إدغار موران وفريق من الخبراء طورت الخطوط الإرشادية لما سُمّي عن جدارة "المعارف السبع الضرورية لتعليم المستقبل"، كما ركزت الأجندة الدولية في هذا المجال على دور المناهج التعليمية لبلوغ المساواة ودعم التعليم المستمرّ، مثمنا دور دولة قطر وجهودها في هذا المجال والمشاريع المميزة التي أطلقتها لتوفير التعليم للأطفال المحرومين في المناطق الفقيرة والمهمّشة دون تفرقة بين جنس أو عرق أو معتقد... وذلك من خلال مبادرات "التعليم فوق الجميع" والقمة العالمية للابتكار في التعليم "وايز" و"علّم طفلاً"، ذلك البرنامج الذي يتيح فرص التعليم لقرابة 10 ملايين طفل وطفلة في البلدان الفقيرة مع نهاية 2016.

أ.س/س.س