خلاف طلابي حول جدوى التسجيل الإلكتروني بالجامعة

alarab
تحقيقات 19 سبتمبر 2016 , 07:00ص
إسراء شاهين
انطلق أمس العام الدراسي الجديد بجامعة قطر وسط إقبال واضح من الطلاب القدامى والجدد على الحضور بجميع الكليات. وقد تباينت ردود أفعال عدد من الطالبات حيال جدوى مشروع التسجيل الإلكتروني فبينما أشارت بعض الطالبات إلى أنه أفادهن كثيراً، رأت أخريات أنه لم يخدمهن، ولم يشعروا بأنه ذو جدوى حقيقية بالنسبة إليهن.

واتفق الجميع على أهمية اللقاء التعريفي الذي أفادهن كثيراً على حد قولهن، كما توجهن بالشكر لإدارة الجامعة على تطوير المطاعم التي شهدت إقبالا كبيراً من الطلبة في أول يوم دراسي.

شهدت أروقة الجامعة حالة من النشاط الممزوج بحماس الطلاب والطالبات الجدد الذين أصبحوا طلابا بجامعة قطر، وقد رصدت «^» انطباعات هؤلاء الطلبة عن أول يوم بالجامعة، ولمعرفة كيف صار هذا اليوم، وما هي المشكلات التي تعترضهم.
في البداية رصدت «^» ازدحام مقاعد كلية الآداب بعدد كبير من الطالبات اللواتي انتظرن الحصول على المساعدة من المرشدات الأكاديميات سواء كانت في إطار تسجيل المواد أو من أجل الاستشارة الأكاديمية فيما يخص تخصصاتهن وجداولهن الدراسية، علماً بأنه قد تم مؤخراً قبول ما يقارب أربعة آلاف طالب وطالبة بالجامعة.

توافد كبير على الإرشاد الأكاديمي

وفي هذا السياق أوضحت الطالبة رواند عبدالخالق -إحدى المتطوعات في تنظيم الطالبات اللواتي يتوافدن على الإرشاد الأكاديمي-: إن هناك عددا كبيرا من الطالبات لديهن مشاكل في التسجيل، ما يعكس حالة الاستياء والعصبية على وجوههن، رغم أن هناك تعاونا كبيرا من المرشدات لمساعدتهن في حل تلك المشكلات.
وأضافت «راوند» أنها على العكس تماماً لم تواجه أية صعوبات في التسجيل وتنظيم جدولها الدراسي، علماً بأن هذا هو الفصل الدراسي الأخير لها بالجامعة وتستعد للتخرج، ما يجعلها تشعر بالحماس لبدء الدراسة، وأنها تحاول أن تنظم وقتها ما بين عملها كمتطوعة ومواعيد محاضراتها.

إشادة بنظام التسجيل المبكر

ومن جهة أخرى أعربتا الطالبتان نورة وموزة البوعينين عن تفاؤلهما لبدء العام الدراسي الجديد، وأوضحت «موزة» وهي طالبة «هندسة» أن التسجيل المبكر قد ساعدها بشكل كبير في تنظيم جدولها الدراسي وتفادي مشكلات التسجيل، ولكنها قد تفكر في تحويل تخصصها إلى كلية الإدارة والاقتصاد نظراً لصعوبة مواد الهندسة عليها، وقالت «نورة» طالبة خدمة اجتماعية: «إن الجامعة بداية مرحلة جديدة ومهمة في حياتها، وإنها تتمنى التوفيق في دراستها».
ومن جانبها أكدت رنيم عمرو طالبة الإحصاء وعلوم الحاسب الآلي حماسها الشديد لبدء الدراسة وأنها مستعدة للانتظام في حضور محاضراتها، وتنظيم وقتها من أجل الدراسة للحصول على المعدل الذي ترجوه ولم تصرح عن أية صعوبات واجهتها في التسجيل وأشادت بنظام التسجيل المبكر. وتتفق عيناء خطيب الدارسة لعلوم الكيمياء مع الرأي السابق في الإشادة بنظام التسجيل المبكر وقالت: «إنه سبب رئيسي وراء قدرتها على تنظيم وقتها ما بين المحاضرات والدراسة وبين عملها داخل الجامعة».
وتابعت «عيناء»: أعمل في قسم ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يقدم العديد من الخدمات والمساعدات الأكاديمية والمعنوية للطالبات اللاتي يواجهن بعض المشكلات الصحية، وأبدت حماسها لبدء الفصل الدراسي الجديد بعد أن قامت بتسجيل ست مواد دراسية تأخذ من وقتها ثماني عشرة ساعة أسبوعياً.
أما عن مرال عبدالسلام طالبة الصيدلة فقد أعربت عن أن لديها مشاعر مختلطة بين الخوف والرهبة وبين الحماس في أول يوم دراسي لها في الجامعة، وأشارت إلى أهمية اللقاء التعريفي للطلبة الجدد والذي أفادها في التعرف على نظام التسجيل الإلكتروني.
وأضافت أنه تم تقسيم الطلبة إلى مجموعات من أجل تعريفهم على الخدمات التي توفرها الجامعة ونظام وقواعد التسجيل، وقامت المرشدات والمتطوعات باصطحابهن في زيارات ميدانية لكليات ومباني الجامعة لأجل تسهيل اندماجهم في البيئة الجامعية مع بداية الدراسة.

ثغرات نظام التسجيل الإلكتروني
بالمقابل أعربت طالبات أخريات عن استيائهن الشديد من نظام التسجيل الإلكتروني، وعدم توفر مقاعد دراسية ومواعيد ملائمة للمواد التي يردن التسجيل فيها، حيث أكدت الطالبة شدوى إبراهيم تخصص «هندسة كيميائية» أنها تعاني من صعوبة كبيرة في تنظيم جدولها الدراسي فلديها محاضرات بدءا من التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساءً ولم يتسنَّ لها الحصول على يوم واحد للراحة خلال الأسبوع.
وأوضحت أن هناك سوء تنظيم في طرح المواد على نظام الجامعة؛ حيث هناك مواد تطرح فقط مساءً ومواد قد تجد معها تعارضاً في الوقت فلا تستطيع تسجيلها إلا في يومٍ آخر.
وأشارت الطالبة ألاء عمرو بكلية الصيدلة إلى أنها لم تجد أية أهمية للتسجيل المبكر خاصة لطلبة التخصصات العلمية؛ حيث يتغير كل شيء باللحظة الأخيرة، وأوضحت أيضاً أن هناك بعض المواد التي قد يتم طرحها على نظام (نظام التسجيل الإلكتروني) ولكن التسجيل مغلق ويجب عليهن الذهاب بأنفسهن إلى القسم الذي يطرح تلك المواد لتسجيلها، ما يؤدي إلى مضيعة كبيرة في الوقت.
وتوافقها في الرأي أيضاً الطالبة آية صالح من تخصص العلوم البيئية؛ حيث أضافت أنهن جميعاً يواجهن نفس المشكلة في تسجيل المواد التي تنقسم إلى جزئيين العملي والنظري بسبب قلة أعداد المجموعات المفتوحة للجزء العملي، ما يجعلهن مضطرات لحذف المادة التي تخص الجزء النظري أيضاً؛ فنظراً لارتباط المادة العملية والنظرية معاً يتوجب عليهن تسجيلهم بالوقت نفسه ولكن بمجموعات مختلفة.

شعور بين الرضا والاستياء
وعلى الصعيد الآخر هناك بعض الطالبات اللاتي استفدن من نظام التسجيل المبكر ولكن واجهن بعض الصعوبات في تسجيل باقي المواد، فقد أشارت الطالبة مرح أبو الهوى من قسم الإعلام أنها تضطر لقضاء وقت كبير في انتظار محاضرة لإحدى المواد تبدأ في وقت متأخر، ما جعلها تفكر في تغيير موعدها ليومٍ آخر ولكن لسوء الحظ لم يتوفر لها مقعد في تلك المجموعة، ولا بد من تقديم طلب رفع سقف كي يتسنى لها التسجيل في مجموعة اليوم الثاني.
وأضافت أن هناك ازدحاما شديدا في قسم الإرشاد الأكاديمي لدرجة أنها بعد أن استطاعت الحصول على رقم لمقابلة مرشدتها الأكاديمية، نسيت دورها نظراً لانشغالها بحضور محاضراتها، ولكنها بشكل عام أكدت حماسها للبدء بعامها الثالث في الجامعة وهي تتمنى مرور هذا الفصل الدراسي على خير.
نهائي الجامعة
أما بالنسبة لطالبات السنة الدراسية النهائية بالجامعة فقد اختلط شعورهن بين الفرحة لقرب انتهاء رحلتهن بالجامعة وبين خوفهن من ضيق الوقت الذي سوف يتعرضن له لا محالة خلال الفصل الدراسي، وقالت الطالبة رياض الطاهر وتدرس علوم الكيمياء: «إنها قضت العام الماضي في صراع بين الدراسة في الجامعة واهتمامها بأسرتها الصغيرة؛ حيث أصرت على إكمال الفصل الدراسي دون انقطاع أو فتور رغم متاعب الحمل والولادة، مؤكدةً أنها بعد أن تحملت كل المشاق للوصول لسنة التخرج فلن تتخلى عن حماسها، وأبدت تفاؤلا واضحا في أول يوم دراسي.
وأعربت الطالبة سلسبيل عبدالمحمود عن توترها الشديد؛ نظراً لأنها تستعد للعمل على مشروع التخرج وهو حصيلة تعبها طوال السنوات الماضية بالجامعة، ولكنها أنها عبرت عن فرحتها بعودة الدراسة مبررةً ذلك بأن إجازتها كانت مملة لا جديد فيها وقالت أيضاً إنها سعيدة بالتقائها بزميلاتها من جديد.
مطاعم جديدة في الحرم الجامعي
أما من جهة المرافق الجامعية رصدت «العرب» إقبال معظم الطالبات على المطاعم الجديدة داخل الجامعة، ووجود فروع لمطاعم شهيرة حتى تستمتع الطالبات بوجودهن داخل الجامعة لتخفيف أعباء الدراسة عليهن في أوقات راحتهن داخل الحرم الجامعي.