مما لا شك فيه أن الانتقال من المرحلة الثانوية الى رحاب الجامعة يعد خطوة محورية في حياة أي طالب - خطوة تحمل في ثناياها فرصًا جديدة وتحديات شتى. بالنسبة لطلاب مؤسسة قطر، فإن هذا الانتقال لا يقتصر فقط على برامج التدريس - بل هو انتقال أكاديمي واجتماعي ونفسي تنخرط فيه المؤسسة منذ اليوم الأول لالتحاق الطالب بمدارسها من خلال توفير تعليم ذي جودة عالية، وتطوير مناهج مبتكرة، وتقديم الدعم للطلاب، وإنشاء بيئة تعليمية متكاملة.
في هذا السياق، قالت المياسة الودعاني، التي تلقت تعليمها الثانوي في أكاديمية قطر - الدوحة، المنضوية تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بالمؤسسة: «لم يكن دور المدرسة يقتصر على التعلم فحسب، بل كانت فضاءً رحبًا لنضج الفكر وصقل الشخصية، ومسرحًا لتجارب أكاديمية وقيادية حفرت في الذاكرة أثرًا لا يُمحى».
وأشارت الطالبة البالغة من العمر 19 سنة والحاصلة على دبلوم الثانوية العامة للعام الأكاديمي 2024 /2025، إلى أنه «في أروقة هذه الأكاديمية عرفت معنى التحدي والإصرار، وتعلمت كيف أوازن بين متطلبات المناهج الصارمة لبرنامج البكالوريا الدولية، ومسؤولياتي كطالبة ومشاركتي في الأنشطة اللامنهجية. كانت تلك المرحلة بحقّ منعطفًا حاسمًا في مساري، أسّس لوعي أكاديمي راسخ وطموح لا يلين، وغرس في نفسي قيمًا ومعارف ستلازمني في كل ما هو آتٍ».
وشددت على التأكيد «أتطلّع في دراستي الجامعية إلى التعمّق في عوالم الاقتصاد الدولي، سعيًا لفهم ديناميكيات الأسواق الدولية وآليات الترابط بين الاقتصادات، بما يمكّنني من الإسهام في صياغة حلول مبتكرة للتحديات التنموية على المستويين المحلي والعالمي».
وقالت في هذا الإطار: «اخترت جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر، لما تتميز به من إرث أكاديمي عريق، ومناهج رصينة تجمع بين الصرامة النظرية والتطبيق العملي، فضلًا عن بيئة متعددة الثقافات تُثري التجربة الفكرية وتوسّع آفاقي».
وشددت على أن «مدارس مؤسسة قطر توفر فرصًا تعليمية فريدة قلّ أنْ تتوافر في غيرها، سواء على صعيد الأنشطة الأكاديمية أو التجارب اللاصفية التي صقلت مهاراتي ووسّعت مداركي. كما أن البيئة الرحبة التي تحتضن التنوع الثقافي والفكري، وما يرافقها من أجواء محفزة وممتعة، جعلت من مسيرتي التعليمية تجربة متكاملة تجمع بين التميّز الأكاديمي والنمو الشخصي».
واستدركت قائلة: «أعرف أن دراسة الاقتصاد الدولي ستضعني أمام جملة من التحديات، لعل أبرزها مواكبة التعقيدات المتسارعة في النظام الاقتصادي العالمي، وفهم التداخل العميق بين العوامل السياسية والمالية والاجتماعية التي تؤثر في الأسواق». كما أن تحليل البيانات الاقتصادية على نطاق واسع، والتعامل مع قضايا متعددة الأبعاد كالتجارة العالمية والتنمية المستدامة، يتطلبان مستوى عاليا من الدقة والمنهجية.
وفي سياق ذي صلة، قالت الطالبة هنا علي الخاطر، ذات السبعة عشر ربيعًا، والتي درست أيضًا في أكاديمية قطر - الدوحة، وحصلت على دبلوم الثانوية العامة للعام الأكاديمي 2024 /2025: «أعتبر أن مدارس ومؤسسات قطر توفّر أقوى المناهج، مثل البكالوريا الدولية وتعزز أواصر التعاون والتواصل بين المدارس والجامعات»، مضيفة أنها «كرياضية، انضممت إلى نادي كرة الطائرة في المدينة التعليمية، ما مكنني من الفرصة لأصبح سفيرة رياضية لدى مؤسسة قطر، وفتح لي باب المشاركة في فعاليات وبطولات رياضية في قطر».
وأشارت إلى أن هذه المرحلة التعليمية أتاحت لها المشاركة في عدة نشاطات لا صفية، مثل كرة الطائرة وكرة السلة وألعاب القوى، علاوة على المشاركة في نموذج محاكاة الأمم المتحدة وبرامج العمل التطوّعي - ما ارتقى بقدراتها التنظيمية والتواصلية. وقالت بهذا الخصوص: «لقد كانت مرحلة جميلة وحافلة بالتجارب، وأحسّ أني أتمتع بطاقة خلاقة لأطور نفسي أكثر على المستويين الأكاديمي والشخصي وأنا على يقين بأن تعليمي الجامعي سيسهم عاليا في ذلك».
وأبرزت أن تطلعاتها الجامعية تكمن بالأساس في التركيز على العلوم البيولوجية، وهو التخصص الذي اختارته لدى التحاقها بجامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر، مبرزةً أنه «من خلال هذا المسار الجامعي، فإني أروم لتطوير نفسي أكاديميًا وبحثيًا، وذلك من خلال نشر بحوث والاستفادة من شراكات علمية».
كما أوضحت أن اختيارها لجامعة كارنيجي ميلون في قطر جاء بالنظر لصرامة المقرّرات وجودة التدريس، وحرص هذه الجامعة على تحقيق توازن بين المتعة والتعليم، والتشجيع على التواصل والإبداع.
وخلصت هذه الطالبة إلى القول إن «مؤسسة قطر تمنح طلابها فرصًا متنوعة، من قبيل الاستفادة من مختبرات متطوّرة، ومسابقات بحثية محلية ودولية، ورش عمل في الريادة والابتكار، بالإضافة إلى برامج التبادل الطلابي، والتوجيه المهني من لدن خبراء بارزين»، معتبرة أن هذه البيئة تهيئ للطالب الظروف المثلى لاستكشاف اهتمامات جديدة وبناء شبكة علاقات تستمر إلى ما بعد التخرج.