مقترحات لتخفيف الحقيبة المدرسية.. فهل من إجراء

alarab
تحقيقات 19 أغسطس 2022 , 12:20ص
يوسف بوزية

أول ما يفعله أولادي بعد عودتهم من المدرسة هو النوم، ليس بسبب كثرة النعاس أو قلة النوم، وإنما من شدة التعب والإرهاق بسبب ثقل الكتب التي يحملونها أو يجرونها.
هكذا لخّص ولي أمر، الحالة التي عاشها ويعيشها طلاب المدارس جراء حملهم «كل ما يتعلق بالفصل الدراسي» بشكل مبالغ فيه يومياً.
وعلى الرغم من تغير مفهوم التعليم وتحوله إلى إلكتروني رقمي يحاكي التطورات التكنولوجية، إلا أن «الحقيبة المدرسية» لا تزال تنوء بحملها أجساد التلاميذ، ولا تزال الشكوى منها والمطالبة بـ «تخفيف شيء من وزنها» تتعالى من قبل الطلاب أو ذويهم، وسط تحذيرات طبية محلية وعالمية من خطر الأضرار التي تلحقها أوزان الحقائب المدرسية بظهور الطلبة الصغار، وما قد يصيب العمود الفقري من ضرر على المدى الطويل.
واقترح أولياء أمور عدداً من الحلول والمقترحات التي تسهم من وجهة نظرهم في تخفيف حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة، تتضمن عمل جدولة للحصص، وعمل رفوف للطلبة لوضع الكتب في المدرسة عليها، وتقسيم الكتاب الواحد إلى كتابين والملزمة الواحدة إلى ملزمتين لكل فصل، وتفعيل دور الحقيبة الإلكترونية، مع ضرورة تحمّل المدارس تلك التكاليف.

ناصر المالكي: لابد من التزام المعلمين بالجدول اليومي

قال السيد ناصر جاسم المالكي، مدير مدرسة أحمد منصور الابتدائية للبنين: أرى أنه بعد تنقيح المناهج وتغيير محتوى الكتب المدرسية خلال السنوات الأخيرة أن الحقيبة المدرسية أصبحت مناسبة من حيث الوزن نظرا لتخفيف الكتب المقررة حسب الجدول اليومي. وأضاف: ربما يتجاهل بعض أولياء الأمور الأعباء التي تمثلها الحقيبة على الطلبة حيث يتم اضافة بعض الوجبات والمتعلقات والمقلمة الى وزن الحقيبة ما يشكل عبئا اضافيا على كاهل الابناء، خصوصا طلبة المرحلة الابتدائية، منوها بضروة تقنين الجدول المدرسي والتزام المعلمين بالجدول اليومي لضمان عدم زيادة اوزان الحقائب المدرسية.
وأكد ان حقائب طلاب المرحلة الثانوية اقل وزنا لأن جدولهم اقل كما اصبحت الحقيبة اقل وزنا من السابق.  واشار الى ضرورة متابعة أولياء الامر للجدول اليومي الذي لا يستدعي وضع كل الكتب قي الحقيبة الى جانب الاخذ بعين الاعتبار نوعية الحقيبة خاصة ان بعض الحقائب تكون ثقيلة من دون كتب ولا تتناسب مع قدرة الأطفال الصغار على التعامل معها.

خالد مفتاح: 6 خطوات ضرورية.. أبرزها تفعيل منصات التعلم

قال خالد مفتاح الباحث الاكاديمي «تشير الدراسات والأبحاث الحديثة، الي أنه إذا زادت حقيبة الظهر على وزن 10% من وزن الجسم تؤدي إلى ميل الرأس وميل الجذع للإمام عند السير لمسافة 200م مما يسبب انحراف العمود الفقري للجنب أو للخلف عند حمل الحقيبة المدرسية وآلم في أسفل الظهر وآلم في المفاصل والرقبة، لافتا إلى ضرورة التفكير في حلول بديلة خصوصاً مع تطور الأدوات التعليمية والمعرفية وباتت فلسفة التعليم هي تعليم التفكير لا تعليب الفكر. وأوضح إمكانية تجنب هذه السلبيات بمجموعة من المقترحات التالية التي يتم فيها التكامل بين المدرسة والطفل والأسرة. 
أولاً: المرحلة الأولى وهي إلى إتمام مرحلة الصف الرابع؛ وهي مرحلة أساسية بالنسبة للطفل يعلم فيها الكتابة باليد ويكون الطفل فيها على أقل تقدير خلال السنوات الأربع كتابة 2500 ورقة بخط اليد ويتم حفظ هذه الأوراق في ملف إنجازات الطفل داخل المدرسة ليتم رصد التطور في مستوى الطفل وتقييمها. 
ثانياً: المرحلة من الصف الخامس إلى ما بعدها لا يمنع من استخدام الحاسوب وتقديم الواجبات إما عن طريق منصات التعلم أو بتسليمها مطبوعة. 
ثالثاً: تكون المواد التعليمية في هذه السنة مرئية ومسموعة وتقسم على مرحلتين الفصل الأول والفصل الثاني إمكانية حفظها على موقع المدرسة أو المنصات التعليمية. وبإمكان الطفل الاطلاع عليها في أي وقت شاء وكذلك الأسرة. 
رابعاً: يتم استخدام صناديق الطلبة (لوكر) ليقوم الطالب في السنوات المتقدمة بحفظ كتبه ودفاتره وأوراقه ومستلزماته اليومية وهذا ما يخفف العناء على الطالب. 
خامساً: تفعيل منصات التعلم المتنوعة والتي من خلالها يستطيع الطفل التفاعل مع المادة العلمية والانغماس فيها والتأثير فيه بشكل مباشر وهذا لا شك أن يخفف على الطفل حمولة الكتب.
سادساً: تشجيع الطلبة على استخدام حقائب السحب ذات الأربع عجلات ويكون المقبض بمستوى يد الطفل لعدم تعرضه للانحاء مع المحافظة أن يكون الوزن داخل الحقيقة لا يزيد على 3.3 من وزن الطفل. 
وأوضح مفتاح أن تطوير العملية التعليمية أصبح ضرورة استراتيجية وليس خياراً تكتيكياً وعلينا تجديد الأدوات المعرفية وتحسينها باستمرار لتؤتي أكلها في تجويد المخرجات التعليمية.

سعيد الكواري: يمكن جدولة الحصص.. واقتناء الحقائب الخفيفة

اقترح السيد سعيد الكواري، أخصائي أنشطة بمدرسة عمر بن الخطاب الإعدادية للبنين، أن يتم تنظيم عملية الجدول المدرسي والواجبات، وتوفير اماكن داخل المدرسة مخصصة لوضع الكتب، وحمل بعضها للمراجعة وحل الواجبات، بدلا من المعاناة اليومية التي يعيشها العديد من الطلاب، حيث إنه يجد صعوبة في حملها إلى الباص والسير قدما نحو باب المنزل او المدرسة. 
وأشار الى امكانية تخفيف حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة من خلال عمل جدولة للحصص، وعمل رفوف للطلبة لوضع الكتب في المدرسة عليها، وتقسيم الكتاب الواحد إلى كتابين والملزمة الواحدة إلى ملزمتين لكل فصل، وتفعيل دور الحقيبة الإلكترونية، مع ضرورة تحمّل المدارس تلك التكاليف.
وأشار الكواري إلى التغيرات الإيجابية التي طرأت على الطلبة نتيجة استخدامهم التعليم الإلكتروني إلى جانب الكتاب المدرسي في بعض المدارس، وقال إن أولياء الأمور لهم دور مهم في إنجاح تجربة التعليم الإلكتروني وحث على التواصل بين المعلمين وأولياء الأمور والطلبة لتشجيعهم على الاستخدام الإيجابي للتعليم الإلكتروني، وتسهيل متابعة أولياء الأمور لتقدم أبنائهم في المواد الدراسية وتقويم وضع أبنائهم وتشجيعهم على المزيد من العلم والمعرفة.
واشار الى ضرورة انتباه اولياء الامور الى نوع الحقائب المدرسية لابنائهم مشيرا الى وجود انوع حقائب ثقيلة ينبغي تجنبها خاصة لاطفال المراحل الابتدائية لما تسببه من اعباء اثناء حملها، داعيا إلى تخصيص مكان لكل طالب في المدارس يستطيع من خلاله تخزين الكتب الدراسية المدرسية، كما يمكن توزيع الكتب الدراسية الإضافية من قِبل المدرسة كل يوم ومن ثَمَّ يعاد استرجاعها.

 خميس المهندي: تقنين المواد.. وشراء الحقائب الملائمة للطالب

قال السيد خميس المهندي، مدير مدرسة أم القرى الابتدائية للبنين، إنه مما لا شك فيه أن تقنين المواد والمنهج الدراسي أمر في غاية الضرورة بالنسبة للطالب، وذلك لتخفيف حمل الحقيبة المدرسية وما بها من كتب على طلاب المرحلة الابتدائية والذي قد يمثل عبئا عليهم. وأشار الى ضروة ان يلتزم الطالب بالجدول الدراسي اليومي، خاصة في ظل وجود اكثر من كتاب ودفتر نشاط لبعض المواد، والمدرس لا يحدد ما يحتاجه في الدرس القادم فيقوم الطالب بإحضار كل شيء، مؤكداً على ضرورة الانتباه لهذا الأمر لأن حمل كل ما يتعلق بالفصل الدراسي بشكل مبالغ فيه يومياً له آثار جسمانية على المدى البعيد.
ونوه بتوعية أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم وشراء الحقائب المناسبة لهم صحياً، مشيرا الى صعوبة تعويض الكتاب بالحقيبة الإلكترونية لأنه يبقى المصدر الأساسي، خاصة وأن مجتمع الجيل الجديد اعتاد على الكمبيوتر كوسيلة ترفيه وليس وسيلة تعليم.

معايير صحية ضرورية لتعزيز الحماية

يشكل الالتزام بالمعايير الصحية للحقيبة المدرسية حماية من مشكلات عديدة قد يتعرض لها الطلاب جراء الوزن الزائد على الظهر والمفاصل، التي تعد الأكثر تعرضاً لأذى الحمل الثقيل.
وقد شددت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على أن اختيار الحقيبة يجب أن يناسب جسم الطفل طولاً ووزناً، وقدمت نصائح لاختيار الحقيبة المدرسية للطفل، وذلك عبر إنفوغراف على صفحتها على فيسبوك. وقالت المؤسسة: إن إشراف الأهل على الطفل أثناء شراء الحقيبة المدرسية، يوفر له الدعم المعنوي والإرشاد اللازم لمراعاة شروط الصحة والسلامة. وقدمت المؤسسة التوصيات التالية:
بالنسبة للمادة المصنوع منها الحقيبة، يجب أن تكون مادة خفيفة ويفضل القماش.
وزن الحقيبة يجب ألا يتجاوز 10-15% من وزن الطفل.
اللون يجب أن يكون فاتحا، حتى يكون الطفل مرئيا لسائقي السيارات.
يجب أن يتناسب الحجم مع طول الطفل، سواء كانت الحقيبة تسحب على الأرض أو تحمل على الظهر.

دراسات طبية: لا يـجـب أن يحمل الطالب فوق 10 % من وزنه

من الناحية الطبية، يشكل وزن الحقيبة الذي لا يتناسب مع وزن جسم الطفل وحملها بشكل يومي على سلامة ظهر الطفل، ومنها وجود آلام في الظهر وفقرات العمود الفقري، كما أنها تؤثر على العضلات والعظام وأيضاً المفاصل وذلك إذا كان وزنها لا يتناسب مع وزن الطفل، كما يشير أحد الأطباء، موضحا أن طريقة حمل الحقيبة المدرسية قد تسبب وجود آلام في الظهر والمفاصل لدى الأطفال. كثير من الأطفال يقومون بحمل الحقيبة بشكل خاطئ على الجنب وغيرها من الطرق غير الصحية، مما يجعل هناك الكثير من الأطفال يعانون من وجود آلام أسفل الرقبة والظهر والمفاصل. وأشار إلى أن الأبحاث والدراسات التي أجريت على وجود صلة بين حمل الحقيبة وانحرافات العمود الفقري، لم تثبت صحة هذا الأمر إلى الأن، ولكن حمل الحقيبة المدرسية لا يمنع من وجود بعض الأضرار على عظام الطفل تظهر على المدى البعيد وتؤثر على صحته.. وبين أن هناك الكثير والكثير من أنواع الشنط المدرسية، حيث إن نوع الشنطة وجودتها تختلف، ويتوقف على هذا الأمر وجود أضرار وسلبيات تظهر على الطفل فيما بعد، حيث إن هناك الكثير من أولياء الأمور يشترون الحقائب الرخيصة وغيرها وهذا له بعض السلبيات على الطفل، كما أنه لا بد من أن تكون الشنطة المدرسية بها دعامة للظهر وتكون من الأنواع الجيدة. وأكد على ضرورة عدم حمل الطفل للشنط الثقيلة التي تحتوي على بعض الأشياء أحيانا ليس لها داعي، وأيضاً لابد أن تكون الشنطة المدرسية بها دعامات للظهر، وتكون من نوعية جيدة، كما أنه لابد على أولياء الأمور من ضرورة تنمية الرياضة لدى الطفل وممارستها بشكل مستمر حتى تعمل على تقوية عضلاته وبالتالي تتفادى أي مشاكل في آلام الظهر والمفاصل وغيرها.