رئيس وزراء اليابان: توسيع التعاون مع قطر في 6 مجالات

alarab
محليات 19 يوليو 2023 , 12:55ص
حسين الرشيدي

قال دولة السيد فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان إن جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها أمس مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كانت ناجحة للغاية، وتوجت بالإعلان عن الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأكد دولة رئيس وزراء اليابان، في مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارته للدوحة، عزم اليابان على توسيع التعاون مع دولة قطر ليشمل مجالات عدة منها الدبلوماسية والأمنية والبنية التحتية والاستثمار والثقافة والتبادل الأكاديمي.
وأضاف أن العلاقات اليابانية القطرية شهدت تطورا كبيرا مؤخرا، حيث تخطى التعاون حدود الطاقة التقليدية إلى العديد من المجالات لتشمل على سبيل المثال استخدامات الطاقة المتجددة على غرار التحول إلى الطاقة الشمسية والاعتماد على الطاقة الخالية من الكربون، وتنمية مجالات التعاون في البنية التحتية.
ونوه بالدور الفعال الذي تلعبه دولة قطر لضمان أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكدا في هذا الصدد أن اليابان طورت إطارا للتشاور والحوار متعدد المستويات بين البلدين ليشتمل على الحوار الاستراتيجي لوزيري خارجية البلدين والعديد من القنوات الأخرى، حيث سيتم عبر هذه القنوات متابعة نتائج زيارته للدوحة والانطلاق نحو مشاريع ملموسة للتعاون في عدة مجالات.
ووصف رئيس وزراء اليابان زيارته إلى قطر، ضمن جولة خليجية، بالناجحة خاصة أنها أول زيارة له كرئيس للوزراء، حيث كانت آخر زيارة قام بها لمنطقة الخليج في عام 2015 عندما كان يتولى منصب وزير الخارجية.
ولفت إلى أنه خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع التي عقدت قبل شهرين في هيروشيما، أكدت الدول السبع مع شركائهم الدوليين على أهمية الالتزام بإقامة نظام عالمي حر ومنفتح يقوم على حكم القانون، كما تم التأكيد على هذا المبدأ مع قادة الدول المعنية في منطقة الخليج خلال هذه الزيارة.
وقال كيشيدا إن مباحثاته خلال جولته الخليجية تطرقت أيضا إلى كيفية التعامل مع التحديات في قطاع الطاقة والتي تعد من صميم العلاقات اليابانية الشرق أوسطية وذلك لناحية مواجهة تحديات إمدادات الطاقة غير المستقرة عالميا بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث تم مناقشة الأمر من منظور عالمي معمق، مشيرا إلى أنه لمس رغبة قوية من الدول الخليجية التي شملتها زيارته «بالتحول إلى دول مصدرة للطاقة الخالية من الكربون، فضلا عن تنويع اقتصاداتها وصناعاتها».
وقال «عن طريق دمج قوة دول الخليج واليابان فإن منتجي النفط في الشرق الأوسط سيتحولون إلى مركز لإنتاج الطاقة النظيفة وتصدير الطاقة الخالية من الكربون والمعادن الدقيقة»، موضحا أن دول آسيا وإفريقيا تواجه أزمة تتعلق بتنامي الحاجة للاعتماد على الطاقة الخالية من الكربون وتمكينها من اختيار مسارات مختلفة للاعتماد على الطاقة الخالية من الكربون، والذي من شأنه أن يساهم في الأمن والرخاء العالميين.
من جهة أخرى، أفاد دولة رئيس وزراء اليابان بأن جولته الخليجية كانت فرصة أيضا للنقاش حول التعاون التجاري والاقتصادي حيث قام لأول مرة كرئيس وزراء باصطحاب وفد اقتصادي يفوق 100 شخص من مديرين تنفيذيين وقادة قطاع الأعمال في اليابان لإجراء محادثات تتعلق بوضع أسس للتعاون المستقبلي في العديد من المجالات، وتعزيز الشراكة الحكومية وكذلك شراكات القطاع الخاص.

التحول إلى الطاقة النظيفة
واستعرض دولة السيد فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان أهم النتائج التي أثمرت عنها زيارته الخليجية حيث تم الاتفاق في قطاع الطاقة على التعاون لتعزيز التحول إلى الطاقة النظيفة، كما أعربت اليابان عن التزامها للدول الثلاث التي شملتها الزيارة الخليجية بدعم التنوع الاقتصادي والصناعي في هذه الدول في مجالات مثل التكنولوجيا والموصلات والفضاء الخارجي، والرعاية الصحية، والتعليم، والزراعة، والسياحة، حيث تم توقيع سبع مذكرات تتعلق بالتعاون الثنائي.
وأشار إلى أن مباحثاته في جولته الخليجية تضمنت أيضا النقاش حول اتفاقية التجارة الحرة بين اليابان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تم الاتفاق مع السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على استئناف المفاوضات في 2024، وذلك سيعزز الزخم الياباني ليدعم بقوة الدول الخليجية فيما يتعلق بالتحول إلى الطاقة النظيفة وتوسيع فرص الأعمال للشركات اليابانية وجذب الاستثمار الداخلي.
ولفت كيشيدا إلى أن مباحثاته في جولته الخليجية شملت أيضا تعزيز التعاون الأمني، حيث تم الاتفاق على الانخراط في المزيد من الحوارات السياسية والأمنية بشكل متكرر وتعميق التعاون في المحافل الدولية، فضلا عن الاتفاق على تنظيم وبشكل منتظم اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية.
وأوضح أن الجولة الخليجية تضمنت أيضا لقاء مع السيد حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا أن المنظمة التي تضم في عضويتها 57 دولة لعبت دورا فعالا للحد من العنف والتطرف ولديها تأثير بارز في حفظ استقرار منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أن اليابان ستحافظ على الاستمرار في الانخراط في الحوار والعلاقات الوثيقة مع تلك المنظمات الإقليمية.
وبين أن مباحثاته تطرقت أيضا إلى تعزيز العلاقات في مجال الثقافة والتعليم والعلوم والعديد من المجالات الأخرى.
الأزمة الروسية الأوكرانية 
وفي معرض حديثه عن الأزمة الروسية الأوكرانية، أوضح دولة رئيس وزراء اليابان أن هذا الوضع يشكل تحديا كبيرا للنظام العالمي، وقال «نظرا للأزمة ووجود ضغط على إمدادات الغاز المسال وتقليص الاستثمارات في تطوير مجال النفط والغاز، فلا تزال الآفاق المستقبلية لسوق النفط والغاز غير مؤكدة، ولذلك فانه للحفاظ على استقرار سوق النفط العالمي وفي نفس الوقت التقدم بخطى ثابتة نحو طاقة خالية من الكربون فإنه يجب اتخاذ إجراءات قريبة المدى، ومتوسطة المدى، وبعيدة المدى». وأضاف: «بالتوازي مع زيارتي إلى الشرق الأوسط هذه المرة فإنه تم عقد مباحثات صريحة وإيجابية حول كل هذه النقاط وتم الخروج بنتيجة كبيرة حيث من المهم التأكيد في إطار الأزمة الروسية الأوكرانية على حماية النظام الدولي القائم على القواعد والوصول بشكل سريع إلى سلام عادل ودائم وهو ضرورة حتمية لاستقرار السوق العالمي».
وأشار كيشيدا إلى أن اليابان كرئيسة لمجموعة الدول السبع الكبار خلال قمة هيروشيما الأخيرة، قامت بعمل جهود كبيرة لتعزيز الوحدة بين مجموعة السبع الكبار وثماني دول تمت دعوتها للقمة كما أن الجولة الحالية تؤكد استمرار الجهود البناءة على ما تم إنجازه حتى الآن.

محادثات صادقة 
وأكد على أهمية الاستمرار في المحادثات «الصادقة» مع منتجي ومستهلكي النفط في منظمات الطاقة الدولية بخصوص العرض والطلب، «لذا يتوجب علينا الاستمرار في الحوار الوثيق والصادق، ومن خلال الاستثمار يتم حل المشكلات، بينما نتجنب الإفراط في سحب الاستثمار في مجال تنمية النفط والغاز وإيجاد المسارات البديلة لإنتاج الطاقة الخالية من الكربون وفقا لظروف كل دولة وبالتالي فإنه من الضروري ضخ تمويلات استثمارية ضخمة في شكل تمويلات للتحول للطاقة النظيفة مع توظيف التكنولوجيا الحديثة وتحويل الطلب من خلال التسعير الكربوني، والهيدروجين، والأمونيا، والوقود المخلق، وأنظمة تخزين البطاريات».