أكد سعادة الدكتور مصطفى كوكصو سفير الجمهورية التركية لدى دولة قطر أن العلاقات القطرية - التركية تشهد تطورا غير مسبوق على مستوى كافة المجالات، في ظل أواصر الصداقة والأخوة الراسخة بين البلدين والشعبين.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية له بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا للدوحة أمس.
شدد السفير كوكصو على أن هذه الزيارة تعد الأولى للمنطقة ضمن جولة خليجية هامة يقوم بها فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد الانتخابات الرئاسية التي شهدتها تركيا في مايو الماضي، والتي شهدت إقبالا تاريخيا من الشعب التركي الذي جدَّد الثقة في القيادة السياسية.
كما أكد سعادته أهمية توقيت الزيارة، في وقت تشهد المنطقة والعالم تطورات كبيرة، تستدعي تنسيقا عاليا للمواقف مع حلفاء تركيا وأصدقائها.
واعتبر كوكصو أن التوافق السياسي والتكامل الاقتصادي والشراكة الأمنية والعسكرية، تظهر العلاقات التاريخية بين قطر وتركيا، في ظل توافق رؤى قيادتي البلدين وتعزيز الثقة المتبادلة، وتفضيل العمل المشترك فيما بينهما في القضايا الثنائية والإقليمية.
وقال السفير التركي: «إن عام 2023 يصادف الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تركيا، والذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، وتابع: «بينما نترك علامة فارقة في علاقاتنا الثنائية، فإننا نولي أهمية لتعزيز التعاون الاستراتيجي في جميع المجالات».
وأكد السفير كوكصو أن زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان للدوحة تهدف إلى مزيد من تعزيز العلاقات، وتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، ومناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها بما يخدم المصالح المشتركة واستقرار المنطقة».
كما أوضح أن الزيارة تأتي كرسالة شكر لدولة قطر وشعبها وحكومتها على وقفتها القوية في محنة الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير الماضي، لافتاً إلى أن الغرض الأساسي من الزيارة الخليجية هو تقديم الشكر لقادة هذه الدول وخاصة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على المساعدات التي قدمتها قطر لتركيا خلال زلزال فبراير 2023.
وأضاف أن الرئيس أردوغان يود الوفاء بوعده كما ذكر خلال فترة الانتخابات أنه يرغب في زيارة المنطقة بعد الانتخابات التي شهدتها تركيا مباشرة.
وأكد السفير التركي في قطر أن العلاقة القوية بين حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس التركي تعد أهم مرتكزات العلاقة بين الدولتين، مما يسهل عملية سير العلاقات إلى آفاق أوسع. وأضاف: «نعمل على قدم وساق مع كافة الجهات والمؤسسات على تحويل الإرادة السياسية القوية على مستوى القادة إلى مخرجات ملموسة تدفع بشراكتنا إلى مزيد من التقدم».
وقال كوكصو: «على الرغم من تقلبات العلاقات بين الدول والنزاعات الإقليمية التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة إلا أن دولة قطر والجمهورية التركية حافظتا على علاقات مستقرة ومتنامية على كافة الأصعدة، ويمكن القول إن العلاقة الإستراتيجية بين البلدين كانت من دعائم التوازن في المنطقة وشكلت ضمانة حقيقية في مواجهة الكثير من التحديات، والمخاطر السياسية، والأمنية، والاقتصادية».
اللجنة الاستراتيجية العليا
واعتبر السفير التركي أن إنشاء اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة للبلدين فتح الباب نحو آفاق تخدم الشراكة الثنائية وتليق بإمكانات البلدين على المستوى الدبلوماسي، والسياسي والاقتصادي والعسكري، لافتا إلى أن اللجنة شهدت منذ تأسيسها توقيع 94 اتفاقية في مجالات متنوعة، مع الاتفاقيات التي وقعت في الدورة الثامنة في إسطنبول.
توافق في الرؤى
وشدد السفير كوكصو على أن اشتراك تركيا وقطر في نفس الأهداف الداعمة للاستقرار الإقليمي والدولي، جعل البلدين الشقيقين يعطيان الأولوية للدبلوماسية والحوار والسلام، بما يتجلى في جهود قطر الاستثنائية للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، ونجاح تركيا في إطلاق أكبر عدد من السجناء، في اتفاقية تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا، التي نجحت أيضا في صياغة اتفاقية الحبوب بين البلدين المتصارعين، بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وقال: «إن لدى بلدينا طموحات كبيرة لتعزيز التعاون في مجالات متنوعة ذات اهتمام مشترك».
وشدد على أن قطر وتركيا، يجمعهما مصير مشترك، وعلاقتهما مبنية على أسس ثابتة قوامها الاحترام المتبادل، والأخوة الصادقة، والوقوف مع الحق، فضلا عن التعاون الثنائي ورعاية المصالح المشتركة.
ذكرى المحاولة الانقلابية
وبمناسبة ذكرى المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرضت لها تركيا في 15 يوليو 2016، قال السفير التركي: «إنه بعد مرور سبع سنوات على هذه المحاولة الغادرة تستمر تركيا في طريقها نحو مستقبل مشرف، ونتذكر هذا العام هذه الملحمة تحت عنوان «أبطال القرن» تخليداً لشهدائنا في هذه الليلة».
وأكد كوكصو على خطر منظمة فتح الله غولن «فيتو» مذكراً باستهدافها عبر المحاولة الانقلابية الشعب التركي والمؤسسات الديمقراطية والحكومة المنتخبة ديمقراطياً والنظام الدستوري في تركيا.
وأضاف: «محاولة الانقلاب الشنيعة خلفت 251 قتيلا وأكثر من 2000 جريح، لكن فشلت خطتهم بفضل يقظة الشعب التركي».
وأضاف «شكلت الحرب ضد منظمة غولن الإرهابية داخل تركيا وخارجها إحدى الأولويات الرئيسية لبلدنا. لقد تمكنا من إدارة معركتنا بنجاح ضد منظمة غولن الإرهابية في الداخل وفقا لمبادئ سيادة القانون والحقوق والحريات الأساسية».
الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
وحول الانتخابات الأخيرة في بلاده قال السفير التركي: «ضمنت تركيا بيئة انتخابات «نزيهة وآمنة وشفافة وسلمية» في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت في 14 و28 مايو 2023» موضحاً أن نسبة المشاركة العالية في تلك الانتخابات هي علامة واضحة جدا على أن الشعب التركي ملتزم بممارسة حقوقه الديمقراطية. وأشار إلى أن الانتخابات الأخيرة أبرزت نضج الديمقراطية التركية وقرار الاعتراف بقوة الإرادة الوطنية في تركيا.
رؤية «قرن تركيا»
وفي سياق متصل قال السفير الدكتور مصطفى كوكصو: «إن رؤية «قرن تركيا» هي خطة شاملة وطموحة تهدف إلى تحويل تركيا إلى قوة عالمية رائدة في مختلف القطاعات بحلول عام 2023، بالتزامن مع الذكرى المائة لتأسيس جمهورية تركيا». وأضاف: «تسعى رؤية قرن تركيا إلى بناء تركيا حديثة ومزدهرة ومتقدمة، متجذرة بقوة في القيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان» مشيراً أنه من خلال هذه الرؤية، تهدف تركيا إلى أن تصبح نموذجًا إقليميًا وعالميًا، لإظهار قوتها ومرونتها.