جاءت مباراة منتخبنا الوطني أمام غرينادا كما كان يتمناها الجميع بعد المستوى الرائع الذي ظهر به نجوم العنابي في اللقاء، حيث تمكن فيه الهجوم من مواصلة عروضهم القوية في بطولة الكأس الذهبية 2021 التي يشارك فيها لأول مرة بتاريخه، وكذلك على المستوى الدفاعي بعد حفاظ منتخبنا الوطني على نظافة شباكه في المباراة الثانية، وتعتبر من المؤشرات الإيجابية في ثاني مباريات العنابي بالبطولة.
النقاط الإيجابية التي خرج بها العنابي في مباراة غرينادا سيبني من خلالها فيليكس سانشيز مدرب منتخبنا الوطني خطته في الجولة الأخيرة أمام هندوراس، فغياب الأخطاء على مستوى الدفاع ووسط الميدان أيضا جعل المدرب متفائلاً خاصة من ناحية ردة الفعل القوية للاعبين.
قد لا يمكن استباق الأحداث لكن منتخبنا الوطني عودنا خلال مبارياته في جميع الاستحقاقات التي شارك فيها أن البداية دائما تكون صعبة، وبعدها المستوى يكون أفضل مع المباريات المتبقية، وهذا ما أكده حتى المدرب بعد مباراة بنما وتحقق ذلك في مواجهة غرينادا.
تغييرات في محلها
وكان مدرب العنابي قد اختار في مباراة غرينادا أن يلعب بأسلوب آخر الذي اعتدناه من العنابي في المباريات والاستحقاقات السابقة بعد أن قام بتغييرات أيضا في افتتاح مبارياته بالبطولة أمام بنما، ولكن مع بعض التغيير المحدود في الأسماء مقارنة بالتشكيلة التي كان عليها العنابي في التصفيات الآسيوية الأخيرة المؤهلة لمونديال قطر 2022 وكأس آسيا الصين 2023 وحتى في مبارياته الثلاث بالتصفيات الأوروبية، فقد كان هناك ثلاثة مدافعين وهم بوعلام خوخي كما هو معتاد في قلب الدفاع وإلى جانبه في اليمين طارق سلمان وعبدالكريم حسن في اليسار، ويساعد كل من همام الأمين وبيدرو الثلاثي في أدوارهم الدفاعية، بينما تواجد في الارتكاز اللاعبان كريم بوضياف وعبدالعزيز حاتم وأكرم عفيف كصانع ألعاب في المواجهة، والثنائي المعز علي ومحمد مونتاري الذي لعب في مباراة غرينادا مكان حسن الهيدوس، وهذا رغبة من المدرب في أن يتفوق في الكرات العالية.
أما منتخب غرينادا فقد كان يلعب بأربعة لاعبين مع خمسة لاعبين في الوسط ورأس حربة صريح، مع الإشارة إلى أن مدربهم أجرى هو الآخر بعض التغييرات بعد الهزيمة التي تلقاها في الجولة الأولى برباعية نظيفة من هندوراس.
عودة الاستحواذ للعنابي
في المباراة الأولى كان التفوق البنمي الوحيد في الاستحواذ على الكرة، حيث حاول حرمان منتخبنا منها لأكثر مدة ممكنة رغم أن فرص العنابي كانت الأخطر، وتغيرت الإستراتيجية في مباراة غرينادا التي سيطر فيها منتخبنا الوطني على الكرة أكثر منذ بداية الشوط الأول، حيث كان أكثر استحواذًا وأفضل سيطرة وبالتالي أكثر وصولاً للمرمى، فارضًا الكثير من السيطرة في وسط الملعب من خلال الكثافة العددية التي مكنته من صنع الكثير من المحاولات عمد من خلالها إلى التوغل عن طريق العمق من المعز علي ومونتاري ومن خلال الجانبين أيضًا عبر أكرم عفيف في اليمين وعبدالكريم حسن الذي قدّم كرات كثيرة على الجهة اليسرى، وهو ما شكَّل ضغطًا واضحًا على دفاعات غرينادا وفرض عليهم منتخبنا التراجع للخلف للدفاع على منطقته أكثر وهي الطريقة التي كان يريد من خلالها فيندلاي عدم تلقي الأهداف في بداية اللقاء.
هذا الضغط والاستحواذ جعل العنابي يتقدم في النتيجة خلال الدقيقة 12 عبر عبدالعزيز حاتم.
عدم التراجع للخلف.. واللعب بأريحية
الجميل في مباراة غرينادا بعد تسجيل منتخبنا الوطني للهدف الأول الذي كان مبكراً لم يتراجع للخلف دفاعا عن تقدمه، بل واصل حرمان منافسه من الأهداف حتى لا يتكرر سيناريو لقاء بنما الذي كان فيها منتخبنا هو الذي تقدم في النتيجة خلال ثلاث مناسبات.. وهذا ما ساعد العنابي في إضافة الهدف الثاني بعد مرور عشر دقائق من الهدف الأول، وفرض سيطرته على أجواء اللقاء لأن الهدف أثر مباشرة على معنويات المنافس بعد مرور أقل من 25 دقيقة، وجعل لاعبي العنابي يلعبون بأريحية أكثر وعدم التسرع لأن المنافس كان يبحث عن هجمة مرتدة في كل كرة يحصل عليها.
الحسم أمام هندوراس
مع نهاية مباراة منتخبنا الوطني أمام غرينادا فتح مدرب العنابي فيليكس سانشيز ملف مباراة هندوراس مباشرة، لأهميتها الكبيرة وصعوبتها في نفس الوقت، في صراع سيكون على التأهل وصدارة المجموعة الرابعة.
والنقاط الإيجابية التي ظهرت في مواجهة العنابي أمام غرينادا ستكون نقطة انطلاقة منتخبنا الوطني نحو تحقيق نتيجة إيجابية أمام هندوراس، بما أن تحركات اللاعبين في تلك المواجهة كانت رائعة ولم يجد دفاعنا أي صعوبات عكس منتخب هندوراس الذي عانى أمام نفس المنافس في الجولة الأولى خاصة في الشوط الأول.. وفي الحقيقة يمكن القول إن تحركات العنابي كانت أفضل بكثير هذه المرة حتى من خلال الظهيرين بيدرو ميجيل الذي صنع الهدف الرابع للمعز علي وعبدالكريم حسن الذي قدّم هو الآخر مباراة كبيرة من الناحية الهجومية، فقد كانا يتوغلان بشكل متواصل ليسهما بدور فاعل في تعزيز التحرّكات الأمامية، التي أقلقت كثيرا دفاع منتخب غرينادا.
العنابي والتحضير الجيد للهجمات
قد تكون المباراة بنظر البعض سهلة أمام منتخب يعتبر الحلقة الأضعف في المجموعة الرابعة لكن هذا لا يعني أن المهمة كانت كما يرونها، لأن غرينادا سجلت فرصا كثيرة خلال مباراتها أمام هندوراس في الجولة الأولى، عكس مباراتهم أمام منتخبنا الوطني التي لم يحصلوا فيها على أي فرص سانحة للتسجيل، لأن الأسلوب الذي اعتمد عليه المدرب خلال المواجهة كان لديه تأثير معنوي على أداء الخطوط الثلاث للعنابي، وكان منتخبنا سريعا في التحضير وفي البناء الهجومي، بالإضافة إلى التمرير وهو ما جعل الفرص الجادة للتسجيل حاضرة منذ بداية اللقاء من خلال تهديد مرمى امنتخب غرينادا وتشكيل ضغط على دفاعاتهم وهو ما جعل وسط ميدانهم يتراجع للدفاع على منطقته.
في المقابل اكتفى منتخب غرينادا بدور المشاهد على الجمل التكتيكية التي كان يطبقها لاعبو العنابي، بحيث لم نشهد ما يمكن أن يحسب على الجمل التكتيكية المنظمة والسليمة التي يمكن أن تشكل تهديدًا حقيقياً على مرمى حارس منتخبنا الوطني مشعل برشم.
المعز والتسرع في التسديد
كان بإمكان أن تنتهي المباراة بتفوق منتخبنا الوطني بخماسية نظيفة أو أكثر، حيث ضيع المعز علي أسهل فرصتين في الشوط الأول بعد انفراده بحارس مرمى غرينادا مرتين، لكن التسرع حال دون وصوله لمرمى المنافس، بعد أن سجل في افتتاح مباريات الجولة هدفا في مرمى بنما التي عرفت تضييعه أيضا لفرصتين حقيقيتين للتسجيل.. ليتمكن من الرد على هاتين الفرصتين من خلال تسجيل هدف بعد بداية الشوط الثاني مباشرة، فقد كان المعز بحاجة لذلك الهدف خلال اللقاء المقبل، حيث يعول سانشيز عليه بشكل كبير خلال مواجهة هندوراس في ختام مباريات دور المجموعات، خاصة أن المباراة ستكون أمام أصعب منافس هدفه المنافسة على لقب البطولة.
منتخبنا خرج بأقل الأضرار
كما كان متوقعاً وحذرنا منه قبل المباراة اعتمد منتخب غرينادا على البنية الجسدية للاعبيه من خلال تدخلاتهم الخشنة، وهذا ما تسبب في إصابة خوخي بوعلام وخروجه الاضطراري في الدقيقة 41 من الشوط الأول بعد التدخل القوي من مهاجم منتخب غرينادا نويل ويليامز الذي لم يستطع التفوق على خوخي الذي كان أداؤه رائعا إلى غاية خروجه الاضطراري ودخول بسام الراوي.
ولم يكن خوخي بوعلام الوحيد الذي تعرض للتدخلات الخشنة من منافس العنابي بل حاول منتخب غرينادا إيقاف أكرم عفيف الذي واصل تألقه في البطولة من خلال استخدام الخشونة، وهي الطريقة الوحيدة التي اعتمد عليها وسط ميدان ومدافعو غرينادا لإيقافه مع كل لاعبي العنابي.
وتكررت التدخلات الخشنة من جانب غرينادا في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة التي تسببت بخروج طارق سلمان.. وفي الأخير يمكن القول إن منتخبنا خرج بأقل الأضرار بعد أن قال المدرب إن إصابة بوعلام خوخي لن تبعده عن مواجهة هندوراس الحاسمة للعنابي. وما يحسب للمدرب خلال المباراة هو إشراكه لمونتاري أساسيا حيث تفوق على مدافعي غرينادا وبنيتهم الجسدية، وتمكن من تسجيل هدف برأسية جميلة بعد تفوقه في الارتقاء على مدافعي غرينادا أصحاب القامة الطويلة.
قوة هجومية ضاربة للعنابي
أثبت منتخبنا الوطني في المباراة الثانية على التوالي القوة الهجومية التي يمتلكها بقيادة الثلاثي المعز علي وأكرم عفيف ومونتاري، فقد سجل العنابي 7 أهداف خلال جولتين فقط وكان من الممكن أن تكون الحصيلة أكبر سواء في مباراة بنما الأولى أو الثانية أمام جرينادا.. ففي المباراتين كان العنابي هو المبادر من خلال التسديدات الخطيرة سواء على مرمى بنما أو مباراة أمس الأول أمام جرينادا.
ففي مباراة جرينادا سدد العنابي 21 كرة منها 9 على المرمى وكانت هناك فرص محققة للتسجيل، في المقابل سدد منتخب جرينادا كرتين فقط لم تشكلا أي خطورة على مرمى منتخبنا، كما حصل العنابي على 6 ضربات ركنية في المقابل لم يتم تسجيل أي ركنية لمنتخب جرينادا.