خلال مؤتمر «التنافس بين القوى العظمى والشرق الأوسط».. خبراء وباحثون: الحرب على إيران تعكس إعادة تشكيل العلاقات الدولية

alarab
خلال مؤتمر «التنافس بين القوى العظمى والشرق الأوسط».. خبراء وباحثون: الحرب على إيران تعكس إعادة تشكيل العلاقات الدولية
تقارير 19 يونيو 2025 , 12:42ص
هشام يس

اختتم مؤتمر «التنافس بين القوى العظمى والشرق الأوسط: إعادة رسم طرق التجارة والشبكات» أعماله بإعلان مجموعة النتائج بهدف ترجمة النقاشات النظرية إلى أدوات معرفية قابلة للتطبيق.
وأكد مشاركون في المؤتمر، أن الحرب ضد إيران ليست مجرد تطور عابر، بل هي حدث مفصلي يعكس إعادة تشكيل العلاقات الدولية وتحولات ميزان القوى، كما نبَّه إلى فشل النظام الدولي ومؤسساته الأممية في التعامل مع أزمات الشرق الأوسط، بسبب غياب المرجعيات القيمية الموحدة والتناقضات البنيوية في المنظمات الدولية.
وتناولوا خلال المؤتمر الذي استضافته جامعة بوغازيجي التركية، على مدى يومين، وبتنظيم مشترك مع مركز الجزيرة للدراسات، وبمشاركة مؤسسات أكاديمية من الصين وتركيا وأوروبا، وبحضور نخبة من الباحثين والخبراء، الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية لمشاريع الربط والبنى التحتية العالمية، وفي مقدمتها مبادرة الحزام والطريق (BRI) الصينية، والممر الاقتصادي الهندي–الشرق أوسطي–الأوروبي (IMEC)، ومشروع طريق التنمية بين العراق وتركيا، فضلًا عن المبادرة الأوروبية للبنية التحتية، مع تركيز خاص على موقع الشرق الأوسط ضمن هذه المبادرات، باعتباره منطقة تقاطع إستراتيجي في إعادة تشكيل شبكات التجارة والتحالفات الدولية.
وفي كلمته الافتتاحية، قدَّم محمد المختار الخليل، مدير مركز الجزيرة للدراسات، قراءة إستراتيجية معمقة لطبيعة التنافس الراهن، مؤكِّدًا أن القوى العظمى لا تتصارع اليوم على «إعادة رسم الخرائط» فحسب، بل تسعى إلى بناء شبكات مصالح متجددة ومسارات بديلة لطرق التجارة، ترسم بها خريطة النفوذ المستقبلي. واعتبر أن النظام العالمي الجديد لا يمكن أن يولد دون تفكيك ما تبقَّى من القديم، وأن ما يجري في غزة وإيران ليس إلا تمظهرًا حيًّا لهذا التحول.
ورأى الخليل أن التنافس القائم في المنطقة يجسد مواجهة بين ثلاث كتل: قوى صاعدة، وقوى متراجعة، وقوى نزَّاعة للاستقلال، وأن هذا المؤتمر يسعى إلى صياغة فهم جماعي لهذه التحولات، بما يمكِّن الباحثين وصنَّاع القرار من استشراف سيناريوهات الخروج من الأزمات المتكررة في الشرق الأوسط.

إستراتيجيات بديلة
من جانبه، شدَّد وو شويمينغ، نائب رئيس أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، على الأهمية الإستراتيجية للشرق الأوسط ضمن مبادرة الحزام والطريق، واعتبر أن الصين تسعى إلى بناء علاقات قائمة على التفاهم والتكامل في مجالات الطاقة المتجددة والاتصالات والتبادل الثقافي، وليس على الهيمنة أو الاستقطاب. كما أكد التزام بكين بتعزيز التعاون الدولي ودعم الاستقرار في المنطقة بعيدًا عن الإستراتيجيات القائمة على الفوضى أو التفتيت.
ومن تركيا، اعتبر مراد يشلطاش، مدير دراسات السياسة الخارجية في مؤسسة سيتا، أن الحرب ضد إيران ليست مجرد تطور عابر، بل هي حدث مفصلي يعكس إعادة تشكيل العلاقات الدولية وتحولات ميزان القوى، كما نبَّه إلى فشل النظام الدولي ومؤسساته الأممية في التعامل مع أزمات الشرق الأوسط، بسبب غياب المرجعيات القيمية الموحدة والتناقضات البنيوية في المنظمات الدولية.