برنامجان جديدان ومركز للعمارة الإسلامية بكلية الدراسات
محليات
19 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - محمد عزام
احتفلت كلية الدراسات الإسلامية عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بتخريج دفعة جديدة من حملة الماجستير والدبلوم، ضمت الدفعة الثانية 14 خريجا في تخصصات ماجستير التمويل الإسلامي، ماجستير الدراسات الإسلامية تخصص فقه معاصر، دبلوم التمويل الإسلامي، تخصص الدبلومة العامة في الدراسات الإسلامية . شهد الحفل سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وعدد من الشخصيات العامة وأساتذة الكلية وأسر الخريجين. و أعلن الدكتور حاتم القرنشاوي عميد الكلية في كلمته بالحفل ، موافقة مجلس أمناء الكلية ولجنتها الاستشارية العليا على ضم برنامجين جديدين للكلية وهما «ماجستير التصميم الحضري والعمارة في المجتمعات الإسلامية»، و»دراسة المجتمعات الإسلامية المعاصرة»، بالإضافة إلى افتتاح مركز البحوث في العمارة والتخطيط الحضري الإسلامي ليسهم بدوره في مزيد من التفاعل والتواصل بين الكلية والمجتمع المحلي والدولي.
من جانبه قال سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إن البحث العلمي في مجال الدراسات الإسلامية بالعالم شهد طفرة نوعية في السنين الأخيرة، مما أدى إلى إنتاج كم هائل من المعلومات حول الإسلام والعالم الإسلامي والشعوب الإسلامية، اصطبغ قسم كبير منه بتبعات الصراع بين الحضارات الشرقية والغربية، ويحتاج جزء آخر المراجعة وتحيين المعلومات، بينما جنح جزء ثالث إلى إنتاج معرفة موضوعية.
وأضاف الكواري في كلمته خلال حفل التخرج أن مراكز البحث في الجامعات الغربية أنتجت وحدها في مجال الدراسات الإسلامية خلال العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين ضعف ما أنتجته خلال خمسة عقود من القرن الماضي، حيث تطورت معرفة الباحثين الغربيين بالإسلام وعلومه وأهله ولغاته إلى حد كبير بفعل التقدم التقني وسهولة الاتصال والحصول على المعلومة، وقال «إذا كانت تلك الجامعات والمراكز أنجزت أبحاثها في الماضي لدوائر مغلقة فإنها اليوم تصرف نتاجها حتى في مجتمعاتها الواسعة، خاصة بعد أن أضحت تلك المجتمعات في نظام الدولة المدنية الحديثة شريكة في صياغة القرار وصناعة المستقبل».
وأوضح الوزير أن التحرك البحثي الغربي لم يواكب في كثير من جامعاتنا بما ينبغي من المتابعة والدرس والتمحيص، وقال: «لم تبن الكثير من مؤسساتنا العلمية إلى حد الآن استراتيجية واضحة المعالم لمواكبة ذلك ومراجعته واستثماره في بناء معرفة إسلامية تحقق للأمة الإسلامية مكانها الفاعل في عالم التكتلات الثقافية».
وأشار الوزير إلى أن الترجمة في الماضي يسرت نقل المعارف الإسلامية إلى الحضارات والشعوب وعرفتها بالحضارة الإسلامية وأبعادها القيمية، وقال «إذا كان المسلمون تلقوا عبر الترجمة معارف الأقدمين، فإن مراكز البحث العلمي والجامعات في عالمنا الإسلامي لم تتفطن بعد لأهميتها في تشكيل رأي المغايرين وأهميتها في تشكيل دوائر التحالف واختراق الجغرافيات الثقافية، وعلى كثرة ما أنتجته مراكزنا من أبحاث ومراجعات فإن عدم ترجمتها بلغات حية واسعة الانتشار قلص من فرص التأثير الإيجابي مع علمنا بقوة ما تملك حضارتنا من قيم عالمية، ويرتبط بهذه المسألة ضعف دعم اللغة العربية وتقصير المؤسسات الداعمة للتربية والثقافة والعلوم في العالم الإسلامي في الرقي بها لتصبح كما كانت في تاريخها لغة للعلوم والمعرفة «.
وأكد الوزير أن تحقيق نهضة فعلية في عالمنا الإسلامي وتحقيق أمن ثقافي إسلامي يقتضيان مزيدا من الجهود لتطوير منظوماتنا التعليمية وبناء رؤية إسلامية تعليمية وبحثية دقيقة تحقق التميز وترنو إلى تجاوز الإخفاقات، وقال: «في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، نعي أهمية التعاون مع المؤسسات التعليمية ومراكز البحث العلمي، نرجو أن نرفع من وتيرة هذا التعاون، وإذا كنا في اتفاقات سابقة ركزنا على دعم الطلاب المبتعثين داخليا، وركزنا على دعم تخصصات بعينها، فإننا نسعى في المستقبل إلى الشراكة مع مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي ومنها كلية الدراسات الإسلامية لتنفيذ مشاريع بحثية تسعى إلى تطوير مناهج البحث في العلوم الإسلامية وتطوير المعارف الإسلامية ونشرها بما يتناسب ودور قطر الرائد والمتميز».
وقال الوزير إن الوزارة منفتحة على التطوير وبناء الشراكات الجيدة لدعم البحث العلمي في مجال المعرفة الإسلامية، حيث سارعت إلى توقيع اتفاقية تفاهم بين الوزارة وكلية الدراسات الإسلامية وبنت رؤية متكاملة لدعم انتشار اللغة العربية وتعزيز دورها في المجتمع في إطار برنامج لدعم الهوية الأصيلة للشعب القطري، كما أعدت خطة لدعم تعليم الترجمة ودعم ترجمة المعارف الإسلامية إلى اللغات العالمية، وفى نفس الوقت فإنها بصدد بناء خطة لتجديد الخطاب الديني وتطوير الإعلام الديني، وخطة لتعليم الدين وتنمية التعليم الديني، وخطة لدعم نشر المعرفة الإسلامية واستثمار التكنولوجيات الحديثة في ذلك في إطار الشراكة مع مؤسسات البحث العلمي القطرية في أفق دعم الخطط السابقة».
وخص الوزير الطلبة والطالبات بكلمة في الحفل، ووصفهم بأنهم الفاعل الثاني في الكلية، وقال «إضافة إلى طاقم الأساتذة الباحثين وإدارة الكلية، فإن الطلاب يشاركونهم استمرار الصرح العلمي في العطاء وتنمية الأفكار من أجل التميز».
وأضاف «شاء الله أن تعاصروا نهضة علمية وتقنية كبيرة اتسمت بسهولة قابليتها لانتشار الأفكار الجوالة (حية وميتة)، حيث تغيرت فيها رسالة مؤسسات البحث العلمي، لتصبح إضافة إلى تحقيق المجتمع المثالي هادفة إلى تحقيق المجتمع الآمن، نظرا لأنه من أشد الأفكار خطورة على الأمة، المرتبطة بالتطرف والغلو التي تؤسس غالبا بالفهم الخاطئ للدين ومقاصده الشريفة».
وأكد أن الخريجين والخريجات عليهم أمانة ترسيخ فكر الوسطية والاعتدال والعمل بمقتضاه في أبحاثكم ومستقبل أيامكم. وكليتكم التي تسعى إلى تأصيل مفهومي الحوار والفكر الإسلامي، وتعمل على تعزيز مفهوم البحث في الثقافة الإسلامية المرتكز على التعدد الفقهي والتسامح والفهم الصحيح للدين الإسلامي».
وقال إن الدولة تدعم تميز طلاب الدراسات الإسلامية، ولا تتوانى في توفير ما تحتاجون إليه لتحقيق التفوق والرقي، حيث توجهت في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين إلى بناء العقول موازاة مع بناء المؤسسات وتنمية البلاد .
وثمن جهد صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حرم سمو الأمير على دعمها وعطائها للعلم والمعرفة، وعلى جهودها في دعم مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
من جهته رحب الخريج محمد سعد الكواري في كلمة الخريجين بجميع الحاضرين في الحفل الثاني لتخريج طلبة الكلية، وقال في كلمة الخريجين: «من دواعي الفخر والاعتزاز أن أقف بين أيديكم في هذه الأمسية المباركة لأعبر نيابة عن زملائي عن مشاعر الفرح والسرور التي تغمرنا بمناسبة تخرجنا من كلية الدراسات الإسلامية التابعة لمؤسسة عريقة هدفها نشر العلم والمعرفة التي جمعت تحت مظلتها أرقى الجامعات والمؤسسات التعليمية، وجعلت من قطر قبلة لطالبي العلم حتى يحصلوا على علم نافع من أرقى الجامعات العالمية .
ولفت إلى أنه منذ تأسيس مؤسسة قطر كان حلم الطلاب أن يصبحوا جزءا منها، وأن يساهموا ولو بجزء بسيط في توصيل رسالتها وقال: «نفخر بأن نكون أحد مرتاديها، ونشعر بالسعادة بالتخرج من كلية الدراسات الإسلامية التي تقدم تغطية متميزة للثقافة الإسلامية وكيفية ممارستها وتوفيرها لقاعدة متينة صلبة لكل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين في الماضي وفي عالمنا الحديث المعاصر».
وأشار إلى أن الخريجين اطلعوا عبر دراستهم بالكلية على آخر التطورات في حقل الدراسات الإسلامية، واكتسبوا المهارات والقدرات اللازمة للتفاعل مع المجتمعات المحلية والعالمية، كما أثرت دراستهم في الكلية معرفتهم العلمية والعملية وعرفتهم بشكل أعمق على أصول الدين الإسلامي ومقاصده ورسالته.
وشكر الكواري مقام حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، على استثمارهم الرابح والمثمر في رأس المال البشري، وعلى اهتمامهم بقطاع التعليم والعلم وإعطائه أهمية خاصة باعتباره يمثل حجر الأساس في مسيرة تطور وتنمية قطر.
وشكر سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني – محافظ مصرف قطر المركزي، على دعمهما اللامحدود للكلية وللطلبة الدارسين فيها.