وضع البرتغالي كارلوس كيروش مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم النقاط على الحروف فيما يتعلق بطموحات واحلام العنابي تحت قيادته وفي عهده الذي انطلق رسميا فبراير الماضي، وانطلق فعليا مايو الحالي بإعلان القائمة الأولية للمنتخب ثم القائمة النهائية استعدادا لمعسكر النمسا وبطولة الكأس الذهبية بامريكا يونيو ويوليو المقبلين.
ووضع كيروش التأهل الى مونديال 2026 طموحا وكهدف اول بالإضافة الى المنافسة في كاس اسيا 2023 من اجل الاحتفاظ باللقب، وكذلك تحسين تصنيف منتخبنا دوليا وعالميا.
ولا شك ان الوصول الى المونديال حلم كل منتخب في العالم، والوصول للمرة الثانية على التوالي حلم أكبر للعنابي وللكرة القطرية التي تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة .
لكن ومع التطور الكبير للمونديال وارتفاع عدد المنتخبات المشاركة فيه الى 48 منتخبا للمرة الأولى، ومع ارتفاع مقاعد القارة الاسيوية الى 8،5 مقاعد، يصبح طموح العنابي أكبر وأفضل من مجرد الوصول الى مونديال 2026 .
ونعتقد ان ارتفاع عدد منتخبنا المونديال وعدد مقاعد القارة الاسيوية، يحب ان يقابله ارتفاع في طموحات منتخبنا، من مجرد الوصول الى وضع هدف أكبر باجتياز مثلا الدور الأول للمونديال .
تصفيات اسيا في السابق كانت تقام من اجل التنافس على 4,5 مقاعد، والان وبعد زيادة عدد منتخبات المونديال تضاعف عدد المقاعد.
وتمتلك قارة آسيا ثمانية مقاعد مباشرة في نهائيات كأس العالم 2026 إلى جانب مقعد في الملحق القاري، وذلك بعد توسيع بطولة كأس العالم 2026 لتضم 48 منتخباً، وبالتالي فان اسيا قد تشارك ب 9 مقاعد إذا اجتاز ممثلها الملحق العالمي. 
وبالطبع فان زيادة عدد مقاعد قارة اسيا يجب ان يكون في مصلحة العنابي الذي يجب ان يتنافس على أحد المقاعد مباشرة وان يكون من بين ال 6 منتخبات التي تحصل على بطاقة التأهل مباشرة، دون الانتظار للمحلق الاسيوي ثم الملحق العالمي.
لو تحدثنا عن نظام كأس العالم 2026 بعد زيادة عدد الفرق الى 48 منتخبا، سنجد ان الفيفا حسم اختيار المجموعات، حيث سيتم توزيع المنتخبات على 12 مجموعة كل مجموعة تضم 4 فرق .
وبعد نهاية دور المجموعات سوف يتأهل اول وثاني كل مجموعة إلى دور الـ 32 وليس دور ال 16 كما كان في النسخ السابقة، بالإضافة إلى تأهل أفضل 8 فرق تحتل المركز الثالث في المجموعات.
وهذا ما يجب ان يخطط له كيروش والعنابي من الان، وليس التخطيط فقط لمجرد التأهل الى المونديال.
ولا شك ان تغيير نظام التصفيات الاسيوية المؤهلة الى كأس العالم، وتغيير نظام المجموعات بمونديال 2026، يجب ان يقابله تغيير في استراتيجية مدرب العنابي واستراتيجية العنابي أيضا .
ونحن الان امامنا 3 سنوات من اجل الوصول الى المونديال، وبالطبع سيكون التخطيط للوصول الى المونديال هو الهدف الأول وليس الهدف الأخير، ويجب ان يكون تخطيط كيروش من الان لما بعد الوصول الى مونديال 2026.
خبرة وكفاءة
لا شك ان كيروش من المدربين المعروفين ومن المدربين العالميين، ووجوده مكسب كبير لمنتخبنا وللكرة القطرية، وهو من الأسماء التي تم ترشيحها لتولي مسؤولية العنابي منذ مونديال 2022 .
وكيروش مدرب كفؤ وقدير، وسجله الحافل مع الأندية والمنتخبات التي تولي تدريبها تؤكد على ذلك .
كما انه مدرب صاحب خبرة كبيرة مع الكرة الاسيوية بسبب مشواره الطويل والمميز مع المنتخب الإيراني، وهذه الخبرة سوف تعود بالفائدة على العنابي بشكل كبير من الناحية الفنية ومن الناحية الخططية والتكتيكية .
ونعتقد ان كيروش هو المدرب المناسب في الوقت الحالي للعنابي في هذه المرحلة تحديدا لأسباب عديدة أهمها الكفاءة والخبرة، فهو كما ذكرنا مدرب لا ينكر أحد تاريخه، وهو أيضا يعرف الكرة الاسيوية وخبير بها من جميع النواحي، وهو امر جيد يحتاجه العنابي بشدة على اعتبار ان اسيا هي بوابتنا الى العالمية. لعل اهم ما يميز كيروش انه مدرب يميل للأداء الهجومي وهو ما يحتاجه العنابي في المرحلة القادمة، حيث تميز العنابي في السابق بالجانب الدفاعي، وكانت أيضا له مميزات في الجانب الهجومي، لكنه الان أصبح في حاجة الى شخصية جديدة، شخصية تساعده على ان يكون في مقدمة المنتخبات القارية والدولية.