قال الداعية القطري الشيخ ثابت بن سعد القحطاني إن في الصيام في فوائد كثيرة وحكم عظيمة، منها: تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة، والصفات الذميمة، وتعويدها بالأخلاق الكريمة، كالصبر والحلم والجود والكرم، ومجاهدة النفس فيما يرضي الله، ويقرب لديه.

وأضاف -خلال خطبة التراويح بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب- أن رمضان شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات، وشهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وأمر الناس بصيامه، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه. وطالب المصلين بالاجتهاد في التناصح بين المسلمين في رمضان، والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى كل خير، لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم.

وذكر القحطاني خلال حديثه أنواع عديدة لفوائد الصيام، من بينها: أن يعرف العبد نفسه وحاجته وضعفه وفقره لربه، ويذكره بعظيم نعم الله عليه، ويذكره أيضاً بحاجة إخوانه الفقراء، فيوجب له ذلك شكر الله سبحانه، والاستعانة بنعمه على طاعته، ومواساة إخوانه الفقراء والإحسان إليهم، مستشهداً بقوله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، فأوضح سبحانه أنه كتب علينا الصيام لنتقيه سبحانه، فدل ذلك على أن الصيام وسيلة للتقوى، والتقوى هي: طاعة الله ورسوله، بفعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر، عن إخلاص لله عز وجل، ومحبة ورغبة ورهبة، وبذلك يتقي العبد عذاب الله وغضبه.

وأشار فضيلته إلى أن الصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى، وقربى إلى المولى عز وجل، ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شؤون الدين والدنيا، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء».