مذبحة وحشية على مركب مهاجرين آسيويين متهالك وسط البحر
حول العالم
19 مايو 2015 , 02:21م
أ.ف.ب
اندلع شجار عنيف بين مهاجرين من الروهينجا والبنجلاديشيين، على متن مركب متهالك مقابل سواحل إندونيسيا، استخدموا فيه الفؤوس والسكاكين والقضبان الحديدية، وأدى إلى مقتل 100 منهم على الأقل، على ما روَى ناجون من المجزرة.
ووصف أفراد المجموعتين مشاهد دامية مرعبة لما وقع بعد تخلي الطاقم عن المركب في الأسبوع الفائت، تاركين مهاجرين يائسين "يقطِّعون" بعضهم البعض، في مواجهات طاحنة للاستيلاء على المؤن المتناقصة.
وروَى ناجون منهكون - أصيب الكثيرون منهم بجروح وكدمات، لفرانس برس، نُقِلوا إلى مخيمات في أتشيه - أن حوالي 100 إلى 200 شخص قُتلوا في العراك الذي اندلع الخميس على المركب، وعلى متنه مئات المهاجرين.
وهؤلاء الناجون من بين حوالي 3000 شخص من الروهينجا والبنجلاديشيين الذين وصلوا إلى سواحل جنوب شرق آسيا في الأسبوع الفائت، بعد حملة لتايلاند أدت إلى قطع الطرقات البحرية التي يسلكها مهربو البشر بالعادة.
وفيما كان الكثيرون يقطعون إربا قفز البعض إلى البحر هربا من المجزرة، حيث أَنقذ صيادون الناجين ونقلوهم إلى الشاطئ. واتهم كل من الطرفين الآخر ببَدْء القتال.
وصرح المهاجر الروهينجا أسينا بيغون - البالغ 22 عاما - لفرانس برس: "فجأة صعد البنجلاديشيون من الطبقة الأدنى للمركب وهاجمونا، كل من كان على السطح"، متحدثا من بلدة لانغسا في منطقة أتشيه التي نقل إليها القسم الأكبر من المهاجرين.
وأضاف: "من أراد أن ينفد بجلده قفز في البحر، لكن شقيقي لم يتمكن من ذلك. عندما وجدوه ضربوه ثم ذبحوه، قبل أن يلقوه في البحر".
لكنَّ البنجلاديشيين أكدوا أن الروهينجا - الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما - تلقَّوا معاملة تفضيلية من ربان المركب الذي تكلم بإحدى لغات بورما ومنحهم كل المياه والطعام. وأكدوا تعرضهم للهجوم عندما رجوا الروهينجا إعطاءهم بعض الطعام.
وروى البنجلاديشي محمد مراد حسين كيف كان الروهينجا على سطح المركب ومجموعته التي شكلت أكثرية الركاب في طبقة أدنى.
بعد اندلاع الشجار عمل الروهينجا على منع البنجلاديشيين من الصعود إلى السطح، عبر مهاجمتهم بالفؤوس، ورشهم بمياه ممزوجة بالفلفل، بحسبه.
وصرح الرجل الذي يبلغ الثلاثين وغطت جسمه جروح كثيرة: "من السطح رشوا علينا المياه الساخنة، مياه الفلفل، وكل من صعد إلى هناك قطعوه بساطور جزار".
وتابع: "في النهاية أدركنا أننا سنموت، فقررنا قتالهم، علينا وعليهم".
وبدأت المياه تتسرب إلى المركب الغارق مع تفاقم العنف، مما دفع بالكثيرين إلى القفز إلى المياه بحسبه.
لكن الروهينجا محمد أميه أكد أن البنجلاديشيين هاجموا جماعته بعد إصرارها على الاحتفاظ بما تبقى من مياه الشرب للأطفال.
وروى أميه أنه قال للبنجلاديشيين: "يجب أن نحفظ (الماء) للأطفال، فلا يمكنهم النجاة من دونه".
وفيما هاجمهم البنجلاديشيون - الذين فر أغلبهم من فقر مدقع في بلادهم - قال أميه إنه حاول الاختباء بين النساء، لكنهم سرعان ما عثروا عليه.
وأكد: "ضربوني على الرأس ورموني في البحر. لكني سبحت باتجاه مراكب الصيادين المحليين".
مع تعافي المهاجرين من محنتهم بدأت أفكارهم تتجه إلى عائلاتهم في ديارهم. فالكثيرون فقدوا الاتصال بالأقارب منذ أكثر من شهرين، عندما ركبوا البحر.
وأكد المهاجر البنجلاديشي محمد مشار: "لا يمكننا الاتصال بعائلاتنا في بلدنا، وهم يجهلون إن كنا أحياء أو أمواتا. الأرجح أنهم يظنون أننا قتلنا جميعا".