سؤال اليوم: ظاهرة إهدار الطعام باتت وكأنها سمة أساسية في شهر رمضان الفضيل.. كيف ترون فضيلتكم هذا الأمر.. وبما تنصحون؟
يجيب عن السؤال فضيلة الداعية الدكتور محمد حسن المريخي قائلاً: إهدار الطعام استهتار بالنعمة، واستجداء ومناداة للمحنة والسخط، فهلا شكر هؤلاء المنعم على نعمه بالعناية بها ورعايتها. وهلا تذكروا الجوعى الذين يتضورون من الجوع، والواحد منهم يموت بسبب قلة الطعام.
وأضاف: أفلا يتقي الله أهل النعم؟ أفلا يخافون الله من أن يبدل عليهم النعم؟ قال الله تعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ *ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}، خاصة في رمضان الذي فيه تضاعف الحسنات وتعظم فيه السيئات.
وتابع د. المريخي: شهر رمضان شهر الرحمة والطاعة، وليس شهر الجوع والعطش، فالحذر من الإسراف والتبذير في الأكل والشرب، فإن المبذرين والمسرفين إخوة للشياطين، والحذر كل الحذر مما أعده الشياطين من المبطلات الحسية والمعنوية المفسدة للصيام، خاصة ما تبثه الفضائيات والإعلام الهادم، واستقبلوا الشهر بالطاعة وحققوا المطلوب منكم شرعاً، واعملوا فإنما هي أعمالكم يحصيها الله لكم، ثم يوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
ودعا د. المريخي إلى الوقوف على نعمتين من نعم ربنا علينا ونعمه كثيرة لا تعد، هاتان النعمتان هي التي ذكرهما الله تعالى في قوله: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}، نعمة الشبع وسد الجوع ونعمة الأمان، وانظروا كيف يقتل الجوع وقلة الغذاء البلدان والناس، ويقضي على أمم في ظرف أيام معدودة، يموت الإنسان تحت شجرة أو يجلس في مكان ينتظر الموت ليأتيه فيأخذه، يموت الإنسان هكذا برخص.
وقال: انظروا كيف أطعمنا الله تعالى وأشبعنا بل خيرات ربنا لا نعرف أين نضعها، ومنا من يسرف ويبذر كما تعلمون، ثم انظروا إلى نعمة الأمن والأمان والاستقرار بلدة طيبة ورب غفور، يأتينا رزقنا بإذن ربنا من كل حدب وصوب.
وأضاف: إن نعم الله تعالى علينا كبيرة وكثيرة لا تعد ولا تحصى، وإن الله تعالى يقيدها ويثبتها بين أيدينا بشكره والاعتراف له بالعمل قبل القول، وإن زوالها بلية استعاذ رسول الله من زوال النعم فقال: «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك»؛ لأن زوال النعم عسر وضيق ومشقة، وأن النعم لا تراها العين ولا تشعر بها النفوس إلا إذا زالت وتبدلت، ومن أراد أن يعرف نعمة الله تعالى علينا فلينظر إلى من تواضعت الأرزاق والنعم عندهم.