الكواري يؤكد: الثقافة هي حجر الأساس للسلام في العالم
محليات
19 أبريل 2016 , 12:39م
الدوحة - قنا
أكد سعادة الدّكتور حمد بن عبدالعزيز الكوّاري مستشار بالديوان الأميري مرشّح دولة قطر مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، أن الثقافة هي حجر الأساس ليسود السّلام في العالم.
وشدد المرشح القطري خلال مداخلته الليلة الماضية بالندوة الدولية المنعقدة في مدينة سوسة التونسية حول تعزيز قيم السلام والحوار، على أن دور "اليونسكو" حاليا أكثر من أيّ وقت مضى في تعزيز السّلام في العالم، الأمر الذي دفعه للترشح لمنصب مدير عام المنظمة.
وأشار سعادته إلى أن نشأة "اليونسكو" جاءت نتيجة بحث المفكّرين والمثقّفين في القرن العشرين حول دور الفكر والمعرفة في إحلال السّلام بين النّاس وتنمية المجتمعات الإنسانيّة على اختلاف أجناسها وثقافاتها وحضاراتها.
وقال "ها نحن اليوم، وبعد سبعين سنة من تأسيسها نستعيد هذه اللّحظات الأولى التي جعلت من الثقافة والحوار عروة وثقى لبناء السّلام"، مؤكدا أن معركتنا الجماعيّة اليوم ليست معركة عسكريّة بل هي معركة ثقافيّة وساحتها الحقيقيّة ليست ساحة الحروب وإنّما ساحة العقول.
وأضاف أنّ المثقّفين اليوم يخوضون معركة جديدة ضدّ أحفاد الفكر الظّلامي الذي يلتقي مع كلّ التيارات المعادية للاختلاف والتنوّع، ولذلك فلا مناص من اعتبار الثقافة اليوم هي حجر أساس السّلام في العالم، مستحضرا جملة لأحد المؤسسين لليونسكو "لمّا كانت الحروب تتولّد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام" .
وأوضح الدكتور الكواري أنّ خلق روح السلام في العالم يتطلّب إعمارا للعقول من خلال زرع القيم الإنسانيّة المشتركة والمثل العليا قبل التفكير في الاتِّفاقيات الاقتصاديّة والسياسيّة بين الحكومات لأنّ السّلم يقوم على أساس من التّضامن الفكري والمعنوي بين البشر.
وتناول سعادته خلال المداخلة، قضية التعليم وارتباطها بالثقافة المنشودة، مؤكدا أنّ التّعليم حقّ لكلّ البشر، ولا يمكن لمجتمع أن ينهض بأعباء رسالة الإنسانيّة ونصفه غارق في الأمية، داعيا إلى الاهتمام الدولي بالتعليم خاصة الفتيات والنّساء في العالم باعتبارهنّ الأشدّ حرمانا من هذا الحقّ، مع ضرورة تذليل الصّعوبات حتّى تكون المرأة فاعلة في بناء المجتمع.
كما تناول سعادته أهمية إعلاء دور الثقافة في مواجهة الإرهاب في معاقله الرّئيسيّة، لافتا إلى أن التراث العربي يتعرض لعمليات نهب وتخريب على يد القوى الظّلاميّة، داعيا إلى التفاؤل في هذه المواجهة "لأن العالم لا ينجب أولئك الذين يدقُّون طبول الحرب ويحرقون لها البخور فحسب، بل إنَّه يُنجب أيضا أولئك الذين يفكِّرون في السلام والذين يؤسِّسون لفلسفة السّلم ويضعونه موضع التنفيذ".
وجدد المرشح القطري دعوته التي أطلقها في ملتقى أفينيون في مدينة بوردو الفرنسية مؤخرا بتخصيص يوم لثقافة السّلام حتّى تكون الثقافة حصننا الحقيقي أمام زحف الإرهاب وذلك من مدينة سوسة التي واجهت الإرهاب ببسالة.
كان الدكتور الكواري في بداية حديثه قد أعرب عن سعادته ببناء تجربة الدّيمقراطيّة في تونس ليجعل التونسيون منها نموذجا للحداثة والدولة المدنيّة التي ترعى حقوق الإنسان وتعمل على تحقيق التنمية والرّخاء للشعب التونسي الذي بادر بإنجاز ثورته ضدّ الاستبداد والحيف الاجتماعي.
م.ب