تعقد المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" - بعد غد الثلاثاء - الملتقى الخامس "للقيادات الاستراتيجية في قطر"، يأتي ذلك بعد النجاح الذي حققته الملتقيات السابقة في المشاركة والحضور من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، من قطر والخارج.

وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام "كتارا" - في بيان صحافي اليوم - إن انعقاد الملتقى الخامس دليل على نجاح هذا الملتقى المهم، الذي تحول إلى مظلة تجمع القيادات العليا والمديرين التنفيذيين والعاملين في مجال الاستراتيجيات، للمشاركة والتعلم والمناقشة، وتبني الممارسات الناجحة والمفاهيم المبتكرة، في مجال تنفيذ الخطط الاستراتيجية ذات الصلة بأعمالهم.

وأوضح أن الهدف الرئيس من استمرار هذا الملتقى - وبشكل دوري - تعميم التجرِبة والتعلم ودعم المؤسسات والجهات العاملة في الدولة، بمجال القيادة الاستراتيجية بشراكة مع تطلعات كتارا واستراتيجيتها التي أطلقتها العام الماضي، وتلبية للأهداف الاستراتيجية الوطنية المنصوص عليها والمتعلقة بقطاع الثقافة، لافتا النظر إلى أن الملتقى يشكل مناسبة مهمة لجمع القيادات العليا والتنفيذية والمديرين المختصين في مجال الاستراتيجيات في قطر.

وأشار د. السليطي إلى أن الاستراتيجية الخمسية لكتارا - مع عقد هذه الملتقيات وتبادل الخبرات -ساعدت في دعم الحركة الثقافية في المؤسسة، وفق مؤشرات الأداء التي تم اعتمادها، بالإضافة إلى تشجيع الطاقات الإبداعية، وجعْل الحي الثقافي بيئة مناسبة لرعاية النشاط الثقافي والإبداعي الفكري والفني، موضحا أن "كتارا" تحولت إلى ملتقى للمبدعين والمثقفين، ومكان لزيادة نشر الوعي الثقافي، إضافة إلى توجهها إلى إجراء البحوث والدراسات ذات العلاقة بأهداف المؤسسة وأنشطتها، وإصدار المطبوعات والدوريات التي تعبّر عن أهداف المؤسسة، تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030.

وأضاف أن من بين الجوانب المهمة وجود تعاون مع مجموعة بلاديوم العالمية، في تنفيذ الاستراتيجية، وفي الوقت نفسه تشارك هذه المجموعة في ملتقى القيادات الاستراتيجية، موضحا أن مثل هذه الملتقيات - وما تم التخطيط له منذ وقت سابق - انعكس إيجابيا على عمل "كتارا"؛ حيث شهدت نقلة نوعية في أدائها ورسالتها وبرامجها، وهي ترسم مرحلة فعالة من خلال تنفيذ استراتيجية تتماهى مع رؤية قطر الوطنية 2030.

من جانبه أكد الدكتور خالد الجابر - مستشار الشؤون الاستراتيجية في المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" - أهمية إقامة الملتقى الخامس للقيادات الاستراتيجية في كتارا، خاصة أن الملتقى حقق الأهداف التي يسعى إليها منذ بداية انطلاقه في 2013م، وتحول إلى منارة تجمع الخبراء والمختصين والباحثين والمهتمين والعاملين في مجال الاستراتيجية في القطاعات المختلفة، لكي يتبادلوا الخبرات والتجارِب والخطط بعيدة المدى، للوصول إلى أفضل الممارسات، وتعميم النجاحات ضمن أفضل معايير العمل الدولية.

وأوضح أن الملتقى يناقش أفضل المعايير في ربط الاستراتيجية بالموازنة العامة للمؤسسة؛ للوصول إلى أفضل الممارسات، كما يهدف الملتقى إلى تزويد المشاركين بالمفاهيم الأساسية للتخطيط الاستراتيجي عند وضع الموازنة الرئيسة، والتعرف على النموذج المتكامل لعملية التخطيط، وتحسين قدراتهم في رؤية المؤثرات البيئية وتحليلها، والتعامل مع عنصر المخاطرة، نظراً لطبيعة عمل المؤسسات.

ونوه د. الجابر إلى أن الملتقى يشهد في هذه الدورة مشاركة الدكتور جيمس كريلمن؛ مدير الأبحاث في المؤسسة الدولية بلاديوم، وهو مدرب محترف في علم تنفيذ الاستراتيجية، وهو مختص في إدارة المخاطر الإدارية، وبطاقة الأداء المتوازن من أجل تنظيم الخدمات المالية، كما أنه يعد خبيرا في الاقتصاد العالمي، كما يشارك في الملتقى مجموعة من كبار القادة والمديرين التنفيذيين والعاملين من مختلف المؤسسات في قطاعات الاقتصاد في قطر، لبحث القضايا والتطورات المتعلقة بهذا المجال الحيوي.

وأشار إلى أن الملتقى أصبحت له أصداء إيجابية واسعة في قطر والخارج، على المستوى الإقليمي والدولي، وهو يقام بالتعاون مع المؤسسة الدولية بلاديوم، تحت رعاية الخبير الاستراتيجي الدكتور ديفيد نورتون، وعدد من الخبراء الدوليين في مجال الاستراتيجيات والقيادة التنفيذية، وهي تعد من أهم الشركات الرائدة عالميا في مجال مساعدة المؤسسات في صياغة استراتيجيته وتنفيذها، كما تتم الإفادة القصوى من الإطار التنفيذي لاستراتيجية كتارا بشكل مباشر، بحضور المؤسس لها ومشاركته، وتبنيها القيم والرؤى والرسالة الخاصة بمؤسسة الحي الثقافي خلال السنوات المقبلة، مع تحديد المجالات والأهداف المتوافقة مع تلك الرؤى، في وجود مؤشرات كمية قابلة للقياس بعد التنفيذ وعند التقييم.

بدوره أكد الدكتور ديفيد نورتون - المستشار العالمي في مجال إدارة الأداء الاستراتيجي - أن ما تشهده دولة قطر من تطور وتوسع على مختلف الأصعدة ساعد في استمرار مثل هذه الملتقيات المهمة ونجاحها، تلك التي تحدد خريطة الطريق للمؤسسة ومستقبلها، من خلال صياغة الرؤية والرسالة، وتنفيذ البرامج، والقيام بالممارسات، ومعالجة المشاكل، ووضع الحلول المناسبة وفق المعايير الدولية، مما يؤكد الحاجة إلى وضع خطة استراتيجية تعتمد على تأهيل القادة، ووضع خطط إدارية محكمة قادرة على تحقيق الأهداف المنشودة.