السفير بدر بن عمر الدفع في حوار مع «العرب»: نظمنا واحدة من أفضل نسخ الإكسبو على مستوى العالم

alarab
حوارات 19 مارس 2024 , 01:29ص
منصور المطلق

المعرض وفر فرصاً عديدة للدول لاستعراض تجاربها والاستفادة من التجارب الأخرى
حجم المشاركة الدولية يعكس التزام المشاركين بإنجاح المعرض 
أجنحة الدول المهداة إلينا ستخضع لدراسة لجنة الاستضافة 
نهاية المعرض في موعده نهاية مارس الجاري 
تقييم الأجنحة مع نهاية المعرض وتكريم المتميزة منها 
تعاون «الداخلية» انعكس على حجم زيارات المعرض 

 أكد سعادة السفير بدر بن عمر الدفع، المفوض العام لإكسبو 2023 الدوحة للبستنة أن أجنحة الدول المهداة لدولة قطر بعد نهاية المعرض تحول إلى اللجنة الوطنية الخاصة باستضافة الإكسبو لدراسة مقترحات الاستفادة منها، وقال في حوار مع «العرب» إنه مع اقتراب نهاية المعرض أستطيع القول إننا نظمنا واحدة من افضل نسخ معرض الإكسبو على مستوى العالم، وذلك من حيث المشاركة الدولية والفعاليات التي نظمها المعرض واثره على البيئة وجهود مكافحة تغيّر المناخ، وأضاف: فوائد استضافة المعرض عديدة ومنها تعزيز المشاريع في مجال الاستدامة الوطنية بالاطِّلاع على آخر التقنيات، والأبحاث ذات الصلة بالزراعة والأمن الغذائي والوعي البيئي. والاستفادة من مبنى الإكسبو وعدد من المباني الأخرى التابعة للمعرض في مجالات أخرى. بالإضافة إلى التنوع في الأشجار التي ستبقى تزيّن حديقة البدع كإرث للمعرض.  فيما يلي تفاصيل الحوار: 

◆ مع اقتراب نهاية المعرض كيف تقيمون الاستضافة ؟ 
■ إن معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة يعد ثاني أكبر فعالية تستضيفها البلاد بعد كأس العالم فيفا قطر 2022، إلا أن كأس العالم استمر لشهر واحد بينما معرض الإكسبو استمر لستة أشهر. وإن حجم التفاعل مع إكسبو الدوحة طيلة الستة أشهر الماضية يعكس نجاح هذه النسخة بكل المقاييس، وذلك من حيث عدد الزوار والزيارات الرسمية على مستوى رؤساء الدول ورؤساء الحكومات، والفعاليات التي تم تنظيمها في المعرض منذ انطلاقه في الثاني من أكتوبر العام الماضي. وأن حجم المشاركة الدولية خير دليل على التزام كافة المشاركين من جميع أنحاء العالم بضمان نجاح معرض البستنة الأول المقام في مناخ صحراوي جاف. حيث شاركت في إكسبو الدوحة 80 دولة و8 منظمات دولية، وأنا شخصياً زرت 5 معارض إكسبو واستطيع القول إننا نظمنا واحدة من أفضل نسخ المعارض على مستوى العالم. 

◆ ما أهمية المعرض للبيئة العربية والخليجية ؟ 
■ بالتأكيد سيكون له اثره الطيب على البيئة العربية والخليجية كونه واحدا من أهم المعارض والاحداث العالمية التي يتم تنظيمها، وهو ايضاً اكبر تجمع عالمي لمجتمع البستنة، لذا فهو مهم للجميع للدول والمجتمعات والمختصين وغيرهم كونه يقدم حلولا ويستعرض احدث الابتكارات والتقنيات في مجال الاستدامة وحماية البيئة، وتكتسب هذه النسخة أهميتها من الشعار «صحراء خضراء، بيئة أفضل» كونه يرمي إلى مستقبل اخضر في البلاد والمنطقة، كما انه خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة وتعزيز الوعي البيئي على نطاق واسع. ويركز المعرض على الزراعة الحديثة، بما في ذلك البستنة، كجزء من رسالته وأهدافه الرئيسية، كما أنه ليس فقط معرضا عالميا، بل هو منصة للابتكار والاكتشاف، وفرصة للتواصل والتعاون والتعلم المشترك.

◆ ماذا تعني استضافة معرض الإكسبو بالنسبة لدولة قطر ؟
■ هذه الاستضافة تعكس التزامها بالتنمية المستدامة والتعاون الدولي، تماشيا مع رؤيتها الوطنية 2030، التي تشجع الشراكة والتضامن العالميين في مواجهة التحديات البيئية ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما وأن بلادنا تقود الجهود في مجال التغيّر المناخي من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تساهم في الجهود المبذولة لخفض الملوثات الهوائية، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وكون المعرض يقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا فإن ذلك يعني تأكيداً لثقة المجتمع الدولي في قدرة دولة قطر على تنظيم وإنجاح التظاهرات العالمية الكبيرة، وتأتي إقامة الإكسبو في الدوحة تأكيدا أيضاً لالتزام دولة قطر بتعزيز التعاون الدولي والتضامن العالمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولذلك كان المعرض متميزا لعدة أسباب ومنها، أولا أهمية محاوره الأربعة ألا وهي الزراعة العصرية والابتكار والتكنولوجيا والوعي البيئي والاستدامة. وحجم المشاركة والمواضيع التي تناولها من خلال الفعاليات المختلفة التي نظمها. 

◆ هل تحققت الفوائد المرجوة من استضافة هكذا نوع من المعارض ؟ 
■ بالتأكيد وعلى عدة مستويات منها أهمية المعرض وانعكاس مواضيعه على البيئة، وكذلك تعزيز المشاريع في مجال الاستدامة الوطنية بالاطِّلاع على آخر التقنيات، والأبحاث ذات الصلة بالزراعة والأمن الغذائي والوعي البيئي. وكذلك مبنى بيت الإكسبو الذي سيحول بعد نهاية المعرض إلى هيئة متاحف قطر ليتم استخدامه في تنظيم المَعارض الخاصة بالمتحف، وأيضا سوف يتم تحويل المبنى العصري لمركز الابتكار في الإكسبو إلى قاعة متعددة الاستخدامات في حديقة البدع، كما سيتم أيضا الاحتفاظ بمتحف التنوع البيولوجي بشكل دائم في حديقة البدع أو نقله إلى حديقة أخرى في الدولة كإرث للإكسبو. وكذلك ستستفيد حديقة البدع من إرث الإكسبو، بإضافة آلاف الأشجار والنباتات والزهور إليها وإعطائها مزيدا من الخضرة والجمال، كما ستستفيد الحدائق العامة الأخرى في أنحاء الدولة من المنشآت المؤقتة للمعرض التي ستُمنَحُ لها بعد انتهائه، وأيضا منح الجناح القطري لإدارة حديقة البدع ليكون جزءا متميزا من تراث الحديقة ورسالة للأجيال القادمة.

◆ ما الفرصة التي قدمها إكسبو الدوحة للدول والمنظمات المشاركة ؟
■ وفر إكسبو 2023 الدوحة فرصة غير مسبوقة للدول والمنظمات الدولية المشاركة لاستعراض مبادراتها الإبداعية وممارساتها الزراعية، وثقافاتها المتنوعة وتراثها الغني، إلى جانب اتاحة فرصة تنظيم فعاليات اليوم الوطني لكل الدول المشاركة، وقد دعت عددا من الدول المشاركة مشاهيرها ونجومها في مجالات مختلفة لإضفاء طابع مميز على فعالياتها في الاجنحة، ولقد حرصنا على أن تكون المشاركة الدولية في المعرض العالمي متنوعة ومتكاملة، وإن إكسبو الدوحة 2023 تميز بمشاركة خليجية وعربية بارزة بما فيها وجود جناحين لكل من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، إضافة إلى أجنحة خاصة لمنظمات إقليمية ودولية مهتمة بمواجهة التحديات المناخية والبيئية.

◆ ماذا عن تقييم الاجنحة وهل سيتم تكريم للأجنحة المتميزة؟ 
■ ستقوم اللجنة الدولية لاستضافة المعرض في نهاية شهر مارس الجاري بتقييم مشاركة الأجنحة من حيث المحتوى والزراعة، وعلى اثر ذلك يتم تكريم الاجنحة المتميزة، وستكون هناك أربعة مراكز تقرر اللجنة الاجنحة التي تحصل عليها على حسب تميز مشاركتها. 

◆ ماذا سيكون مصير أجنحة الدول التي تهدى إلى الدولة ؟ 
■ هناك لجنة خاصة باستضافة معرض الإكسبو هي التي ستدرس وتقرر مصير الاجنحة التي تهدى إلى دولة قطر وكيفية استخدامها في المستقبل، وكذلك مصير أبنية الإكسبو مثل الاجنحة الأخرى وغيرها يتم دراسة وضعها وكيفية الاستفادة منها من قبل اللجنة بعد نهاية المعرض. 

◆ الكثير من ضيوف ملحق الإكسبو اثنوا على مبادرة الفعاليات الوطنية.. كيف جاءت هذه الفكرة؟ 
■ فكرة إقامة الفعاليات الوطنية للدول في معرض الإكسبو كانت موجودة منذ البداية، ونحن ساهمنا في تنظيم الدول لفعاليات يومها الوطني في المعرض، واستطاعت هذه الفعاليات استقطاب رؤساء دول ورؤساء حكومات، وكانت ناجحة ومميزة بشكل كبير ولاقت استحسان الدول المشاركة في هذه النسخة. 

◆ ما رأيكم بعدد زوار المعرض حتى الآن؟ 
■ عدد الزوار فاق توقعاتنا بشكل كبير جداً، فنحن كنا نتوقع أن عدد الزوار سيكون 3 ملايين طيلة فترة المعرض، بينما وصلنا 3.9 مليون زائر في بداية الشهر السادس للمعرض، ومن المتوقع أن نصل إلى 4 ملايين مع نهاية فترة المعرض المقررة في نهاية مارس الجاري. ولقد أسهمت مناطق الإكسبو مثل الثقافية والدولية والعائلية باستقطاب الزوار، حيث شكلت المنطقة الدولية اختصارا جميلا لجميع القارات، واطلع زوار المعرض على الثقافات المتنوعة للدول المشاركة، وإنجازاتها وطموحاتها في ما يتعلق بالمحاور الرئيسية الأربعة التي يعالجها المعرض، وهي: الزراعة الحديثة والتكنولوجيا والابتكار، والوعي البيئي، والاستدامة.
◆ كيف تقيمون تسهيلات «الداخلية» للزوار.. وهل لها اثر على حجم الزيارات ؟ 
■ وزارة الداخلية لديها ممثل في لجنة استضافة المعرض، وبالتأكيد كان هناك تنسيق بخصوص الزيارات وكان لتعاونهم اثر كبير انعكس على عدد زوار المعرض الذي تجاوز الرقم المتوقع إلى حد كبير. 

◆ ما رأيكم في فعاليات المعرض خلال الفترة الماضية ؟ 
■ كانت فعاليات متنوعة وهادفة، وشملت الفعاليات البيئية والمستدامة والتوعية، إلى جانب الفعاليات الثقافية التي تعكس ثقافة الدول المشاركة في معرض إكسبو الدوحة، إلى جانب أن اللجنة خصصت الفترة الصباحية لزيارات طلبة المدارس، والتي شملت تنظيم أنشطة وفعاليات تتعلق بالزارعة والاستدامة، بالإضافة إلى أن جدول فعاليات المعرض خلال الأشهر الماضية كان حافلاً بالمحاضرات والندوات التي تتعلق أيضا بمجالات البستنة والزراعة واستعراض أحد الابتكارات ووسائل التكنولوجيا، وعرض الدراسات والأبحاث الجديدة في هذا المجال. بالإضافة إلى الاحتفالات واستعراض الفن الشعبي التقليدي، حيث إن هناك فرقا موسيقية تراثية يوميا تعبر عن تراث الدول المشاركة، إذ إن الكثير من الدول حرصت على استقطاب كل ما يتعلق بتراثها مثل الموسيقى والفرق الشعبية والأزياء التراثية والأكلات الشعبية لتعريف الجمهور القطري عليها.

◆ ماذا كان نصيب التوعية البيئية والزراعية من المعرض ؟ 
■ احتوى معرض الإكسبو على أكبر الحملات التوعوية البيئية والزراعية طيلة الستة أشهر الماضية، والتي وصلت لجميع شرائح المجتمع بما في ذلك النشء، وذلك من خلال الزيارات العائلية والزيارات اليومية لطلبة المدارس وفقا لبرنامج أعدته إدارة إكسبو بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ولقد داخلت التوعية ضمن محاور المعرض الأربعة لما تحظى به من أهمية كبيرة كونها احد الركائز الرئيسية إلى جانب العمل الجاد لحماية البيئة وتعزيز الاستدامة، لأن تحقيق الاستدامة يتطلب التوعية لتكون السلوكيات العامة مواكبة ومناسبة لتنمية البيئة وتعزيز الاستدامة. 

◆ كيف وجدتم مشاركة الجناح القطري؟ 
■ الجناح القطري ممتاز ويمثل شيئا ذا قيمة ومحتواه جيد ومناسب لجميع فئات الزوار، ومثل وجهة مميزة لطلبة المدارس للاستفادة من المعلومات الغزيرة التي يوفرها وهو معد لهذا الغرض أساسا.

◆ لماذا لا يتم تمديد المعرض حتى عيد الفطر ؟ 
■ هناك اتفاق على موعد نهاية المعرض مع اللجنة الدولية لاستضافة المعارض، وليس لدينا نية لتمديده حتى فترة عيد الفطر المبارك.