لماذا يرفض الوكرة بطل الدوري مرتين من قبل العودة إلى موقعه بين الكبار، والعودة إلى منصات التتويج، أو على أقل تقدير العودة إلى مربع الكبار؟ سؤال طرح نفسه بشدة بعد النتائج الأخيرة التي حققها الموج الأزرق في دوري نجوم QNB، والتي جعلت البعض يصاب بالدهشة، حيث تفوق على نفسه وعلى منافسين أقوياء، وابتعد نهائياً عن الهبوط سواء بطريقة مباشرة أو من خلال المباراة الفاصلة مع وصيف الدرجة الثانية.
الوكرة حقق في 4 أسابيع، وفي الجولات الأربع الأخيرة من عمر الدوري، نصف ما حققه منذ انطلاقه وتحديداً في 16 جولة، وجمع الوكرة في آخر 4 جولات 8 نقاط كاملة بالفوز على السيلية والغرافة، والتعادل مع السد البطل وقطر الرابع، بينما حقق 14 نقطة خلال 16 مباراة كاملة!
وجاء الفوز الأخير على الغرافة الثلاثاء الماضي ليرفع الوكرة رصيده إلى 22 نقطة يضمن بهم البقاء رسمياً، وعدم الهبوط إلى الدرجة الثانية.
ماذا حدث للموج الأزرق؟ وكيف عاد للارتفاع من جديد بعد انحساره لجولات كثيرة كاد أن يتوقف بسببها عن الارتفاع، ومن ثم التعرض للهبوط مرة أخرى للدرجة الثانية؟
الإجابة على هذا السؤال صعبة للغاية، خاصة أنه لم تحدث أي تغييرات طرأت على الجهاز الفني بقيادة الإسباني ماركيز لوبيز، أو على المحترفين الأجانب، وربما فقط أجرى الفريق تغييرات على عدد من المحترفين القطريين الذين انضموا إلى صفوفه خلال الانتقالات الشتوية.
فهل تغيّر الحال بعد انضمام الوجوه القطرية التي حققت إضافة جديدة ومهمة بعد أن خاضوا عدة جولات تحقق خلالها التفاهم والانسجام بين صفوفه، أم إن الفريق استعاد طموحه وعادت إليه الروح والحماس، أم إن سوء الحظ تخلى عنه وعن لاعبيه وعقد مصالحة؟ حقيقة الأمر أن الوكرة عانى في الجولات السابقة، وتحديداً قبل الجولة السابعة عشرة التي شهدت بداية توقف خسائره ونزيف نقاطه، كان يقدم مستويات جيدة، وكان أفضل من منافسيه، لكنه عانى كثيراً من سوء الحظ أمام المرمى، وأهدر مهاجموه فرصاً كثيرة كانت كفيلة بالتعادل في أغلب مبارياته التي خسرها ولم يكن يستحق الخسارة فيها.
ويستحق الوكرة بسبب بعض عروضه ومستوياته الجيدة، أن يكون في مركز أفضل وفي مكان أحسن بجدول الترتيب، ويستحق أيضاً أن يكون من المنافسين على التأهل إلى المربع الذهبي.
ومنافسة الوكرة على المربع الذهبي أمر طبيعي ولا يعتبر إنجازاً أو بطولة، خاصة وأنه من الفرق التي حققت اللقب ببطولة كأس سمو ولي العهد 1999، وقد كان قريباً من التأهل الموسم الماضي رغم عودته من الدرجة الثانية، حيث حل في المركز السادس برصيد 27 نقطة، وبفارق 9 نقاط عن الغرافة الرابع برصيد 36 نقطة، وكان من المتوقع أن يكون أداؤه ونتائجه هذا الموسم أفضل، وأن يكون بين الأربعة الكبار، وهذا ما يجب أن يركز عليه مجلس إدارة النادي في الموسم القادم واعتباراً من الآن، وعليه أن يضع المربع في دوري 2022 هدفاً أساسياً له تمهيداً للعودة إلى مكانه الطبيعي.