نقل «الأطفال التخصصية» من حمد الطبية إلى «السدرة» آخر 2018
محليات
19 مارس 2017 , 01:49ص
حامد سليمان
كشف البروفيسور إبراهيم الجناحي، استشاري أول ورئيس قسم أمراض الرئة للأطفال في مؤسسة حمد الطبية والعضو المؤسس للجمعية العربية لأمراض الجهاز التنفسي للأطفال، في حوار لـ «العرب» عن بدء الكثير من العيادات في العمل بمركز السدرة للطب والبحوث، وأن المستشفى يتوقع افتتاحه بشكل كامل في 2018.
وأشار الجناحي إلى المسح الذي تجريه حمد الطبية للربو عند الأطفال تم توزيع الاستبيان الخاص به على الأمهات خلال مارس الجاري، ويخطط أن يستمر حتى نهاية الفصل الدراسي الأول من العام المقبل، كاشفاً عن ربطه بمسح آخر يربط بين انتشار الربو وتلوث الهواء، عن طريق أخذ عينات من الهواء من عدة مناطق على مستوى الدولة.
ونوه بمشاركة ما بين 60 إلى 80 طبيباً في برامج التدريب بقسم الأطفال، مثنياً على النتائج التي يحققها القسم، ومؤكداً على أن تخصص الأطفال يشهد نقلة نوعية واضحة مع عملية الانتقال لمركز السدرة للطب والبحوث. ولفت الجناحي في حواره لـ«العرب» عن أن بيئة العمل في حمد الطبية جاذبة للقطريين، وأن كل من يعمل بالمؤسسة من المواطنين يحصل على الكثير من ميزات التدريب وغيرها.. وإلى نص الحوار.
يعد التعليم والتطوير الطبي ركيزة أساسية في القطاع الصحي.. في البداية نود التعرف إلى مسيرة التعليم الطبي في قسم أمراض الرئة للأطفال؟
- برنامج التدريب في قسم الأطفال انطلق منذ ما يقرب من 15 عاماً، وحصلنا على الاعتراف بالبرنامج بالبورد العربي منذ سنوات، وكذلك بالاعتراف الأميركي في 2013، مع الباقة الأولى من البرامج التدريبية التي حصلت على الاعتراف الأميركي، وبرنامج التدريب في قسم الأطفال يمتد لأربع سنوات، منها التدريب العملي والنظري، وبعدها يصير الطبيب اختصاصي أطفال، وبعد ذلك يدخل في برامج تدريب تخصصي، أو ما يسمى بالزمالة، ولدينا تخصصات مختلفة بات بها زمالة، كالتخصصات الفرعية في الأطفال، كالصدر والقلب والعناية المركزة والخدج والغدد الصماء، وغيرها من التخصصات الفرعية في قسم الأطفال، والتدريب بها يكون لثلاث سنوات، ومتطلباته أن يكون الطبيب تجاوز بورد الأطفال.
عدد الأطباء الذين يلتحقون ببرنامج التدريب بقسم الأطفال، ما يقرب من 20 طبيباً في كل عام، ما يعني أن بكل وقت من الأوقات يكون المتدربين بين 60 إلى 80 طبيباً بتدريب الأطفال، وفي التخصصات الفرعية يكون ما بين متدرب واحد إلى أربعة متدربين، على حسب التخصص، والتدريب التخصصي يكون لثلاث سنوات، ويتخرج الطبيب كاختصاصي في هذا الفرع.
برنامج التدريب من أنجح البرامج، ولله الحمد والمنة، ونسبة النجاح في امتحانات البورد تقارب %100، ونحن فخورون ببرنامج التدريب في الأطفال، وهذا البرنامج سيستمر أيضاً مع انتقالنا إلى مركز السدرة للطب والبحوث.
هل بدأت عملية الانتقال إلى السدرة؟
- نعم.. انتقلت بعض العيادات إلى مركز السدرة، ولكن الافتتاح الكلي للقسم هناك سيكون في 2018، والبرنامج التدريبي سيستكمل هناك أيضاً، وسيكون برنامجا تدريبيا واحدا، والمتدرب سينتقل بين أكثر من مستشفى.
ما أبرز المشكلات الصحية المتكررة وفق مراجعات المرضى؟
- أمراض الأطفال يمكن أن نقسمها إلى قسمين: الأمراض الموسمية الحادة، والأمراض المزمنة، والأولى تختلف ما بين الصيف والشتاء، فبعض الأمراض تتزايد في الشتاء وحسب، وأبرزها يكون عائدا لانتشار فيروسات الجهاز التنفسي، كالتهابات الجهاز التنفسي العلوي، والتهاب الجهاز التنفسي السفلي، ويمكن أن يتسبب في أزمات ربو وحساسية، ففي الشتاء نتعامل مع الجهاز التنفسي للأطفال أكثر من أي جهاز آخر بالجسم، وفي الصيف نتعامل مع الجهاز الهضمي للطفل أكثر من أي جهاز آخر في الجسم، ففي الصيف، تكون فيروسات الإسهال المتكررة، ومشكلات الهضم وغيرها. بعض الأمراض تكون متكررة على مدار العام، وعادة تكون أمراض التهابية بسبب الفيروسات في الجو، والأطفال كثير منهم يظهر عليه أعراض أكثر من البالغين، فالشعيرات الهوائية لدى الأطفال تكون أصغر ويكونون أكثر عرضة للفيروسات الهوائية، وقلة الرضاعة الطبيعية أيضاً من أسباب ضعف المناعة لدى الأطفال، فالرضاعة الطبيعية تقوي من مناعة الصغار.
وماذا عن الأمراض المزمنة؟
- الأمراض المزمنة مختلفة الأنواع والأشكال، وجزء منها يكون بسبب أمور وراثية ولادية، ويولد بها الطفل، ومنها ما هو مكتسب، يرجع إلى التغيرات التي يتعرض لها الطفل من التهابات أو غيرها، بسبب التغيرات الطبية أو غير ذلك، والوراثي يكون إما بسبب وراثي، أو بسبب طفرة جينية، فهناك اختلاف بين المرض الوراثي والجيني. ونحمد الله.. ليس لدنيا في قطر أي مرض مستوطن، والأمراض المنتشرة فيروسية، شأنها شأن كافة دول العالم.
نتعامل في السدرة مع الأمراض المزمنة لدى الأطفال، كمشكلات القلب، أو التكيس الليفي في الصدر، أو غيرها من المشكلات، وهي موجودة ولكنها ليست ظاهرة أو مرض مستوطن، ولكن لا بد أن ننوه بأن الأمراض الوراثية في قطر أكثر من باقي دول العالم، شأنها شأن باقي دول الخليج، وهذا يرجع إلى زواج الأقارب.
في عام 2016.. أعلنت حمد الطبية عن مسح للربو على أطفال المدارس، ما هي أبرز مستجداته؟
- ما زلنا نعمل على هذا المسح، فسيستغرق قرابة عامين، وقد وزعنا الاستبيانات خلال مارس الجاري، وبدأت ترد إلينا تساؤلات من أمهات الأطفال حوله، ويستمر للفصل الدراسي الجاري، ويستأنف في العام الدراسي المقبل، ويمكن أن نكون استجمعنا العينة العشوائية الجيدة على نهاية الفصل الدراسي الأول من العام المقبل.
وهل تخططون لمسوح أخرى مشابهة؟
- نعم.. سيتم ربط المسح الذي نجريه على طلاب المدارس حول الربو.. بمسح آخر نربط فيه مدى انتشار الحساسيات والربو وعلاقته بتلوث الجو، فهناك دراسة جديدة بدأنا في التخطيط لها، لنعمل في عام 2018 على أخذ عينات من الجو من مناطق مختلفة بالدولة، من الشمال والجنوب ومناطق الدوحة المختلفة، للربط بين التوزيع التي حصلنا عليها فيما يتعلق بالربو والتلوث الهوائي، إذا وجدنا أن هناك تلوثاً هوائياً.
هل سينتقل قسم الأطفال بصورة كاملة للسدرة؟
- نعم.. سينتقل الأطفال التخصصي بصورة كاملة إلى السدرة، وسيظل في حمد العام، قسم الأطفال العام.
ومتى يخطط الانتهاء من عملية الانتقال بصورة كاملة للعيادات التخصصية للأطفال إلى السدرة؟
- ستفتتح العيادات بالسدرة في بداية 2018، ونتوقع مع نهاية العام نفسه أن تكون العيادات التخصصية بالأطفال انتقلت بصورة كاملة إلى مركز السدرة.
ماذا عن برامج التوسع المصاحبة لعملية الانتقال للسدرة؟
- الانتقال إلى السدرة سيرافقه عملية توسع كبيرة في البرامج المقدمة بتخصص الأطفال، ومن أبرزها ما يقدم في التدريب الطبي، فضلاً عن الاعتراف الذي يتعين علينا الحصول عليه في مركز السدرة أيضاً، كما حصلنا عليه في حمد العام، فالسدرة مركز سيفتتح حديثاً، ولا بد من أن نحصل على الاعتراف الأميركي والمجلس القطري للتخصصات الصحية وغيرها من الشهادات التي حصلنا عليها في قسم الأطفال بحمد الطبية، وثمة حراك كبير في هذا الصدد، إضافة إلى الكثير من الترتيبات المتميزة في خدمة الأطفال المرضى.
ماذا عن جراحات الأطفال وعملية الانتقال لمركز السدرة؟
- جراحات الأطفال بكاملها ستكون في مركز السدرة للطب والبحوث.
وما أبرز الجراحات التي تم إنجازها والتي تعتبرونها ضمن الإنجازات الطبية للفريق العامل على جراحات الأطفال؟
- قسم جراحات الأطفال في حمد الطبية وفي مركز السدرة للطب والبحوث، جرت بهما عمليات يمكن أن نسميها بالنادرة، وهناك فريق نفخر به، تمت إضافته للكادر العامل في حمد الطبية، من خلال تواجدهم بالسدرة، والأطباء في الفريقين يعملون سوياً.
من واقع خبرتكم في العمل بحمد الطبية، والتي تجاوزت العقدين.. كيف تقيمون الإنجازات في الفترة الأخيرة؟
- تجاوز عملي كاستشاري أطفال بحمد الطبية الثمانية عشر عاماً، وأؤكد من واقع خبرتي، أن ثمة نقلة نوعية نقبل عليها مع الانتقال للسدرة، لتقديم خدمة متميزة لكافة مرضانا.
خدمات الأطفال بـ «السدرة» تعدّ الأفضل في الخليج
حول آخر التجهيزات التي تمت إضافتها مؤخراً بالعيادات التخصصية للأطفال، أكد البروفيسور إبراهيم الجناحي، لـ «العرب» على التركيز في الفترة الحالية على عملية نقل العيادات من حمد العام إلى مركز السدرة، قائلاً: ومن مظاهر النقلة النوعية التي يتعين علينا أن نوضحها، أن ثمة برامج تواكب عملية الانتقال، فعلى سبيل المثال، فطريقة التعامل في العيادات تختلف بين حمد والسدرة، وهذا على حسب المستويات العالمية، كالولايات المتحدة وكندا، والأهالي لاحظوا هذا التحول في عيادات السدرة.
وأضاف: ثمة ترتيبات في إدخال الخدمات النوعية في طب الأطفال، ومثال على ذلك، زراعة النخاع، وزراعة الكلى، وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى بعض الوقت لتصل إلى مرحلة عالية من الجودة والكفاءة، فلا يمكن أن تبدأ المشروع من نقطة الوصول للهدف، وما عليك إلا أن تكون فريقاً من المحترفين، ممن يعملون على تطوير البرنامج بصورة متميزة، وصولاً لمراحل عالمية، ليكون ما يحققه تنافسياً على مستوى العالم. وأؤكد أن ما نقدمه من خلال مركز السدرة للطب والبحوث فيما يتعلق بتخصص الأطفال يعد من بين الأفضل في المنطقة، وهو في صدارة الخدمات الطبية المقدمة للأطفال بمنطقة الخليج.
بيئة العمل في «حمد الطبية» جاذبة للقطريين
أكد البروفيسور إبراهيم الجناحي، أن تركه للعمل كمسؤول عن قسم طوارئ الأطفال بالسد عام 2008، لا يعدو كونه إفساحاً للمجال لمن تخصصوا في طوارئ الأطفال بكندا، ومن بينهم دكتور خالد الأنصاري، مشدداً على أن الأمر لا يتعلق بكون أجواء العمل في حمد الطبية جاذبة أم لا، مضيفاً: ولكن بالحديث عن جذب حمد الطبية للكوادر الوطنية، فلا بد أن نؤكد على أن قطر هي وطننا، وقد قدمت للأطباء القطريين الكثير والكثير، ومستشفيات مؤسسات حمد هي مستشفيات أبناء قطر، ولا بد أن نرد الجميل لوطننا، وقد قدمت لنا الدولة وحمد الطبية الكثير من البعثات وقدمت لنا المزيد والمزيد من الميزات، وهذا حال كل قطري يعمل في حمد الطبية.