البيت الأبيض يؤكد خلافاته مع نتنياهو.. وأوروبا غير متحمسة لإعادة انتخابه
حول العالم
19 مارس 2015 , 10:52ص
ا.ف.ب
رحب البيت الأبيض بفتور أمس الأربعاء بفوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات التشريعية. مؤكداً مرة جديدة دعمه لحل الدولتين الذي نسفه قبل أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي فيما جاء الترحيب الأوروبي دون حماسة أيضا.
وشدد معظم القادة الأوروبيين على ضرورة استئناف عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين المعطلة منذ حوالي سنة لكن دون إخفاء شكوكهم حيال هذا الأمر.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش أرنست إن "الرئيس لا يزال يعتقد أن حل الدولتين هو الطريقة الأفضل لمواجهة التوترات". موضحا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يتصل بنتنياهو وتولى هذا الأمر وزير الخارجية جون كيري.
والتوتر في العلاقات بين أوباما ونتنياهو تفاقم مع مجيء رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن في مطلع مارس الجاري وإلقائه خطابا أمام الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون ندد فيه بقوة بالمفاوضات الجارية مع إيران.
من جانب آخر، عبر البيت الأبيض عن قلقه الشديد إزاء بعض المواقف خلال الحملة الانتخابية حول عرب إسرائيل. معتبرا أنها "تثير الانقسام" وتهدف إلى "تهميش المواطنين العرب الإسرائيليين".
وفي نفس يوم الانتخابات نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي شريط فيديو على صفحته على فيسبوك قال فيه "إن سلطة اليمين في خطر. الناخبون العرب يتوجهون بكثافة إلى صناديق الاقتراع".
واعتبر ديفيد هارتويل من مجلة "ميدل إيست إنسايدر" التي يوجد مقرها في لندن أن "العلاقات مع الولايات المتحدة أسوأ من أي وقت كان، وبعدما عرض موقفه بهذه الطريقة الفظة فسيكون من الصعب على نتنياهو العودة إلى الوراء والادعاء أنها كانت مجرد إستراتيجية انتخابية".
ورحب الاتحاد الأوروبي بفوز رئيس الوزراء. مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة "استئناف عملية السلام".
واعتمد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون موقفا مماثلا موجها تهانيه لنتنياهو على حسابه على تويتر وترك للمتحدث باسمه مهمة "الإعراب عن الأمل في رؤية السلام ورؤية حل من دولتين".
ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أيضا الحكومة الإسرائيلية المقبلة إلى "التحلي بحس المسؤولية". مؤكداً مرة جديدة دعمه لإقامة دولة فلسطينية.
وقال جان-بيار فيليو الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس ومؤلف كتاب "تاريخ غزة"، "إما أن تتدخل الولايات المتحدة وأوروبا عبر عرض خطة والتعبير عن إرادة أو أننا نتجه نحو حرب جديدة في غزة وقد يكون ذلك في الأشهر المقبلة".
في المقابل يرى بعض الخبراء أن الغرب ليس لديه من خيار سوى التعامل مع الحكومة المقبلة التي سيشكلها بنيامين نتنياهو.
وقال دانيال ليفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي حول العلاقات الخارجية إن رسالة نتنياهو للقادة الغربيين تقول "+البديل إذا لم تعملوا معي وبحسب شروطي هو العنف وسيكون ذلك مسيئا لكل العالم بما يشمل لندن وباريس كما أثبتت التظاهرات السنة الماضية".
وأكد ناتان ثرال من مجموعات الأزمات الدولية أيضاً ضرورة الانتظار لرؤية توجهات بنيامين نتنياهو بعد تشكيل حكومته. وقال إن رفضه قيام دولة فلسطينية "جاء في الساعات الـ 48 قبل اختتام حملته الانتخابية" لكن في مجالسه الخاصة فإنه قد يكون "وافق عدة مرات على التفاوض مع الفلسطينيين على حدود 1967".
والخلاف بين إسرائيل والشركاء الدوليين لا يتعلق فقط بالقضية الفلسطينية وإنما أيضاً برفض نتنياهو المطلق دعم المفاوضات الجارية مع إيران حول برنامجها النووي.