تنبؤات عن خروج اليونان من منطقة اليورو

alarab
اقتصاد 19 فبراير 2015 , 06:00م
أ.ف.ب
أثارت المحادثات المتوترة بين الحكومة اليونانية الجديدة ومنطقة اليورو - حول تمديد مؤقت لبرنامج الدعم المالي - النقاشات مجددا حول خروج اليونان من منطقة اليورو.

ما الرهانات الرئيسة لمثل هذا الاحتمال؟ وهل خروج اليونان من منطقة اليورو ممكن؟

تشدد المفوضية الأوروبية على أن انتماء دولة إلى الاتحاد النقدي أمر "لا رجوع عنه"، مستندة في ذلك إلى المعاهدات الأوروبية.

لكن "برغم عدم وجود بند" ينص على مغادرة دولة ما لمنطقة اليورو فإنه "يبقى من الممكن إيجاد حيثية قانونية" تسمح بذلك، كما رأى يانيس إيمانويليديس من مركز الأبحاث "مركز السياسة الأوروبية".

إن الخروج من منطقة اليورو قد يمر بالخروج من الاتحاد الأوروبي، وهي إمكانية واردة من جهتها في المعاهدات.

بشكلٍ ملموس أكثر - بحسب سيناريو تطرَّق إليه معهد جاك ديلور ويخضع للنقاش العلني في ألمانيا - إذا توقفت أثينا عن الإيفاء بالتزاماتها سيكون أمام منطقة اليورو والبنك المركزي الأوروبي وسائل فرض الخروج عبر تقليص إمكانيات إعادة تمويل المصارف اليونانية، مما يجبر أثينا على طرح عملة موازية.

وهذا السيناريو غير مطروح في الوقت الراهن. وقد قرر البنك المركزي الأوروبي الأربعاء تمديد آلية القروض العاجلة التي تسمح للمصارف اليونانية بالاستمرارية لمدة أسبوعين.

ويطرح معهد جاك ديلور سيناريوين آخرَيْن:

- قرار طوعي من اليونان بإصدار عملتها الخاصة، تكون قيمتها دون سعر اليورو، لكي تتمكن من تمويل السياسة الاجتماعية ووقف سياسة التقشف الذي وعد به رئيس الوزراء اليساري الجديد ألكسيس تسيبراس، الذي انتُخِب في نهاية يناير. لكن اليونانيين يواصلون - في غالبيتهم - دعم الانتماء إلى اليورو، ومِثل هذا السيناريو ليس جزءا من برنامج تسيبراس.

- خروج من اليورو "بشكل عرضي"، وعلى إثر هلع مصرفي سيؤدي إلى سحوبات كثيفة من الأموال وفرض رقابة لمنع حصول نزيف، وأخيرا إلى إصدار عملة موازية.

2 - ما عواقب مثل هذا الأمر بالنسبة إلى اليونان؟

ستتخلف اليونان عن سداد ديونها، ولن يكون في وسعها الاقتراض من الأسواق المالية. والبلد الذي يعتمد بقوة على الواردات التي ستزداد كلفتها بشكل كبير سيضع نفسه تحت رحمة "الصناديق الانتهازية"، أو أنه سيجبَر على تعويم نفسه عن طريق دول مثل الصين أو روسيا، وهو ما سوف يغيِّر المعطى الجيوسياسي في أوروبا.

لكن اليونان ستكون أيضا حرة في خفض قيمة عملتها. ويرى الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان أن الاقتصاد اليوناني لا يمكنه النهوض دون خفض قيمة عملته، بالتالي خارج اليورو.

3 - ما عواقب مثل هذا الأمر بالنسبة إلى منطقة اليورو؟

يرى عدد من المحللين أن هذه العواقب ستكون أقل سوءا مما لو خرجت اليونان من الاتحاد النقدي في أوج الأزمة في 2012؛ لأن منطقة اليورو أنشأت منذ ذلك الوقت صندوق إنقاذ، هو الآلية الأوروبية للاستقرار، ويواصل البنك المركزي الأوروبي السهر على حماية العملة الأوروبية الموحدة.

لكن خروج اليونان سيَبقَى ذات كلفة بالنسبة إلى الدول التي تملك الديون اليونانية وستقوم بشطبها.

ولا يُستبعَد في مثل هذه الحالة أن يكون لهذا الإجراء مفعول العدوى. وكتب الخبير الاقتصادي الأميركي باري إيشنغرين في صحيفة داي فلت الألمانية في نهاية الأسبوع الماضي يقول: "عندما ستجد عائلات برتغالية أو شركات إسبانية كيف تتحول يوروات إلى دراخما، فإنها ستسحب الأموال من حساباتها؛ ما قد يؤدي إلى هجوم على المصارف".

من جهته رأى ماثيو بيغاس من بنك لازار - الذي قدَّم النصح للحكومة اليونانية في كتابه الأخير "إشادة بالخروج عن المألوف" - أنه إذا خرجت دولة ما - ولو صغيرة - من منطقة اليورو سيكون ذلك نهاية العملة الموحدة.