معايير لمناهج الدراسات الإسلامية من الحضانة حتى الثانوية
حوارات
19 فبراير 2012 , 12:00ص
حاوره - محمد عزام
كشف الدكتور حاتم القرنشاوي عميد كلية الدراسات الإسلامية -عضو مؤسسة قطر للعلوم والتربية وتنمية المجتمع- عن انتهاء الكلية من وضع معايير مناهج الدراسات الإسلامية من الحضانة حتى مرحلة الثانوية، وإرسالها إلى المجلس الأعلى للتعليم لتطبيقها.
وقال القرنشاوي في حوار خاص لـ «العرب» إن معايير مناهج الدراسات الإسلامية التي وضعتها الكلية تخرج طالبا متمسكا بعقيدته ومنفتحا على العصر ويقبل الآخر. وتوقع القرنشاوي انتهاء العمل في مبنى الكلية قبل بداية منتصف العام الجامعي، 2013 وكشف أن المبنى الجديد سيضم مسجد المدينة التعليمية وصاريتين بارتفاع 80 مترا تدلان على موضع القبلة، بحيث يتمكن مرتادو المدينة التعليمية من رؤية اتجاه القبلة من أي مكان عبر صاريتي الدراسات الإسلامية.
وأضاف القرنشاوي أن مبنى الكلية سيضم متحفا يفتح للجمهور لمشاهدة مخطوطات ومعروضات إسلامية فريدة بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي وحديقة تضم نباتات القرآن والسنة.
«العرب» حاورت القرنشاوي حول أهمية انضمام الكلية لرابطة الجامعات الإسلامية والجوائز التي أعلنت عنها الكلية مؤخرا لشباب وكبار الباحثين وغيرها من القضايا، وتنقل لكم آراءه في الحديث التالي:
في البداية نريد أن نتعرف على أهمية انضمام الكلية لرابطة الجامعات الإسلامية وكيف تم الأمر؟
- كلية الدراسات الإسلامية كانت قد تقدمت بطلب للانضمام إلى رابطة الجامعات الإسلامية منذ 4 أعوام والتي تضم جامعات إسلامية مختارة من مختلف دول العالم الإسلامي تقوم بالاجتماع بصفة دورية لتبادل الرأي ومتابعة المستجدات والتنسيق بين الجامعات الأعضاء، وتأخذ طلبات الانضمام دورة ليست قصيرة يتطلب فيها من الجامعة أن يكون لها باع في مجال الدراسات الإسلامية.
وما حدث معنا حتى نصل إلى مرحلة العضوية هو أن لجنة من الرابطة زارت الكلية وتعرفت على برامجها وخريجيها ثم اجتمع المجلس التنفيذي للرابطة هذا العام عقب زيارته للكلية وتعرف عليها وقرر منحنا عضوية الرابطة بعد مناقشة الجوانب المختلفة لقبول الكلية بالرابطة.
ما فائدة الانضمام للرابطة على مستوى الجامعة وخريجيها؟
- يعود الانضمام إلى الرابطة بفائدة على مستوى الكلية، حيث ينضم أساتذة الكلية إلى قاعدة علمية واسعة بتخصصاتها واهتماماتها البحثية في الرابطة التي تنشط في مجالات تنظيم المؤتمرات العلمية التي تمس قضايا حيوية في العالم الإسلامي في المجالات التطبيقية والدراسات الإسلامية، شملت توطين التكنولوجيا في العالم الإسلامي والربيع العربي وانعكاساته على بلاد العالم الإسلامي وتوثق هذه المؤتمرات وتطبع.
وعلى مستوى طلابنا فإن انضمام الكلية إلى عضوية الرابطة خطوة مهمة حتى يستكمل طلابنا دراستهم في أي من هذه الجامعات، وهو ما يصبح سهلا عندما تكون الكلية عضوا في هذه الرابطة أو يمكن لها القيام بأبحاث مشتركة وغيرها من الفعاليات والحصول على مطبوعات الكلية، وهو ما يمثل بالطبع إضافة مهمة ولا بد أن أشير إلى أن جامعة قطر عضو في الرابطة التي تتبع رابطة العالم الإسلامي التي يوجد مقر أمانتها في القاهرة.
بالانتقال إلى ما أعلنتم عنه مؤخرا من موافقة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس أمناء وإدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، على منح جائزة عالمية باسم فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي. ما آليات منح الحائزة وقيمتها، وهل يوجد جوائز أخرى في الجامعة في مجالكم؟
- الجوائز العالمية بالنسبة للمراكز البحثية والجامعية تمثل نقطة تطور مهمة في مسيرتها وتاريخها العلمي لأنها تعكس دورها الحقيقي في نشر الثقافة واجتذاب العلماء والتنافس في المجال العلمي، ومن هنا فإن الكلية وفقت لإطلاق جائزتين عالميتين هما جائزة الدرويش لشباب الباحثين في الدراسات الإسلامية وجائزة القرضاوي التي تفضل صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس أمناء وإدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بالموافقة عليها، وهي مقسمة إلى جزأين، الأول لكبار العلماء والباحثين والآخر لشباب العلماء والباحثين، وهما مفتوحتان للمشاركين من جميع أنحاء العالم وتحدد موضوعاتهما في كل دورة عبر مجلس الأمناء الذي لم يعتمد حتى الآن، وسنعلن عنه قريبا وهو من سيحدد كذلك المحكمين، وسنطلق أول دورة من الجائزة الشهر الجاري في موضوع فقه الثورة المخصص لكبار العلماء وموضوع دور الشيخ الإمام محمد عبدالله دراز في خدمة الإسلام المخصصة لشباب الباحثين، وتبلغ قيمة الجائزة الأولى في فئة كبار الباحثين 175 ألف ريال و125 ألف ريال للجائزة الثانية، فيما تبلغ قيمة الجائزة الأولى لشباب الباحثين 100 ألف ريال قطري وتبلغ قيمة الجائزة الثانية 50 ألف ريال.
وبالنسبة لجائزة الدرويش؟
- جائزة الدرويش أطلقت لشباب الباحثين وتم الإعلان عنها عالميا في صحف مختلفة وعلى موقع الكلية على الإنترنت، وتلقينا بالفعل آلاف الاستفسارات من جميع أنحاء العالم حول شروط التقدم لجائزة الدرويش ومتطلباتها وكل ما يتعلق بها، وهو ما سنفعله، أما جائزة القرضاوي فسيعلن عنها عالميا وإلكترونيا وعلى موقع الكلية، ويمكن للراغبين التقدم والتواصل عبر موقع الكلية وموضوع جائزة الدرويش للعام الحالي حول الأحزاب في المجتمعات الإسلامية (المشروعية والحقوق والواجبات).
من هم مجلس أمناء جائزة الدرويش؟
- يرأس مجلس أمناء الجائزة الشيخ يوسف القرضاوي ومن أعضاء المجلس الدكتورة عائشة المناعي عميد كلية الشريعة الإسلامية والدكتور رضوان السيد والدكتور حاتم القرنشاوي عميد كلية الدراسات الإسلامية وغيرهم، ولا أريد أن أنسى أحدا من المشاركين، وسينتهي التقدم للجائزة نهاية أبريل 2012، والجائزتان بالطبع لهما فائدة كبيرة، حيث إنهما محكمان علميا على المستوى المطلوب وهو ما يعطي للجائزتين قيمتهما لإثراء الدراسات الإسلامية، وإن شاء الله سننشر البحوث الفائزة تعظيما لفائدتها.
متى ينتهي العمل بمبنى الكلية، وهل له ملامح إسلامية مميزة؟
- يجري العمل في المبنى حاليا على مدار الساعة، ونأمل مع نهاية العام أن تظهر ملامحه، كما نأمل قبل بداية العام الجامعي 2013 -في منتصفه- أن نستلم المبنى.
والمبنى يمثل إضافة معمارية وسيضم مسجد المدينة التعليمية، حيث وضع مصممو العمران في اعتبارهم أثناء تصميم المدن الإسلامية أن يكون المسجد هو المقصد والمحور، ننطلق منه وإليه، ومن ملامح المبنى أننا ركزنا على مفهوم استيعاب النور بالمبنى، حيث يوجد مسافات متصلة بالنور كثيرة في المبنى كما يوجد عناصر جمالية متعددة من مختلف العالم الإسلامي، منها مثلا صاريتان تشيران لاتجاه القبلة بارتفاع 80 مترا أعلى المبنى، بحيث تكون واضحة في أنحاء المدينة التعليمية المختلفة، وبالإضافة إلى ذلك فإن الحديقة الخاصة بالكلية سنستخدم فيها نباتات وردت بالقرآن والسنة، كما سيضم مبنى الكلية قاعة للعرض المتحفي لعرض نماذج ومبتكرات إسلامية قديمة وحديثة بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي، بالإضافة إلى مخطوطات من الموجودة لدى مؤسسة قطر والتي لديها مخزون كبير، منها من التراث الاستشراقي فضلا عن مجالات الإبداع الأخرى وستفتح القاعة للجمهور، كما أننا نعتزم ترجمة وعرض إسهامات المسلمين في الحضارة وسننظم ندوات علمية حولها، وفي حالة ما نظمنا معرضا مثلا حول موضوع معين سنجتهد لنعرض ما يمثله بالمتحف.
هل لديكم عمل مع أي من جهات الدولة للإفادة من خبراتكم؟
- بالطبع الكلية أخرجت وأنتجت معايير مناهج الدراسات الإسلامية من الحضانة حتى مرحلة الثانوية، وهي المرة الأولى في العالم التي توضع فيها مثل هذه المعايير وأرسلناها للمجلس الأعلى للتعليم لتطبيقها.
ما فائدة هذه المعايير؟
- إنها تحدد ما الذي تريده من المنتج الخاص بالعملية التعليمية وهو الطالب أو الطالبة، وما المعارف والمهارات التي ترغب في إكسابها للطلاب، بالإضافة إلى تحديد السلوكيات والمهارات التي تشكل المنهج، ونعطي إرشادات للمدرسين ومعايير فرعية أساسية ونقاط قياس حتى يخرج لنا طالب فاهم لدينه منفتح على العصر ومتفاعل معه متمسك بدينه وحضارته والقرآن والحديث والعقيدة ويستوعب آليات قبول الآخر مع التمسك بثوابته.
ما آخر فعاليات مراكز الكلية البحثية؟
- مركز الاقتصاد والبحوث الإسلامية نظم قبل أيام المؤتمر الدولي الثامن للاقتصاد الإسلامي وشارك به باحثون من 36 دولة، ويعقد لأول مرة بقطر كما عمل مركز المجتمعات الإسلامية المعاصرة على عقد حلقات بحثية وندوات أكاديمية، ونخطط لمحاضرة حول الحركات الإسلامية في مرحلة ما بعد الربيع العربي.
أما مركز التخطيط الحضري والعمارة الإسلامية فعقد ندوة شارك بها 9 من كبار العلماء بمختلف أنحاء العالم من كبار المخططين للمدن حول مستقبل العمارة بالمدن الإسلامية، ويعكف حاليا مركز القرضاوي على عقد دورات تدريبية للأئمة والمفتين من مختلف بلاد العالم، ونستضيف حاليا علماء من الصين ومفتين من ألمانيا وإفريقيا.
هل لديكم أساتذة جدد انضموا للكلية الفترة الماضية؟
- كل فصل دراسي ينضم أساتذة جدد، وهذا الفصل الدراسي انضم 4 أساتذة جدد.
هل لديكم خطط لمنح درجة البكالوريوس، حيث إنكم مقتصرون حالياً على الماجستير؟
- على المدى الطويل سننتقل إلى مرحلة منح درجة البكالوريوس عقب الانتهاء من مرحلة الدكتوراه حتى نحقق كادرا علميا، ونستكمل عملية بنائه ثم ندخل إلى مرحلة البكالوريوس.
كم تبلغ نسبة القطريين في الكلية؟
- أعداد القطريين لدينا في تزايد مستمر، حاليا حوالي %35 من الدارسين من القطريين والقطريات ولدينا طلاب من 39 دولة.
* برامج فريدة
أدخلت كلية الدراسات الإسلامية –عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع– تخصصا دراسيا جديدا هو ماجستير مقارنة الأديان الذي تبلغ تكلفة الالتحاق بالكلية لنيله 63.515 ألف ريال قطري، حيث يضم برنامج ماجستير مقارنة الأديان 12 مادة دراسية بما فيها الرسالة، تبلغ تكلفة دراسة كل منها 5293 ريالا قطريا.
وتقع «كلية الدراسات الإسلامية- قطر» في المدينة التعليمية، المشروع الرئيسي لـ «مؤسسة قطر» والمركز الرفيع المستوى للدراسات والأبحاث.
وتتسم برامج الكلية بأنها فريدة في مجال الدراسات العليا، وما تقدّمه من تغطية متميزة للثقافة الإسلامية وكيفية ممارستها، وتجعل الدارسين على اطلاع بآخر التطورات في حقل الدراسات الإسلامية، وتكسبهم المهارات والقدرات اللازمة للتفاعل مع المجتمعات المحلية والعالمية ضمن مجالات اهتمامهم.
ويوّفر الحرم الجامعي للدارسين بيئة داعمة تمكّنهم من التعاون مع أعضاء الهيئة التدريسية، والأساتذة الزائرين والزملاء والتفاعل معهم، والمشاركة في الأنشطة، والتعرف على مدينة الدوحة، حيث تشكل الأنشطة خارج الحرم الجامعي والزيارات الميدانية ومشاريع الأبحاث، جوانب أساسية في تطوير الطلاب وتلتزم الكلية وهيئتها التدريسية بتشجيع التفاعل بين الدارسين بها من جهة ومع المجتمعات الخارجية على تنوعها.
وتتّسم «كلية الدراسات الإسلامية- قطر» بعدد من القيم الأساسية وهي الجو الثقافي المنفتح الذي يشجّع الحوار والسعي الأكاديمي في إطار الاحترام المتبادل، والمسؤولية الاجتماعية وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية، وبيئة تعليمية ديناميكية تستند إلى التفكير النقدي والتواصل المفتوح ،ومنظورا عالميا واحتراما لثقافات الآخرين، والتعاون مع المؤسسات الأخرى لتحقيق الأهداف المُشتركة من خلال التعاون والجهد المشترك.
وكانت مؤسسة قطر قد أسست كلية الدراسات الإسلامية في العام 2007؛ كي تساهم في تقديم تفسير مستنير ومعاصر للإسلام وترجمة القيم والتعاليم الإسلامية إلى تطبيقات عملية وواقعية، سواء في مجال السياسة العامة أو الشؤون المالية، وبدأت الكلية في نفس السنة في طرح برنامج الدبلوم العام في الدراسات الإسلامية ومدته عامان، كما باشرت في فبراير 2008 تدريس برنامجي شهادة الماجستير في الفقه المعاصر والماجستير في السياسة العامة بالإسلام.