كتارا.. نبض الثقافة في المونديال

alarab
محليات 18 نوفمبر 2022 , 12:30ص
الدوحة - قنا

خالد عبدالرحيم: إدراج «منطقة الصقور» ضمن الفعاليات المُصاحبة لكأس العالم

تدشين 22 كتاباً عن تاريخ المونديال والرياضة ومعرض تفاعلي

نتوقع استقبال أعداد أكبر من الزوار خلال منافسات البطولة

أكد السيد خالد عبدالرحيم السيد، مدير إدارة الفعاليات والشؤون الثقافية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، أن فعاليات كتارا المصاحبة لكأس العالم فيفا قطر 2022 تعتبر نبض الثقافة في هذا المونديال، الذي يقام على أرض عربية لأول مرة في تاريخه.
واستعرض السيد خالد عبدالرحيم في حديث لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، الخريطة البرامجية للحي الثقافي كتارا خلال البطولة الأكثر شهرة على مستوى العالم، وحدود العلاقة بين الثقافة والرياضة، والقواسم المشتركة فيما بينهما، مشيرًا إلى أن هذه الفعاليات تتضمّن ما يزيد على 300 نشاط خلال51 فعالية رئيسية.

وفي هذا الصدد، أوضح أن فعاليات كتارا المصاحبة لكأس العالم فيفا قطر 2022 في نسختها الثانية والعشرين، غير مسبوقة، وتتناسب مع الحدث الكبير الذي يتابعه الملايين حول العالم، سواء من الدوحة أو من خارجها، باعتبار أن هذه النسخة تقام لأول مرة في دولة عربية، ما يحتم مسؤولية أكبر على دولة قطر في إظهار الثقافة العربية والتعريف بها من خلال الفعاليات المصاحبة لكأس العالم، كما يتطلب الأمر تضمين هذه الأنشطة المصاحبة للبطولة فعاليات تتناسب مع أذواق زوار قطر الذين حضروا من مختلف دول وقارات العالم لمتابعة البطولة عن قرب، ما يؤكد أن كتارا ستكون نبض الثقافة خلال كأس العالم فيفا قطر 2022.
وقال السيد خالد عبدالرحيم السيد: «إن الأصل في الثقافة التعددية، فكل نشاط إنساني يمكن فلسفته أو فهمه من منظور ثقافي، مثل ثقافة السلام، وثقافة حقوق الإنسان، والتراث الثقافي، وما شابه ذلك، موضحًا أن مفهوم الثقافة يتطور باستمرار مع تطور وسائل الاتصال والتواصل بين البشر، ومن هنا فإن كل نشاط يشجّع على التفاهم بروح الاحترام المتبادل بين الناس يندرج في قائمة النشاط الثقافي».
وأضاف: «إن رياضة كرة القدم نالت شعبيتها من فاعليتها في تعزيز الحياة الاجتماعية والثقافية والجمع بين الأفراد والمجتمعات، لذلك فإن أنديتنا الرياضية، كانت تسوق لنفسها من خلال ممارستها لأدوار ثقافية واجتماعية، إلى جانب نشاطها الرياضي. 
وبخصوص خريطة فعاليات كتارا المصاحبة لكأس العالم فيفا قطر 2022، قال مدير إدارة الفعاليات والشؤون الثقافية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»: إن كتارا أعدّت للمونديال أكثر من 300 فعالية ثقافية وفنية وتراثية متفرعة من 51 فعالية رئيسية موزعة على خمسة فروع رئيسية هي: المهرجانات، والحفلات، والمعارض، والعروض الحية والفعاليات الأخرى، منوهًا بأنه تم تخصيص بعض الفعاليات للأشخاص الذين يهتمون بكرة القدم، وتاريخها، ولكن لا يعني هذا أن بقية الفعاليات قد لا تستهوي هذه الفئة، والعكس صحيح، بما يعكس التقاطعات ما بين الثقافة والرياضة.

فعاليات متخصصة 
وبيّن خالد عبدالرحيم السيد، مدير إدارة الفعاليات والشؤون الثقافية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، في حديثه لـ»قنا»، أن هناك فعاليات مخصصة للمهتمين بالرياضة مثل معرض كرة القدم والفن التشكيلي والمقتنيات، ومعرض طوابع كأس العالم، إلى جانب تدشين 22 كتابًا عن تاريخ المونديال والرياضة عمومًا، وهذه الأنشطة تعكس نظرة «كتارا» للتكامل بين الأنشطة الرياضية والثقافية.
وأوضح أن معرض كرة القدم والفن التشكيلي والمقتنيات، هو معرض تفاعلي يمزج بين الساحرة المستديرة والفن التشكيلي، ويضم لوحات لفنانين محليين وعالميين تجسّد الأجواء الحماسية في عالم كرة القدم، إلى جانب لوحات تصور أجواء المنافسات المحتدمة في المباريات النهائية، ما يضع زوار المعرض في أجواء المونديالات السابقة الحماسية، بما في ذلك لمحة عن أجواء المدن التي احتضنت المنافسات، ومعالم تعكس حضارات وثقافات شعوب تلك الدول، وفن الرسم من خلال الرسم على وجوه المشجعين في المدرجات، والتي أصبحت من الفنون الاحترافية، كما يشتمل المعرض على مقتنيات تتعلق بالدورات السابقة لكأس العالم، وهي مقتنيات ذات قيمة عالية، مشيرًا إلى أنه سوف تقام على هامش المعرض ورش فنية للجمهور، ليتعرفوا على العلاقة بين كرة القدم والفن التشكيلي، وذلك من خلال التنسيق مع جهات مُختلفة، كما يشتمل المعرض على هدايا تذكارية معبّرة عن موضوعه.
وتابع مدير إدارة الفعاليات والشؤون الثقافية في «كتارا»، أن معرض كتارا لطوابع كأس العالم، والمقام بمتحف الطوابع البريدية المبنى رقم 22، يحتوى على أكثر من 340 لوحة طوابع من جميع أنحاء العالم منها 280 لوحة تضم كل بطولات كأس العالم منذ أول بطولة أقيمت عام 1930 وحتى الآن، كما يضم مجموعة متميزة ونادرة من المقتنيات الخاصة بكأس العالم، وتشتمل على تذكارات مختلفة، تُعرض لأول مرة بمشاركة هواة من قطر وإيطاليا وأمريكا.
وقال: إن كتارا حرصت من خلال فعالية تدشين 22 كتابًا عن المونديال على إثراء الفعاليات الثقافية، وتسليط الضوء على جوانب مختلفة من بطولة كأس العالم لكرة القدم صادرة عن دار كتارا للنشر باللغتين العربية والإنجليزية، مشيراً إلى أن قائمة الكتب تضم العناوين التالية: الملابس الرياضية في المباريات النهائية، وبطولات كأس العالم بالأرقام، وأهداف خُلّدت في كأس العالم، والمباريات النهائية في كأس العالم، وتاريخ كأس العالم من البداية حتى الآن، وحقيقة تجعل كأس العالم في قطر مميزة، ورونالدو وميسي وجهًا لوجه، وأشهر اللاعبين العرب المشاركين، وطوابع كأس العالم، وأشهر قائدي كرة القدم (الكباتن)، ووسائل إعلام منسية في كأس العالم، وكأس العالم والأحداث السياسية والمقاطعات، ورؤساء فيفا في كأس العالم، وكأس العالم.. تقاليد ورفاهيات وجوائز، والنقل الإعلامي لكأس العالم... من المهد إلى قطر 2022، ومونديال قطر 2022 القوة الناعمة في الشرق الأوسط، ونجوم كرة القدم في قطر، والعالم يلتقي في البيت القطري، والرياضات التراثية في قطر، والكاريكاتير الرياضي، والهندسة الرياضية في كأس العالم 2022، ونبض الثقافة في المونديال.
ولفت خالد عبدالرحيم إلى أن محتوى هذه الكتب على قدر كبير من الأهمية ويُثري المناسبة بمعلومات قيّمة، إذ تعد هذه الكتب إضافة حقيقية للمكتبة القطرية والعربية، ولعل أبرزها كتاب (نجوم كرة القدم في قطر)، والذي تناول بأسلوب أدبي رفيع مسيرة 27 لاعباً شكّلوا النواة الأولى لانطلاق رياضة كرة القدم في قطر، وكتاب (الهندسة الرياضية في كأس العالم 2022) الذي يقدّم إضافة مهمة في مجال الهندسة الرياضية ويشرح معنى الاستدامة في استادات كأس العالم فيفا قطر 2022 الثمانية.
كما تناول كتاب (رونالدو وميسي وجهًا لوجه)، نجمين من نجوم كرة القدم يحظيان بشهرة عالمية، وهما «النجمان الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو» اللذان قد يخوضان آخر كأس عالم في مشوارهما، ما يضفي مزيدًا من الإثارة والتشويق على هذه النسخة من البطولة.
تفاعل كبير
وتناول السيد خالد عبدالرحيم السيد، مدير إدارة الفعاليات والشؤون الثقافية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، في حديثه لـ «قنا» ارتباط الرياضة بالتراث الثقافي، مشيرًا إلى أن من الفعاليات التي تقدمها كتارا ضمن فعالياتها خلال كأس العالم، معبّرة عن هذا الارتباط «مهرجان كتارا للمحامل التقليدية» في نسخته الثانية عشرة، وبمشاركة 8 دول، حيث الإبحار بالقوارب الشراعية يُعد من الرياضات الأولمبية منذ دورة الألعاب الأولمبية الأولى، التي أقيمت في أثينا، عام 1896.
ونوه إلى أن النسخة الجديدة من مهرجان المحامل التقليدية، تشتمل على 50 جناحًا للدول المشاركة تضم معارض للمقتنيات التراثية البحرية وأخرى للحرف والمهن اليدوية، والموروث البحري، بالإضافة إلى إدراج فعالية «منطقة الصقور»، ضمن الفعاليات المُصاحبة لكأس العالم، وهي من التراث الثقافي العربي الأصيل، حيث إن الصيد بالصقور رياضة خليجية تقليدية ضاربة في جذور التاريخ، وتتوارث الأجيال المتعاقبة مهارات ممارستها، وتم تخصيص هذه الفعالية لتعريف جمهور المونديال بهذه الرياضة التراثية وتشمل الفعالية عروضًا لأنواع الصقور وطرق تدريبها، وهي حرفة تراثية تُعرف بـ»الصقّارة» ولا تزال تُمارس حتى اليوم، ويُقدّم مختصون معلومات تثقيفية عن أصول فن «الصقّارة» وجذوره التاريخية.

فنون أجنبية 
من جهة أخرى، كشف خالد عبدالرحيم السيد، أنه لم يتم إغفال الجماهير غير الناطقة باللغة العربية في فعاليات كتارا التي تبحث عن القواسم المشتركة بين الشعوب، قائلًا: «لا نقوم بتصميم فعالياتنا على أساس الفوارق اللغوية أو الثقافية، ونحن على قناعة بأن الموسيقى والفنون البصرية هي بمثابة لغة عالمية، ليست بحاجة إلى ترجمات»، لذلك نتوقع أن تستهوي المهرجانات العربية الجمهور غير الناطق بها، كما يمكن أن تستهوي الفنون الأجنبية الجمهور العربي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى حرص كتارا على تخصيص فعاليات تتناسب مع أذواق الجمهور غير العربي، فعلى سبيل المثال لا الحصر تتضمّن فعاليات كتارا، باقة متنوعة من الحفلات الموسيقية والغنائية من كل قارات العالم، لترضي جميع أذواق متابعي كأس العالم 2022 من الدوحة، وتشمل الحفلات عروضًا لفنانين مشهورين من الأرجنتين وبريطانيا لأول مرة في قطر، إلى جانب أمسيات غنائية عربية، وحفلات راقصة للفلكلور الروسي، وفعاليات مكسيكية، وحفلة خاصة بالفلكلور البوسني، ومعارض لسفارات بعض الدول مثل «الباراغواي والأوروغواي وإيران والدومينيكان وإندونيسيا والسلفادور والإكوادور».
وتوقع السيد تفاعلاً كبيرًا مع فعاليات كتارا المُصاحبة لكأس العالم فيفا قطر 2022.. التي تم اختيارها بعناية، خصوصًا الفعاليات ذات الطابع التراثي، مثل عرض كتارا للأزياء، الذي تشارك فيه مُصمّمات من جميع دول الخليج العربية بما فيها قطر، حيث يقدّمن تصاميم لأزياء نسائية مُستوحاة من التراث القطري، الذي يتميز بنقوش وزخارف وألوان خاصة، بلمسات عصرية، وغيرها من الفعاليات.
وأضاف «بصورة عامة تشهد كتارا توافد نحو 10 ملايين زائر سنويًا، بمعدل 26 ألف زائر يوميًا، لذلك نحن نتوقع استقبال أعداد أكبر خلال فترة المونديال، وكتارا على أهبة الاستعداد لاستضافة أي عدد من الزوار».